الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضمن حدود الدولة الاسلامية ، الامير السعودي يمنع الاحتفال بفوز العراق !

عدنان صالح

2007 / 8 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


بعد نيل المنتخب العراقي كأس بطولة غرب آسيا اثر تغلبه على المنتخب السعودي في مباراة قادته الى هذا النصر ، خرج العراقيون الى الشوارع يحتفلون بفرحة ، نادرا ما يحظون بمثلها الى الشوارع . متناسين في هذه الاثناء ان هناك موت يومي واشباح تتربص . بعد بداية الشوط الاول بدقائق وكالعادة انقطع التيار الكهربائي فخرجت الى الشارع ، لانفث زفراتي وتبرمي من قصة لكهرباء التي لا تنتهي ، وكي اشتري علبة سجائر ، فمرت بجانبي سيارة (بطة) ، حسبت انهم في طريقهم الى ثكنتهم لكي يلحقوا بالمباراة . لكن الذي حدث انهم توقغوا على مبعدة مني حيث كان احد اصحاب المحلات يعلق العلم العراقي استعداداً للاحتفال ، فأنزلوه ، ورددوا ما رددوه ، فمضوا .
انوه هنا ، وليس للتذكير وانما للربط ، ان المباراة جرت بين الفريق السعودي والفريق العراقي . فازت الكتيبة العراقية على الفريق السعودي بجدارة . ويبدو ان هذا الفوز لم يرق الامير السعودي او أزعجه ، فأرسل كلابه لكي يحرموا العراقيين من الاحتفال بالنصر – ولو بكرة القدم – ففي اول نشاط بعد المباراة مباشرة ، صدموا بسيارتهم شابا يحمل العلم العراقي بعد ملاحقته واردوه في الحال ، اضافة الى انهم انزلوا العلم العراقي عن كل سيارة وصادروا ما يحملونه الشباب من ادوات الاحتفال الى اخره من اساليبهم . هذه الحوادث حدثت هذا اليوم في مدينة تنقسم الى نصفين النصف الاول والخاضع الى سيطرة الدولة العراقية ، والثاني وهو الجرء الاكبر منها وهو خاضع الى سيطرة الدولة الاسلامية والتي تطبق قوانينها بصرامة وحرية ، وبلا رقيب . لكن ما لا يدركه هذا الامير البدوي ، العص ، ان هناك ، في جدة والرياض ومكة الحواضر الحديثة التي تقام في عمق الصحراء بفضل البترول ، ما يحرم السعوديون من الاحتفال هو النصر العراقي . على الساحة الخضراء ، وليس امراء الحرب الآتون من فوق ظهور الجمال ، يحملون نسخة مزورة عن الاسلام يبشرون بها ابناء الوطن الذين باعوه وبايعوكم . ما هو غير مفهوم حتى الان/ لماذا يأمّر السعوديون على العراقيين ، على المجاميع المسلحة لتي تقاوم او تدعي المقاومة ؟ هل هي أزمة قادة أم أزمة تمويل . أم أنها عقدة دونية . بالتأكيد ليست عقدة عراقية . ام هو الخداع او الخديعة؟ لمن ينتمي هذا الأمير ؟ هل ينتمي الى جماعة سرية ام مخابرات معينة ام جمعية ثأر أخرى غير معلومة ، ربما غزو الكويت لا يزال جرح لم يندمل بعد . ربما كل هذه لا تزال تشكل اكثر من عامل يحرك الجماعات المسلحة "المتطرفة " في العراق .
قبل فترة عرضت قناة العربية على برنامجها (العين الثالثة) حلقة تسلط الضوء على تجنيد الشباب العرب للقتال في العراق . وموضوع الحلقة يتركز على فقدان شاب مصري جند من قبل شبكة تجنيد كويتية ، يدعي القائم على تجنيد هؤلاء الشباب وهو شخص يدعى ابو عبد الرحمن وهو كويتي ملتحي بشارب شبه محلوق ولحية طويلة (صفات المؤمنين) . من خلال الجرأة التي ظهر فيها امام الكاميرا ، كان لا بد للمختص بأمر اللغة الجسدية ان يميز الثقة التي تحدث بها ، اضافة الى الخطاب الذي يتبناه هذا الشخص الذي يستخدم الكنية بدل الاسم الصريح وهو اسلوب المقاتلين العرب في العراق ، او قادتهم . فضلا عن انه استخدم جملة صريحة ، وهي ان الامر يتم بعلم السلطات الكويتية . دون المساس به او مضايقته او محاسبته طالما ان الامر يتم خارج حدود الدولة الكويتية ولا يمس امنها الداخلي حسب ما يدعي !!!!
ألا يدعو هذا الى التساؤل ، لماذا تسكت الادارة الامريكية على السلطة الكويتية بعد الاعتراف الذي لا يخفي ما يفعلونه في العلن والخفاء ، ثم يذكر ابو عبد الرحمن هذا أو أياً كان اسمه الحقيقي أو رتبته في الاجهزة الامنية الكويتية ان لديه ما يزيد على ثلاثين الف مقاتل في العراق الكثير منهم في السجون الأمريكية والعراقية . ألم يعترف ولو واحد منهم بمعلومات تقود الى الجهة التي تجندهم ؟؟
الاسئلة كثيرة ، لكن الانتقائية في الاعلام الرسمي الذي يتبع السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية ، والتي من المؤكد انها لا تعبر الا عن مواقفها من مصالحها. أم أن من المحتم على العراق ان يرزح الى الأبد تحت نزعة الانتقام والثأر من قبل الإيرانيين الذين حاربهم صدام بالنيابة عن امريكا لثمان سنوات ، والكويتيين الذي غزاهم صدام بإيعاز من أمريكا على لسان سفيرتها لدى العراق قبيل الغزو ، والتي قضت بحادث سيارة مبهم الظروف . ام انه سيبقى اسيرا ابدا تحت سقيفة بني ساعدة ، ام سيبقى يصارع التنازع على السلطة بين الامويين واتباع آل البيت . ام الأطماع الأمريكية في الابقاء على مصالحها ولو بحد القنبلة .
الإرهاب . هذا العنوان العريض ، المطاطي الغير قابل للتفسير وغير قابل للتأويل في الوقت ذاته ، مصطلح انتج بتمهل ليحتمل كل شيء ويبيح كل شيء ، كبت الحريات ، والتصفية الجسدية وإشاعة الموت ، تصفية الحسابات والانتقام والثأر ، حتى ولو كان الثأر لحوادث غارت في عمق التأريخ ، منذ ان كانت بابل مملكة تنعم بالمجد والعظمة .
اذن فالمجد لبابل ، المجد للعراق . ان كان الثأر دافع ، فهو ليس الا سلاح الضعفاء . وبابل ستنهض من جديد ، لكن التسامح يبقى صفة الاقوياء وصفة انسانية ، والإنسانية يعرفها بنو الحضارة وبانوها ، والغدر صفة البادية ، ورحم الله علي الوردي .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق شبكتنا في


.. رغم تصنيفه إرهابيا.. أعلام -حزب الله - في مظاهرات أميركا.. ف




.. مراسل الجزيرة ينقل المشهد من محطة الشيخ رضوان لتحلية مياه ال


.. هل يكتب حراك طلاب الجامعات دعما لغزة فصلا جديدا في التاريخ ا




.. أهالي مدينة دير البلح يشيعون جثامين 9 شهداء من مستشفى شهداء