الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجواهري شاعر الوطن و المنفى

وسام النجفي

2007 / 7 / 31
الادب والفن


عندما يحتدم الصراع بين البقاء والرحيل لابد أن تكون هناك معادلة ذات نتائج متباينة بين التنازل أي البقاء وبين الأضطرار بمعنى الرحيل ، وحين تقف كل العوامل اللوجستية على أبواب الأبداع لا لشيء بل لأجل أدلجة صوت الأبداع وفق المعايير الشوفينية ،بلاشك يكون الجانب الثاني ( الرحيل) هو الخلاص من اللذة تبدأ القصة عندما أعلن الشاب تمرده الأول على أشكالية البيئة التي لم يجد فيها نفسه أنذاك ليستبدل العمة بالطاقية . وليستحظر كل أدواته متوجهاً بها صوب بغداد ليعلن عن وصول شاعر العرب الأكبر ، وبين الأزقة ذات الشناشيل ومقاهي الأدباء يثور بركان متدفق من الشعر الكلاسيكي ،ليصبح الأمتداد الطبيعي للمتنبي، ولم لا وكلاهما من تربة واحدة ومن جذور الأدب ،حتى تعلن ساعة الصفر التي قرر بها الرحيل للمجهول .
لم يستطع أن يودع دجلة ،كونه مؤمن أنه خلق لدجلة والفرات ،وهكذا بخلسة أصبحت عيون الشمس في الظلام وأمسى أبا فرات سائح دائم في دمشق وبراغ ، راح يشدوبألامه في المنفى حتى أصبح ملاذاً للمنفيين ورمزاً للرفض ،تتناوله الأفواه بحذر شديد من مخالب الأوتوقراطية ، وينسج وينسج وتارةً يصرخ ....
حييت سفحك ظمأنا ألوذ به
لوذ الحمائم بين الماءِ والطينِ
فيأتيه الجواب بمزيداً من الفراق والتشرد ويعود مرة أخرى شاعراً بلا وطن وأي حزنٍ له أكبر من جواهري بلا دجلة ،وعراق بلا جواهري حتى يحدد لبغداد جروحها ممتثلاً .....
أدري بأنك من ألفٍ مضت هدراً
للآن تهَزينَ من حكم السلاطينِ
ويستمر هكذا مغترباً عام بعد عام والعمر يجري وشوارده طيوراً تحلق بسماء الرافدين وتأتيه بأخبار العراق مثقلةً بالدموع تمطرها فوق كراريسه السمراء ويعلوا صوت الطغاة سالباً منه أعز ما يفتخر به المرء في المنفى فيرتعد غضباً ويقول .......
أنا العراق لساني قلبه ودمي
فراته وكياني منه أشطار
حتى ذلك العام المحزن يوم أعلن في 27|7|1997 عن أن شاعر العرب الأكبر قد توقفت أناملهُ ليصر الزمان على أبافرات بأن يختار له وطناً وقبراً قسراً في منافي طالما حلم في تركها .
وبعد كل ذلك سيبقى الجواهري تمثالاً باشقاً في سماء كردستان وتاريخاً في بغداد وحلم عودة الى وادي الغري وشموخاً في بصرة السياب ، نعم أنه أختزل خارطة العراق بشخصه مثلما أختطت خارطة العراق ضريحه في المنفى .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى