الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرجل المنصف في الزمن غير المنصف !

رحاب الهندي

2007 / 7 / 30
العلاقات الجنسية والاسرية


كيف تريدينني ان اكون منصفا وانا ارى موتى كل يوم! بهذا السؤال واجه حسين زوجته شبه المنهارة نتيجة عصبيتها واحتجاجها على تغير معاملته لها!حاولت الزوجة ان تهدأ قليلا وهي تلمح معاني الألم والحسرة في عيون الزوج الذي استفزه احتجاج الزوجة فاخرج ما في جعبته بسؤال يبدو موجعا وجارح

اللهم ارحمنا جميعا ها هو الرجل الزوج كاغلبية الرجال الازواج يعترف بقسوة الظروف وبالحال الصعبة التي يعيشها والتوتر الذي يخنقه فيغير مجرى سلوكه من الحنان والاحتواء الى العصبية والغضب لاتفه الاسباب وحين صارحته الزوجة المعذبة ألقى بوجهها سؤاله/ الاجابة.. انه يسألها ويجيب على نفسه في نفس الوقت.
ونتساءل معه جميعا كيف من الممكن ان نكون منصفين بحق انفسنا وبيوتنا ومجتمعنا واولادنا ونحن نعيش في اتون نار لا ترحم وتهديد متواصل وحسرات متوالية ورضوخ للاقوى بلا معنى لا نملك سوى الركض من اجل لقمة عيش تسترنا وتستر عوائلنا!
الله اكبر حتى في الشهر الفضيل لم تنزح الغمة عن صدورنا لم نرتح وتبقى المرأة الاكثر معاناة لانها لا تريد ان تقتنع ولا تريد ان تفهم ان زوجها هو الاخر ضعيف امام كل المشاكل المتراكمة في وجهه واهمها الامان المفقود.
اين الهرب واين طريق النجاة بالعائلة التي اسسها بعد حب وتفاهم وكانت الحصيلة اطفال ابرياء؟.
الرجال يعانون والنساء يشتكين ولكل حكاية بؤس واحباط والامل رفرف بجناحيه بعيدا عنا انا نعيش ضمن خارطة الاحباط!
المرأة تتهم الرجل والرجل يتهم المرأة والحياة ارتدت اللون الرمادي!
سؤال الرجل لزوجته يظهر شجاعة في وجه الظلم الذي يقع عليه فالمظلوم قد يظلم ايضا وبالطبع يظلم الشخص الذي يقع في دائرة سلطته اي الزوجة او الاخت او الحبيبة هو نفسه يعيش لحظات انهيار لمعنى الحياة وهو يسمع قصص الاغتيالات التي يتعرض لها صحبه او اقرباؤه وقصص الخطف والفدية و..و.. لا يمكن ان يكون خارج الدائرة، في اللاوعي ينتظر دوره ان يخطف او يقتل ويعمل بخوف.
الا يخاف الرجال!! هذه الموروثة الخطأ لان الرجل يخاف من شيء ويخاف على اشياء ومن ضمنها عائلته، زوجته واطفاله فضلا عن ألمه وحزنه وتستره على الحكايا المزعجة والانباء السيئة حتى لا يعكر مزاج زوجته واطفاله لكنه ما ان يدخل لبيته شاكرا نعمة الله على سلامته حتى تصدمه زوجته باخبار اغتيال احد الجيران او خطف احد الاقرباء. ينهار الرجل، ينهار ما بداخله من قناع الصمود واللاخوف فينفجر بوجه الزوجة التي تحتج وتبكي قائلة: الا يكفيني ما انا به من توتر وخوف وقلق عليك وعلى اولادك يهدأ الرجل قليلا ليصرخ بوجهها وبوجه العالم كله كيف تريدينني ان اكون منصفا وانا ارى موتى كل يوم؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أستحي أن أعيش في بلد لا يحترم المرأة | بي بي سي نيوز عربي


.. مسرحية إدمان الإنترنت




.. ابتسام بوزايدي


.. دليلة شرعبي




.. نساء الجنوب اللبناني مأساة لا تنتهي ولكل امرأة حكاية