الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المشكلات الاجتماعية التى أوجدتها مرحلة ما بعد سقوط النظام في المجتمع العراقي / 1 / الدعارة أو بيع الجسد
عبدالله مشختى احمد
2007 / 7 / 31ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
المجتمع العراقي معروف منذ القدم بالمجتمع المتحفظ حيث كانت تسوده العلاقات الاجتماعية التىاستمدت من العادات والتقاليد العشائرية والمستندة إلى تعاليم وسنن الاديان السماوية والتى كانت متشددة نوعا ما فيما يتعلق بالمرأة والاسرة والتى حافظت على العفة والنزاهة فيما كان يعرف انذاك بشرف العائلة والمحافظة عليها وكان المجتمع يقف بعنف ضد اى نوع من العلاقات المشبوهة او الغير الطبيعية بين المرأة المتزوجة والى إنسان أخر غير بعلها او حلالها . وهذا لايعنى بان المجتمع كان صافيا ودافيا من من هذه الناحية ، بل كانت هناك حالات عديدة تحدث هنا وهناك وكانت بيوت الدعارة أو ممارسة الجنس الغير الشرعى محدودة وفى امكنة خاصة بها ، وان المترددين اليها كانوا يعدون الوسائل والحيل لئلا ينكشف امرهم حتى من الرجال الذين كانوا يترددون اليها خوفا من لومة لائم في المجتمع المحصن والمتشدد لتلك الامور .
بعد مجئ البعث إلى السلطة في العراق بدأت هذه المواقع تأخذ شيئا من الحرية نظرا لتشجيع الحكم انذاك لمثل هذه الامور وكثرت الحالات والاماكن المخصصة لذلك ولكنها كان ضمن قوانين اصدرتها السلطة انذاك كى لا تجلب لنفسها معارضة المجتمع العراقي المتدين والمتشدد وخاصة في المناطق السياحية من حيث اطلاق الاجازاة بفتح الملاهى الليلية او السماح لفئة من النساء اللواتى كن تتعاطين تلك المهنة اى مهنة بيع اجسادهن وممارسة الجنس لقاء مبالغ نقدية ، هذا من الجانب الرسمى والمسموح اما من الجانب الاخر أو ما نستطيع إن نسميه الجانب السرى اأو الشخصى البعيد من الرسميات والتى صاحبتها الانتشار والذى كان مخفيا عن الاوجه والمجتمع فقد كثر هو الاخر في الوسط الاجتماعى في العراق وخاصة بعد نشوب الحرب العراقية الايرانية ، وموت مئات الالاف من الرجال في جبهات القتال وبقاء الالاف من الاسر بدون رجال ساعدت على انتشار ظاهرة الدعارة وبصورة شبه علنية في العديد من المدن والحواضر وخاصة المدن الكبيرة حيث يمكن الانسان إن يمارس الكثير من هذه الحالات دون إن يؤدى بهم إلى مخاطر اجتماعية أو ردات فعل لذوى تلك النساء اللاتى اضططرن إلى ممارسة هذه المهنة لاسباب عديدة منها اسباب الاعالة والحرمان النفسى من الازواج واشباع الرغبات الجنسية بعد إن فقدن رجالهن أو بدافع التشجيع الذى كانت تمارسه اجهزة السلطة الدكتاتورية والتى كانت تبغى من ورائه تفكيك الاسرة العراقية المعروفة والمتمتعة بالعفة والنزاهة النفسية .
بعد انتهاء الحرب العراقية والايرانية وجدت الالاف المؤلفة من العوائل العراقية نفسها فاقدة لرجالها من الازواج او الاخوان او الاباء او غيرهم والعديد من النساء العراقيات وجدن انفسهن المعيلة الوحيدة لعائلة كبيرة من الاطفال من الذكور والاناث فلم يكن لها بد من التعامل مع المجتمع بكل اصنافها واطيافها وسلوكياتها وخلقها في عمليات بيع وشراء وتسوق وعمل فكثرت الانياب المفترسة لكثيرات من الشابات الجميلات اللاتى ما لبثن إن وقعن في براثن العديد من الوحوش من المجتمع الذكورى الذى كان نهما وجائعا لاشباع ما كان ممنوع عليه أو محرم عليه وقد سهل الان من متناوله فلم يرحم بل بدأ وبنهم وحرارة في التهام الفريسة التى وقعت في حوزته بوسائل واساليب كثيرة من ترغيب وترهيب واغراء بالمال او غيره من طرق الاغراء التى ما لبثت إن اوقعت بالمئات بل بالالاف وعشرات الالاف من النسوة العراقيات والصبايا الصغيرات في المصائد وسقطن في هاوية اتخاذ ممارسة الجنس وسيلة لكسب العيش أو للشهرة بعد إن فقدن اعز ما يملكهن وبتن لا تتمكن من استعادة ما فقدنه .
لم تتوقف تدهور الاوضاع عند هذا الحد بل تعداها إلى الاسوء بعد حرب الخليج الاولى أى تحرير الكويت وفرض الحصار الاقتصادى على العراق عام 1990 والى عام سقوط النظام حيث استفحل الامر وخرج من تحت السجادة وبات كشئ طبيعى حيث ظهرت الالاف من النساء والبنات بدون اخفاء او تستر في الكثير من المدن والحواضر وحتى ادت الامور إلى إن تصبح مسكن العديد من العوائل اماكن لممارسة الجنس واستضافة الرجال الذين يرغبون بممارستها ومن خلال مرابين أو دلالين خبروا بهذه المهنة ولم تعد بحاجة إلى إلى التستر او الاخفاء بل امست ظاهرة طبيعية .
بعد سقوط النظام وانتعاش الامال بالرفاه والحرية والديمقراطية والعيش الرغيد للاسرة العراقية وللمواطن العراقي وبالرغم من تحسن الحالة المعيشية لعدد كبير من العراقيين وبقاء سوء المعيشة لاعداد اخرى كثيرة حيث تقدر المصادر بان حوالى 34% من الشعب العراقي يعيش عند أو تحت خط الفقر ، والفقر هو من اشد انواع الامراض التى تفتك بالمجتمع وتحوله من مجتمع راق إلى ادنى المستويات من الانحطاط الخلقى ، هذا من جانب ومن الجانب الاخر اندلاع الحرب العراقية الامريكية ومن ثم حرب الارهاب والحرب الطائفية التى اودت حتى الان ومنذ 4 سنوات إلى اكثر من 500 إلى 600 الف مواطن عراقى من الجنسين وطبعا الذكور هم الاكثركما تؤكده بعض المصادر تعرضا للقتل والتصفية وقد ادى هذا الوضع إلى زيادة الطين بلة والتى كان من المؤمل إن تسير نحو الاحسن ولكنها باتت تتراجع نحو الاسوء ، فاضافت الاف العوائل الاخرى إلى قائمة العائلات المتفككة او التى تفرقت شملها فاصبح الرجل في الديار البعيدة والزوجة والاطفال في جحيم المعركة في العراق او في المهجر في دول الجوار العراقي والتى ادت بهم الظروف المستفحلة من انقطاع الموارد المالية وتحت ضغط الغلاء الفاحش في الاسعار وشحة كل شئ حيوى للعيش وتعرضهم للبؤس والفاقة والحرمان من حق الحياة الطبيعية على ارضهم وتشردهم في ديار الغربة وتحملهم الضيم والفقر والاحباط وفقدان حاجاتهم الماسة للعيش والمأكل والملبس قد ادى بهم إلى الخروج عن المألوف والانحراف إلى طرق واساليب ومهن رذيلة املا بالعيش ، وامسينا اليوم نرى ونلمس هذه الظاهرة الخطيرة والتى باتت شائعة في العراق اى ظاهرة بيع الجسد لفتياة لم تبلغن من العمر 15 أو 16 ربيعا وهن مع والدتهن او دلالاتهن والرجال والشباب يصطحبهن للمعاشرة الجنسية لقاء ما بين 50 والى 100 $ ليمضى معها ليلة واحدة ويشبع رغباته وسبق إن قرأت احصائية تفيد بانه هناك حوالى ما بين 40 – 50 الف امرأة وبنت عراقيات تمارسن مهنة الجنس في الجارة سوريا وحدها إن كان العدد صحيحا فعلا فكم هناك في الاردن والخليج وغيرها عدا ما في داخل البلاد .
انه لمرض خطير استفحل في الجسد الاجتماعى العراقي لا بد من للسلطة والحكومة إن تبادر إلى دراسة هذه الظاهرة دراسة مستوفية وعميقة لان تحللها وتضع الحلول والمعالجات المناسبة لها بالرغم من إن الظروف الحالية التى تمر بها العراق لن تساعد في معالجة مثل هذه القضايا ولكن لا بد من البدأ بدراستها الان ، لانه عدا كونه ظاهرة غير صحيحة كذلك لها نتائج خطيرة مستقبلا على المجتمع العراقي من حيث انتشار الامراض الخبيثة وتحريم أو نبذ نسبة كبيرة من المجتمع او لفظها خارجا من الصعب السيطرة عليها وبالنهاية ستؤدى إلى فقدان التوازن البيئى البشرى من الناحية الفسيولوجية والسايكولوجية للانسان العراقي .
على الحكومة إن تبادر إلى وضع خطط أنية وسريعة من اجل تشجيع الشباب من الجنسين بالزواج وتكوين العوائل وتوفير سبل العيش لهم لئلا تؤدى بقائهم على حالتهم إلى نتائج وخيمة للعراق كله من حيث انتشار الجرائم وغيرها من الحالات الخطيرة ، إن الإخبار التى تتحدث عن بقاء 60% من البنات عانسات و40% من الشباب غير متزوجين ستؤدى حتما إلى مشاكل اجتماعية خطيرة مستقبلا ، ويقال بان الفقر اشد من الكفر وكما يقول الإمام على رض لوكأن الفقر رجلا لقتلته .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ
.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج
.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في
.. حالة من الذعر بين ركاب طائرة أثناء اعتراض صاروخ في تل أبيب
.. أزمة ثقة بين إيران وحزب الله.. اختراق أم خيانة؟