الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها القادة ( اعطسوا )

سليمان عباسي

2007 / 7 / 30
كتابات ساخرة


لقد أفادت دراسة بريطانية بأن (( العطس )) ليس مسألة عفوية وإنما يعبر عن شخصية ((العاطس )) وينقسم إلى أربعة أنواع فهناك العطسه الكبيرة القوية والحيوية وصاحبها يتمتع بشخصية قيادية وبأفكار عظيمة ومتفتحة واجتماعية ومتفائلة وهناك العطسه الرائعة التي يجتهد صاحبها في خفض صوتها ويكون شخصا ودوداّ محباّ للعشرة والأضواء وليس الضوضاء وهو شخص يمكن الاعتماد عليه وجدير بالثقة وهناك العطسه الحذرة ويتمتع صاحبها بالوقار والاعتدال في شؤونه وعادة ما يعمد إلى تغطية فمه أثناء العطس بيده أو بمنديل ويكون دقيقاّ وحذراّ وعميقاّ في تفكيره وهناك العطسه المخيفة ذات الصوت القوي كأنه المدفع وعادة ما يكون صاحبها سريع الحكم على الأشياء وحاسماّ في قراراته .
لقد أثار هذا الخبر حفيظتي واهتمامي وجعلني أتابع بإلحاح لقاءات قادتنا ومؤتمراتهم الصحفية وبشكل خاص إذا كان اللقاء يبث على الهواء مباشرة لعل أحدهم يعطس ولو عطسة واحدة لأستدل على شخصيته وعلى طريقة تفكيره حسب الدراسة البريطانية ومن جهة ثانية ليطمئن قلبي وأتأكد مما لا يجعل مكاناّ للشك بأن هؤلاء القادة مثلنا من كوكب الأرض ويملكون ما نملك من حواس كالبصر والسمع ........ الخ وليسوا بوافدين علينا من أحد الكواكب السّيارة المجهولة التضاريس .
لقد شكّل هذا الأمر والى حد ما وسواساّ خناساّ بالنسبة لي وأصبح هاجساّ يؤرقني ولغزاّ أحاول فك طلاسمه لذا لجأت إلى بعض أصدقائي المتنفذين ممن لهم صلة مباشرة بالكثير من قادتنا بحكم مواقعهم المتقدمة وقمت بسؤالهم بطرق غير مباشرة أحيانا وممازحاّ في بعض الأحيان الأخرى كي لا اتهم بالجنون والهلوسة .
لسوء حظي ولتزداد حيرتي فلم يحالف الحظ أحد منهم بسماع عطسة أحد من هؤلاء القادة .
أخيراّ قررت اتباع المثل القائل (( لا يحك جلدك إلا ظفرك )) وقمت باستخدام صفتي الصحفية واستغلال علاقاتي الخاصة تسهيلاّ للاجتماع مع البعض منهم وبالفعل نجحت تلك الخطة واستطعت الاجتماع مع الكثير منهم ولا اخفي عليكم كم كلفني ذلك من جهد ومن عبارات تصرخ مستنكرة النفاق بين أحرفها .
المثير للدهشة وللاستغراب أنني اكتشفت بان الجميع ممن حولهم بدءاّ بعمال النظافة مروراّ بسائقيهم وكوادرهم وانتهاءاّ بمد راء مكاتبهم يعطسون ما عداهم فلم تكتحل عيناي برؤية أحدهم يعطس ولو عطسة يتيمة مما جعلني ونظراّ لا ستنفاذي جميع وسائلي المتاحة أن أعلن استسلامي وتوقفي عن تلك المتابعة العديمة الجدوى .
ولا اخفي عليكم أنني اشعر الآن بالرعب من القادم وان كنت أرى ملامحه بدأت تتجسد في شوارع وأزقة قطاعنا المحرر وفي تصريحات قادتنا الجدد .
والسؤال الذي يثير حيرتي : هل ندرك فعلاّ نحن البسطاء من الشعب الفلسطيني ماذا يعني انه لدينا قادة لا يعطسون ؟؟ ومن يملك الإجابة فلا يبخل بها علينا .

---- دمشق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق