الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيف الصيف

أحمد الخمسي

2007 / 7 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


"كل السيوف قاطعة إن جردت، وحسام لحظك قاطع في غمده" غنت فيروز. وللصيف سيوف قاطعة يرسم بريقها له أثرا في الذاكرة بأكثر من معنى. ففي المعيش الصيف رمز فترة خصوبة التحديث ببوارق جميلة خاطفة. وفي المتخيل الصيف لحظة التقاط القطيعة الابستيمولوجية. فما يقطع به سيف الصيف مع ماسبق الصيف يستحق مدادا وورق. بل نقرات على الحاسوب.

الحركة التحديثية عبر مجتمع الصيف

بغض النظر عن التفاوت الطبقي المؤلم، يسعى المجتمع في عمومه نحو الاحتفاء بالحياة. وذلك عبر العودة للتوحد في تطبيق المفهوم المادي للعلاقة بين اليوم والغد. إذ، يسعى الناس جميعا نحو مقولة تجديد الطاقة المنتجة لأجسادهم من خلال فترة الراحة بكيفية رسمية معلنة. تتساوى فيها رغبات الفئات العمرية والجنسين والأيديولوجيات والإمكانيات المادية.

فيظهر القطب السياحي في الصيف الذي يحتفى من خلاله بالجسد. إذ ارتفاع درجات الحرارة يقتضي. وموسم الخطوبة والخصوبة يقتضي. والتقاء الثقافات وما يتولد عنه من جدلية التسامح واختبار الثقة بالنفس يقتضي.

وبالتالي، ينتصر الحاضر على خصميه العنيدين: الماضي والمستقبل. سواء عن الذاكرة التي تدعي أنها الوصية على حفظ النفس والعرض والعقل والمال والدين؛ وسواء عن العقل الذي يدعي التخطيط للأمد الموالي للمواءمة بين إمكانيات اليوم واحتياجات الغد المحتملة. قصد تحقيق الاستدامة.

لكن جدلية الانتاج والاستهلاك تولد فعل الشرنقة والتحول العيني في مراكمة التجارب وفي تخصيب التجارب وفي نقض التجارب بمستجدات نوعية في ما كان من باب الآمال إلى عناصر من التجارب الشخصية. ولكل حسب غايته من هجرته الصيفية.

مما يعني رفع ممارسة الشأن العام نحو سقف التحديث من طرف الدولة لا يعني أبدا حركة استئصالية لأي طرف. بل دعوة للجميع كي يقوي صلته بالعصر الذي يحضننا جميعا، لكي نقوي عناصر الوجود بطاقة مقاومة متجددة لدينا. بدل الانتكاس نحو استدامة الاغتراب في محسوسنا اليومي.

وبالتالي، يصبح التحديث عملية تخصيب جماعي، كل لمقومات وعيه بالوجود، لكن بهدف التفاعل المنتج ما بين الأنا والآخر. وبالتالي، تتيح الجغرافيا للمغاربة أكثر ما تسمح به لأشقائهم من تحميل سلة الوعي بمكونات الوجود المادي. ولا يمكن للروح أن تفلت من متطلبات الوجود المادي. لكن التميز البشري بالحياة المعنوية يحيل مبتكرات العصر من وسائل للتقدم الإنساني إلى رحلات جهنمية ما بين مانهاتن وبغداد.

إن الساحل البحري الطويل في خريطة المغرب، أحال سياسة الدولة بداية القرن التاسع عشر إلى احتراز مزمن. بل تشهد قبائل بني عروس المجاورة لقبر المولى عبد السلام بن مشيش، على ا نتشار التأثر بمحمد بن عبد الوهاب السلفي المؤسس الروحي للعربية السعودية. والحال أن التزامن بين تأثير الثورة الفرنسية والأمريكية في أوربا مقابل تأثير الثورة الوهابية في المنطقة العربية معروف. هذا التوجه ربما حفظ المغرب من السقوط مبكرا في أحضان الاستعمار مشابها للسعودية التي لم تعرف قط استعمارا رسميا. لكنه يفسر فشل ثورة الميجي المغربية في عهد الحسن الأول مما يهيئ له محمد السادس ليتحقق في مستقبل الحسن الثالث.

إن التحديث أوسع أفقا من أي مجرد تجديد. ولعل الإدمان على التدين في صلب السياسة هو آخر وجه للمحافظة ضد ثورة الميجي غي المغرب. لكن الاعتدال في العصرنة العمومية باب واسعة لقبول كل محترفي التطرف في العصرنة الخصوصية: إن بالسكر والعربدة أو باللباس الأفغاني..... أما الهجرة إلى فعل الخير فتلك قصة أخرى تضعنا على عتبة الحركة الديمقراطية.


ابتسامة الديمقراطية عبر الأنترنت

الأنترنت والسؤال الثقافي، كان مجرد سؤال طرح على الباحث أحمد محفوظ، منسق ترجمة أعمال محمد عابد الجابري. وأما مجرى الجواب فكان سلسبيلا عذبا من الأفكار الجديدة. سواء حول مفهوم الثقافة ما بين النسخ والخصوبة والقابلية للبقاء؛ أو حول مقابلة الجينات البيولوجية بالميمات الرمزية مكملان للوجود البشري ما بين المادي المحض والامتداد الروحي؛ أو حول جدلية الحقيقة والكذب في ميكانزم الخطاب لإقناع الآخر بالمشروع البديل. ثم تأتي لحظة اعتبار التحول الأفقي في علاقات السلطة وتمطيط السيادة من فوق ومن تحت ومن حول.....بفضل الاشتغال على الأنترنت.

"آه يا أحمد والغسق"! أن تتذكر الابتسامة الجميلة لأحمد محفوظ، مرفوقة بتنويم العينين، ما بين البحث عن اللفظ المناسب والمعنى المداعب للروح حد التطابق لما يشتهي أن يعبر عنه ما بين المنطوق والمفهوم، وبين شبه الجملة "باختصار" الذي يستعمله ليوقف شلال المعلومات لديه.....ذاك ما يوحي لكل عاشق للعقل أن يخاطبه به، من باب الدعابة على وزن ما خاطب به عادل إمام الراحل أحمد زكي في مدرسة المشاغبين.....

ثم سرعان ما انتقل الخيال نحو مدونات تطوان التي تشتعل عصرنة من فرط اشتغالها بالمتخيل والمعيش معا، كل حسب ثقافته وميوله ونفسيته ومحيطه: مصطفى الحداد، محمد بلال أشمل، أحمد امغارة، عبد السلام الاندلسي، احمد معتكف، احمد المريني، عبد المجيد الورداني، لطيف كاسيدي، عبد اللطيف البكوري....
أما مشاغب ترجيست فله أكثر من تحية وهو علامة على مستقبل الانترنت ودوره في الحركة الديمقراطية لمن لم يستوعب بعد حيوية الاشتغال على الانترنت

لقد استبدلت عنوانا فرعيا سابقا "الحركة الديمقراطية عبر الأنترنت" ب"ابتسامة الديمقراطية عبر الأنترنت". لكي لا أثقل على القارئ بحمولة من ملامح فصول أخرى غير الصيف. لكن للانترنت درجات أخرى في العلاقة مع الديمقراطية بعد الابتسامة. الموعد ثم اللقاء.

الاتحاد المتوسطي بين الرصانة و"الهجانا"

يوليوز 1921، أن ينتصر المغاربة على دولة أوربية ولم ينس الأوربيون أهوال الحرب ما بين 14 و18بعد!، لم يكن ذلك سهلا على المنتصرين. خصوصا فرنسا التي كانت ساعتها تدعي أنها السيدة في المغرب. أما الأشقاء الأتراك، فقد دلهم المغاربة على الطريق باشتعال نور النصر في الريف في صيف 1921. مما أوصلهم إلى النصر بدورهم على "النادي المسيحي" عبر الساحة اليونانية بعد سنة وشهر (النصر التركي بقيادة مصطفى كمال) فقط من الدرس المغربي.

وها نحن على الموعد مع فكرة فرنسية. لكن الفكرة إما أن تتحول إلى سياسة هجينة لا بوصلة لها ولا أصل ولا فصل. وإما أن تتغذى بدروس التاريخ فتنبت مشروعا مشتركا ينضاف فعلا لما أنجز على الأراضي الأوربية لموازنة الثقل الأمريكي في العالم. أم أن يحتفظ الأوربيون بشوفينيتهم الشمالية فما يدعيه الفرنسيون من فشل برشلونة سيلحق الاتحاد المتوسطي إذا افتقد أصحابه أفق الإبداع النوعي فوق المنطقة المتوسطية الداهية. الأدرى بحروب المجر ضد الغجر.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة