الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا فلسطين ! ويا عراق ! ويا لبنان ! لا تنتظروا شيئا من حكام العرب ، و المسلمين ، فهم مجرد خدام وأنعام مسخرة للصهيونية ، يقتلونكم سرا ، ويمشون في جنازتكم علانية

علي لهروشي
كاتب

(Ali Lahrouchi)

2007 / 7 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


فيما تشن الآلة الصهيونية عدوانها علانية ، و أمام المنتظم الدولي الذي يلتزم الصمت ، فقد انشغل ما يسمى بزعماء العللم العربي ، و الاسلامي في الرحلات ، والمنتزهات و النقاهة ، و تبادل التهم أحيانا المؤدي إلى القطيعة بين بعضهم البعض ، ثم انبعاث الود و الإخاء الذي يعمه النفاق و المجاملة أحيانا أخرى ، و كأنهم سيعلنون عن ولادة شيء لم ينتظره العالم منهم لزمن طويل، وهم يخلقون الفرص ، ويتظاهرون كأنهم منشغلين بأمور شعوبهم حتى لا يقال عنهم كونهم جبناء ، وأتباع و خدام الامبريالية الصهيونية ، حين لا يصدر منهم و عنهم أي مؤشر يوحي إلى كونهم مستعدين للوقوف بالمال ، و القوة ، إلى جانب إخوانهم في كل من فلسطين و العراق و السودان وأفغانستان ولبنان، من البلدان العربية و الإسلامية التي تتعرض للدمار و العدوان الصهيوني الغاشم ، وبظلم القرون الوسطى ، بل بالظلم و الجور الذي لم يسبق له مثيل في التاريخ البشري ، وقد يكتفي البعض من هؤلاء الزعماء الأشباح ببعث مساعدة طبية ، أو غذائية أو أغطية وأفرشة ، أو استنكار العدوان أو إدانته ، كأقصى رد يمكن القيام به ، وهي إشارة تفضح عجزهم ، و سذاجتهم، و تخاذلهم ، وخيانتهم لإخوانهم العرب و المسلمين ، كما أن تلك المساعدات قد سبق و أن تلقوها من العدو الصهيوني نفسه بمناسبة أو بغيرها ، وها هي نفس مساعدات العدو توزع مرة أخرى على الضحية عبر خُدام الامبريالية ، و الصهيونية ، الذين يستغلون المواقف للضحك على الشعوب ، والظهور بمظهرين ، وصورتين و وجهين ، وشخصيتين متناقضتين ، بلغة الحسن الثاني الذي قال موجها كلامه للعراق خلال العدوان الأول الذي تعرض له سنة 1991" قلبي معك يا صدام ، وعقلي ضدك " وهي مقولة يظهر منها أن قلوب الحكام مع الدول التي تتعرض للعدوان ، لأنهم منها لحما ودما ، ودينا ، وعرقا، وملة ، بينما هم ضدها بعقولهم المسلوبة من قبل الامبريالية الصهيونية ، التي و ضعتهم لتوليهم كراسي الحكم ، حيت التمتع ، بالجاه ، و النسوان ، و السلطة ، وبالتالي فهم يخشون التمرد على أسيادهم الصهاينة ، في حالة وقوع معجزة بإعلانهم ، مساندتهم لإخوانهم المظلومين ، وهي معجزة تمرد المصنوع عن الصانع ، أو المخلوق عن الخالق ، لكون المخلوق ، و المصنوع هم ملوك ، وسلاطين ، وحكام العرب ، فيما أن صانعهم ، و خالقهم هم أسيادهم من الصهاينة ، فإذا كان الأمر ليس هكذا ، فأين الحكام العرب مما يجري من ظلم ، وعدوان ، وقهر، وغطرسة ، وكل ما دونه التاريخ الحديث ، و القديم ، وما سيدونه المستقبل ؟ فإذا عرف العقد الثاني من القرن الماضي بروز الفاشية ، والنازية بنزعتها العرقية للهيمنة على العالم ، و كانتا السبب في اندلاع الحربين العالميتين اللتان دمرتا كل أنحاء المعمور، بقتل الإنسان وحرق الحيوان ، و الأرض ، و الطبيعة ، لا لشيء إلا لتقتسم الدول الكبرى لأراضي وخيرات الدول الصغرى ، التي لم تحصل على استقلالها الجغرافي حتى مرور عقد على منتصف القرن الماضي، أما استقلالها السياسي في اتخاذ القرار بعيدا عن استشارتها للدولة المحتلة لها من قبل ، فذاك أمر لم يتحقق بعد حتى حدود الساعة ، مما يجعلها مجرد تجمعات بشرية يحكمها الطغاة المعينين ، و المختارين ، والمساندين، والمصنوعين ، والمخلوقين ، من قبل قوى الاحتلال ، و الصهيونية ، ليضمنوا لهذه الأخيرة استمرار مصالحها الاقتصادية ، و السياسية هناك ، وهي قمة التبعية ، و الإذلال ، التي لا تزال تعاني منها كل الدول العربية التي تخلفت بسبب حكامها الطغاة عن الركب الحضاري ، و الإنساني ، وهي لم تستجمع أنفاسها بعد إلى أن أعاد التاريخ نفسه بعد مرور قرن من الزمان ، حيث أن بداية هذا القرن تؤشر إلى ما لا تحمد عقباه ، حيث رغبة أمريكا وحليفتها انجلترا ، وربيبتها إسرائيل ، في جر العالم إلى الهلاك ، والتهلكة من خلال عدوانهم المستمر و الدائم ، والمتمركز أساسا على الدول العربية ، و الإسلامية ، تحت شعارات جوفاء كإدعائه م تسويق الديمقراطية عبر سيناريو محبوك ومقصود ، مبني على الأساسيات الثلاثة التي تبنتها ، وأذاعتها ممثلة أمريكا في منصب خارجيتها ، وهو أن الدبلوماسية الأمريكية حسب -كوندولسيا رايس- وهي كما قالت :
أولا سنعمل على توحيد المجتمعات الديمقراطية لبناء نظام دولي يقوم على أساس القيام المشتركة ، وسيادة القانون .
ثانيا : سنعزز المجتمعات الديمقراطية لتمكينها من مواجهة التهديدات التي تهدد أمننا ، وإزالة اليأس الذي يؤدي إلى الإرهاب .
ثالثا : سننشر الحرية و الديمقراطية في جميع أنحاء العالم .
وهي ثلاثية دبلوماسية في ظاهرها ، وحربية عسكرية في باطنها ، مبرمج ، و مخطط لها ، و موضوعة على الشكل التالي : اتهام الدولة المستهدفة من قبل الصهيونية الامبريالية بكونها تمارس الديكتاتورية ، و البيروقراطية ، أو بامتلاكها لأسلحة الدمار الشامل، أو برعايتها لما يسمونه بالإرهاب ، وعندما يتم لفق التهم المقصودة بنيات مبيتة، يجندون بذلك إعلامهم بمختلف أنواعه التقليدي منه ، و المتطور، ومن خلاله يضغطون على العالم لتحريك مؤسساته كمجلس الأمن الدولي ، و منظمة الأمم المتحدة ، و الهيئات الدولية لإقناع الشعوب وتخديرها لشرعنة العدوان ، مع فرض الحصار على الدولة المستهدفة ، ذلك الحصار الموازي مع الحملات الإعلامية الشرسة كهجو م لخلق شرخ ، وعدم الاستقرار الداخلي للدولة المستهدفة من قبل الصهيونية ، و الغرض الأول هو تكسير تماسك شعبها بالعمل على تجويعه ، وعزله عن العالم ، وممارسة الضغط عليه حتى يتحرك قلقا ، غاضبا ، منتفضا ضد حكامه ، ومن هذا الباب تتدخل الصهيونية مظهرة حسن النية ، و الغرض في مساعدة الشعب ، بينما العكس هو الصحيح ، و الغرض هو الهيمنة ، والتركيع بخلقها ، و تنصيبها لحكام يظلون مجرد دمية في يد الصهيونية ، كما هو شأن حكام العرب الحاليين، مما يجعل الامبريالية الصهيونية بزعامة أمريكا تحتل المكانة الأولى في النفاق ، و المكر و الخدع و الخيانة بمنطق" يقتلون القتيل و يمشون في جنازته " وهو ما سيحصل عاجلا أم أجل ا، حتى للحكام المعينين و المصنوعين و المساندين من قبلها ، لأن تلك الصهيونية تؤمن حق الإيمان بمقولة الواشك على الغرق ممن لا يتقن السباحة ، الذي قال : " امسك بذيل الكلب حتى تتمكن من اختراق النهر الهائج نحو الضفة الأخرى " و أمريكا الآن نظرا لعدم معرفتها بدقة لوديان ، ولجبال ، ولتلال و لجغرافية ، ولثقافة ، ولسيكولوجية ، ولسوسيولوجية المجتمعات المستهدفة من قبلها ، فإنها تتمسك بذيول كلاب حكام العرب من أجل اختراق النهر لتنصيب خيمتها على الضفة العربية و الإسلامية ، لتحط فيها خيامها إلى الأبد حتى يتم استنزاف ثرواتها الطبيغعية و البشرية ، حينها ستعمل على إبادة الكلاب الضالة من الحكام الحاليين ، بالرغم من مساعدتهم لها في قطعها و اختراقها لذلك النهر الهائج ، الذي هو الشعوب العربية ، و الإسلامية ، إن المعروف عن الصهيونية أنها تشعل فتيل المواجهة ، وفقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم ، ثم فيما بين المحكومين من الشعب فيما بينهم ، بهدف عدم الاستقرار، وهو المنفذ الذي تستغله من أجل تبرير تدخلها في البلد الآخر، وإذا استعصى خيار خلق الانتفاضة من الداخل بعدما يتم تشويه النظا م الحاكم الغير مطيع للصهيونية ، حينها يتم الترتيب للتدخل العسكري ، لشن العدوان لاحتلال البلاد وممارسة النهب ، وامتصاص كل الثروات الطبيعية ، و البشرية ، مع التغطية على جرائم الامبريالية بالعمل الإنساني ، و الخيري ، المجسد في توزيع الماء ، و الغذاء ، و الدواء، وربما حتى اللباس لخدع مشاعر وقلوب الغيورين ، و الرافضين من أحرار العالم لمنطق العدوان ، الذي تمارسه الصهيونية ، و لكل من يدري أين يكمن الوجه الحقيقي الشرس للنظام العالمي الجديد؟؟؟
فبعد مائة عام عندما احتلت القوات البريطانية مدينة بغداد ، وأعلن الجنرال " مود " سنة 1917 أن البريطانيين جاؤوا في مهمة سريعة إلى العراق ، الذي كان آنذاك ولاية عثمانية ، حيث قال : " لسنا كغزاة ، و أعداء ا لكم ، ولكننا جئنا كمحررين لكم " وهي المهمة السريعة التي طالت أربعة عقود من الاحتلال !!!؟ وهاهي عبارة التحرير تتردد على العراقيين في هذا القرن ، بعدما قال نائب الرئيس الأمريكي – ديك تشيني- " أؤمن بشكل قاطع أن العراقيين سيستقبلوننا كمحررين" فأين هم حكام العرب و المسلمين من هذا التاريخ الحزين ، الاستعماري الذي يعيد نفسه ؟؟ و أين هم فيما يلحق كل من فلسطين ، والعراق ، ولبنان ، وأفغانستان ، و السودان ، والباقية آتية لا ريب فيها ؟؟
لقد شاءت الظروف الموالية للاحتلال أن يتم تعين الطغاة ، وتوليهم خلافة المحتل المباشر، مع تنبيه هذا الحاكم المعين ، وتحذيره لعدم تجاوزه الخطوط الحمراء المرسومة له ، و إلا سيقتلع المحتل شجرته الذابلة ، التي غرسها هذا المحتل قبل مغادرته لتلك الأرض التي احتلها ، ومن هنا لا يستطيع الحاكم القيام بشيء اتجاه إخوانه العرب و المسلمين ، الذين يتعرضون للعدوان الصهيوني الغاشم في واضحة النهار و أمام عيون العالم ، رغم أنه على علم بقدوم يوم أجله على يد نفس الصهيونية ، التي تظهر له حسن نيتها اتجاهه الآن ، و إلا فما المانع من أن يستنفر كل من محمد السادس جيوشه بالمغرب ، بكونه رئيسا للجنة القدس ، و للمنظمة الإسلامية ؟؟ أو تبني موقف الشعوب الغاضبة ، الرافضة للذل ، و المستعد ة للتضحية بالغالي و النفيس من أجل شرفها، من قبل الحكام الأشباح بكل من، الجزائر ، أو ليبيا ، أو تونس ، أو موريتانيا ، لتحريك جيوشهم ، الهرمة التي تستحق بفضل حكامها ، أن يلقى بها في متاحف الحروب كجيوش لم تعد صالحة ، إلا للتذكر؟ ما المانع إذا لم يكن الذل ، والعار هو الذي يطارد هؤلاء الحكام الجبناء ، من مطالبة لبنان ، أو العراق ، أو غيرهما ، بكونهم مستعدين و مستنفرين لجيوشهم ، في انتظارهم فقط إشارة المساندة و الدعم من هاته الدول التي تتعرض للعدوان ، حتى يتسنى في حينه إرسال الجيش للتصدي للعدوان الصهيوني مهما كان الثمن ؟؟؟؟ ماذا كان سيفعل الصهاينة ، أو الأوروبيون ، أو الأسيويون ، أو دول أمريكا الجنوبية ، أو حتى الأفارقة رغم وضعهم المزري ، لو حصل العدوان الظالم الغاشم على دولة من دولهم ؟؟ هل سيظلون فاشلين مهزومين ، مهزومين ، مذلولين ، مهانين ، كما هو حال حكام العرب ، وحتى شعوبها الراضية على هذا الجبن ، و العار، والغارقة في نومها العميق ، قيما تتحرك حولها كل شعوب القارات للإطاحة بالحكام الطغاة ، المعينين، مستعملين كل الوسائل التي تتصدرها الإرادة و الوحدة و العزم؟؟ فأين العرب و المسلمين شعوبا ، و حكاما مما يجري بالعالم ؟ ألا يدري هؤلاء أن الصهاينة لا تعرف عيونهم النوم ، بل هم منشغلين بصنع المكائد ، وخلق المناسبات ، وصنع الأحداث ، ووضع فرضيات ، وافتراضات خلف الأخرى ؟؟ ألم يغتالوا الحريري لتوريط كل من سوريا ، وحكام لبنان من الموالين لها ، بعدما تورط العراق بأكاذيب الديكتاتورية ، و سلاح الدمار الشامل؟ ألم تفشل فرضية الحريري ، وتلتها مباشرة إشاعة خطورة حزب الله ، حتى يتم تبرير العدوان ؟ ألم تنكشف عورة الصهيونية العربية أمام شعوبها ، المجسدة في الحكام ، وما يسمى بالعلماء المسلمين ، من الذين يصدرون فتاوى متخلفة ، متجاوزة ، نتنة قذرة ، تكفر حزب الله ، لكونه شيعي ، أو تحرم مساعدته ؟ أليست تلك هي قمة الصهيونية العربية التي يجب حرقها بأي شكل قبل فوات الأوان حيث سيندم الجميع ؟ أليس للشعوب الحق في الخروج للشارع ، ورفع شعار " إسرائيل يا حبيبة .. اضربي اضربي الكعبة " حتى يحرق بها و فيها ما يسمى بالحكام و العلماء ؟ لماذا لا يؤدي الثمن دائما في أي صراع سوى الأبرياء ، والمناضلين ، و المجاهدين ، و المقاومين ، و المخلصين من أبناء الشعوب ، فيما يظل الحكا م محميين في صندوق من حديد؟ ألا تفكر الشعوب في نهج سياسة الزعيم السوفيتي – لنين – "خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام " وهو التصالح مع الأوروبيين الأقل منهم تصهينا وصهيونية ، ومطالبتهم بالدعم المعنوي ، و المادي ، و الإعلامي ، للعمل على الإطاحة بالحكام العرب ، و المسلمين المعينين من قبل الصهيونية ؟ و ذلك لإعادة ترتيب بيوتهم الداخلية ، عوض انتظار الأتي الذي لا يأتي ، عبر التنديدات ، و الاستنكارات ، ورفع الشعارات الفارغة من كل معنى فعلى ، و جدي ، و عملي ، لتقديم المساعدة عمليا لكل من يتعرض للعدوان ، و تمطر سمائه بالقنابل التي تقتل الإنسان البريء ، وتحرق الأرض ، و الحيوان ، ألم يقرأ العرب و المسلمون حكاما وشعوبا ليستوعبوا خطط ، وأهداف , و مرامي الصهيونية من خلال ما ورد في منشوراتهم المسماة " منشورات حكماء صهيون " ؟؟ في ذلك أعتقد و بمرارة أنهم لا يقرؤون , و إن قرؤوا فهم لا يفهمون ، و إن فهموا ، فهم لا يسمعون ، وإن سمعوا ، فهم يعدون ، وإن وعدوا ، فهم يخلفون ، ويختبئون ، لكنهم لا يعلمون أنهم كالنعامة ، تلك النعامة الخائفة التي تخفي رأسها في التراب ، فيما يظل باقي جسمها عاريا ، أمام من يطاردها ليتخذها فريسة له في صيده ، وهذا ما ينطبق على الوضع العربي من المحيط إلى الخليج ، في ظل الهيمنة الصهيونية المفترسة ، التي تطارد نعامة العرب ، فتبا لكم يا عرب ، ويا مسلمين لقد مرغتم أنوف إخوانكم في الوحل ، و التراب ، بل في – الخرا- إن لم يخني التعبير ، و الانفعال ، في استعمالي لهذه الكلمة ، وهذا ما جناه علينا كل من قبل تعامله ، وعيشه ، وبقائه عبدا رقيق تحت طغيان الحكام بمن فيهم خماسية شمال إفريقيا !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أطفال غزة: من أهوال الحرب إلى نقص المواد الأساسية


.. جون كيربي: -خريطة طريق- جديدة لإنهاء الحرب في غزة




.. بين عزلة وانهيار الحكومة.. خطة بايدن تضع حكومة نتنياهو بمفتر


.. على وقع تصعيد خطير في جنوب لبنان.. بيروت أولى محطات وزير خار




.. سقوط 3 صواريخ بالجليل الأعلى واعتراض آخر في إيلات