الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو جبهة وطنية واحدة في غزة ..!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 7 / 30
القضية الفلسطينية


هل يمكن لليسار الفلسطيني في غزة أن يشكل جبهة وطنية قوية يمكن أن تكون القوة التي تقف مع الناس لمواجهة تفرد حماس في السلطة ؟؟ وهل يمكن لفتح الجريحة أن تكون قد تعلمت من الدرس والتجربة لتبدأ مشوارا جديدا مختلفا عن السابق ؟؟ أو يجوز لفصائل م . ت . ف مع فتح الالتحام في جبهة وطنية واحدة لمواجهة تفرد حماس في السلطة بالالتفاف مع الجماهير الغزاوية بدلا من فرض الشروط المسبقة للحوار كما هو واضح حتى الآن ..؟؟ أو هل يجوز العودة إلى حكومة الوحدة الوطنية مع حماس ؟؟ كافة فصائل م . ت . ف العاملة في غزة رفضت ما قامت به حماس من عمل عسكري وسيطرتها على مؤسسات السلطة الفلسطينية في غزة العسكرية والمدنية وباتت كافة مناحي الحياة في قبضة حماس .. القوى السياسية لم تفعل شيء سوى رفضها لما جرى إعلاميا وفي بعض الأحيان دعوة الطرفين للحوار ..
إن تذيل هذه القوى لحركة فتح ردحا طويلا من الزمن ، ولأن فتح تتحكم في تمويل هذه القوى حسب رؤيتها وفي كل الأحوال كانت لا تسمح لها القيام بأنشطة يمكنها أن تزيد من قوتها الجماهيرية لتبقى هي متفردة بالقرار ..! جعل من هذه القوى هزيلة لا يمكنها حتى المناورة السياسية ولا تفعل أكثر مما فعلته ففي اجتماع المجلس المركزي الأخير في رام الله فقط الجبهة الشعبية خرجت بموقف مغاير لمواقفهم ، لكنها لم تقدم بدائل ولا آليات يمكن أن تساعد في زحزحة مواقف طرفي الصراع ( فتح وحماس ) . إذن نحن أمام قوتين رئيسيتين حماس القوية التي استأثرت بغزة مقابل منظمة التحرير الفلسطينية بفصائلها صاحبة النضال الطويل ؟ وحامية المشروع الوطني الفلسطيني كما يقولون ..؟ الأولى تحاول كسب الوقت لتعزيز سلطتها وفرض وقائع جديدة على الأرض لا يمكن التراجع عنها ، ولا يعترف العالم بها ما عدا قوة إقليمية محدودة تحاول الاستفادة منها ، وربما لا تلتقي معها أيدلوجيا ، من هنا يبقى المراهنة عليها ضعيفا وضعيفا جدا كما ثبت بالتجربة مؤخرا .. وعلى الصعيد الداخلي سوف تواجه مشاكل عديدة لإدارة حياة الفلسطينيين في غزة ، وكما قلنا سابقا : أنها خططت للهجوم العسكري ولم تخطط كيف ستدير الشئون المدنية لحياة السكان .. فمن الواضح حتى اللحظة أن حماس تقوم بما قامت به فتح بداية تأسيس السلطة وحتى أخر لحظة لها في غزة وبالتالي ستقع في نفس الأخطاء .. هذا هو نهج دكتاتورية الحزب المتفرد في السلطة ، إن ذلك سيقود حتما إلى خسارة جماهيرية فادحة بالضبط كما حصل لفتح ..؟؟ والثانية سلمت نفسها لحكومة متأرجحة سوف تزيد من الانقسام وستعمل على زيادة تهميش دور هذه الفصائل التي باتت قيادات فقط ! ليس لها أدنى وجود في قطاع غزة على الأقل ؟؟ والقصد هنا بقيت كوادر ونشطاء هذه القوى ساكنة في مواقعها وبيوتها لم تفعل شيء في ظل الأزمة الراهنة ، وكأن اللجان المشتركة الوهمية التي عملت في السابق كان حالها من حال السلطة التي سقطت بسرعة كبيرة !
في ظل هذا الواقع المرير هل يوجد خيارات أخرى للعمل ، سوى توحيد الصفوف ؟ وهل هناك أجدر من قوى اليسار المتناثرة من أن توحد صفوفها خاصة أنها تملك رؤية واحدة وبرنامجا متقاربا ، ولديها تجربة في هذا المجال ..؟ وعلى هذه القوى أن تبدأ من القاعدة وليس من القمة كما حدث في تجربة ( قائمة البديل ) لانتخابات التشريعي السابقة ، وتسعى هذه القوى لبناء برنامجا مشتركا يأخذ بالحسبان هموم المواطن الفلسطيني في ظل الواقع الحالي والمستجدات على الساحة السياسية بحيث تشكل قاعدة قوية ونموذجا جديدا للمبادرة والأخذ بزمام الأمور بدلا من التقهقر والتشرذم ، أو التذيل لجهات دفعت ثمنا باهظا لسياستها الفئوية .. أنا على ثقة بأن قوى اليسار لديها سلاحا قويا وهو التحامها بهموم المواطن والوطن سيدفعها إلى الصدارة في ظل المرحلة الراهنة إذا ما تخلصت من عُقَد الماضي الفلسطيني ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات