الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشاكل الاجتماعية التى أوجدتها مرحلة ما بعد سقوط النظام في المجتمع العراقي .2 / السرقة وانهب والسلب والاختطاف والابتزاز

عبدالله مشختى احمد

2007 / 8 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


جرائم السرقة كانت موجودة في المجتمع العراقي منذ عقود خلت بعضها كانت منظمة وبعضها الاخر كانت غير منظمة وانفرادية وكان قانون العقوبات العراقية قاسيا في هذا المضمار ولم تكن لتتساهل مع مرتكبى هذا النوع من الجرائم نظرا لطبيعة المجتمع العراقي المتدين والعشائرى الذى كان سائدا ولايزال ، لذا كانت هذه الجرائم قليلة قياسا بالمجتمعات الاخرى في المنطقة والعالم . إلى إن دخول القوات الامريكية والبريطانية ومعها القوات الاخرى المتحالفة معها إلى ارض العراق وقيامها بحل كافة مؤسسات الدولة العراقية ومنها الجيش واجهزة البوليس قد اطلق العنان للعديد ممن كان لهم سوابق في هذا المجال إن يغتنموا الفرصة في عدم وجود قانون يحاسبهم ووقوف القوات الامريكية والمتحالفة معها بالموقف المتفرج والمتعمد قد اثار الدافع والحماسة لدى الجزء الاكبر من الشعب العراقي لان يقوموا باكبر حملة لنهب وسرقة وسلب ممتلكات الدولة العراقية وبكافة مؤسساتها ومرافقها انتقاما للنظام الذى كان قد سلط عليهم سيف الارهاب والقتل مدة يقارب ال35 عاما ، اضافة ما قام بها النظام من خطوة دنيئة باقدامها على اطلاق سراح الالاف من المحكومين بجرائم السرقة والقتل من السجون قبل سقوطها مما حفز العديد من هؤلاء لان يقوموا باعداد انفسهم من جديد في كيانات منظمة وكسبوا إلى جانبهم العديد من الشباب والرجال وتم تعليمهم اساليب السرق والنهب واصبحوا رؤساء هذه العصابات من الشخصيات التى تؤمر وتنفذ اوامرهم بدون جدال او نقاش او امسوا كالامبراطور الذى يجب إن تسير كلمته في اى قرار يقرره وساريا على رجاله وهم متأهبون لتنفيذه في لحظات ومهما تكن الظروف وحتى وصل الامر ببعضهم إن فتحوا لهم مقرات خاصة تحيط بهم العديد من الحراس لحمايته كعصابات المافيا ولكنها مكشوفة ومعلنة وتمارس نشاطها دون خوف او وجل من احد كان في ظل انفلات امنى وانعدام سلطة حكومية مركزية غير سلطة الاحتلال والذى لم يلتفت إلى هذه الظواهر التى استجدت على الساحة العراقية لانها كانت تنظر إلى اولوية اخرى وهى تثبيت اقدامها في ارض العراق وبناء مرتكزاتها التى ستنشأ عليها دعائم سلطتها فيما بعد .
إن هذه الجماعات امست بمثابة قوى تفصل في الكثير من المشاكل والمنازعات التى تحدث بين المناطق المختلفة وتم توزيع المناطق وخاصة في بغداد وغيرها من المدن الكبيرة التى يقل فيها نفوذ الاحزاب والميلشيات التابعة إلى مناطق نفوذ بين هذه الجماعات وكل مجموعة تتحكم في المنطقة المخصصة لها ، ومع بدأ القتال الطائفى ودخول الارهابيين العرب الغير العراقيين إلى داخل العراق وبدا مرحلة حرب جديدة تخوضها وتقودها القوات الامريكية ضد الارهاب وامتداد العمليات العسكرية إلى جميع مناطق العراق الوسطى والجنوبية عدا اقليم كردستان طبعا ، تغيرت نمط عمل وتغيرت اهداف هذه المجموعات بان استغلت الاوضاع العنف السائد والذى اصبح يوميا المواجهات والقتل والتفجيرات ، لجأت هذه العصابات إلى إلى اساليب جديدة في عملها وهى تكليف رجالها بالسطو على البيوت وارهاب العوائل العراقية المسالمة ونهب وسرقة مدخراتهم وممتلكاتهم ، ومن ثم تطورت عملياتهم لاتباع اساليب الخطف للمواطنين العراقيين عن طريق وضع الكمائن على طرقات السير او خطفهم من محلاتهم او بيوتهم او من دوائرهم او اى مكان يجدون فرصتهم فيها ومن ثم يمهلون ذويهم فرصة معينة او يحدد لهم مهلة زمنية معينة لتقديم كذا مبالغ لقاء اخلاء سبيل المختطف وكانوا يطالبون بمبالغ خيالية في بعض الحالات وحتى عندما يستجاب لهم ذوى الانسان المختطف لطلباتهم كانوا يتقاضون مبالغهم ومن ثم يسلمون جثة المخطوف إلى ذويهم هكذا كانوا يمارسون الارهاب والسرقة والسلب ونهب ممتلكات الدولة وعندما نفذت ممتلكات الدولةواستعاد القانون شيئا من هيبته لجئوا إلى إلى المواطنين وحرموا على المواطنين السفر من مدينة إلى اخرى واستفحلت الامور وكانوا يمارسون هذه العمليات الاجرامية باسم المقاومة العراقية ضد المحتل لينجوا بافعالهم هذه وجرائمهم ، ولكن عندما تصلب عود السلطة التى تشكلت فيما بعد بدات قوات الجيش والشرطة العراقية في ملاحقة هذه العصابات ، وقللت من فعالياتها ولو لم يتمكنوا حتى الان من القضاء عليهم كليا بسبب الاوضاع الامنية الغير المستقرة في البلد حتى الان .
إن الواجب الزطنى يفرض على السلطة إن تكثف من اجراءاتها وتدعم وتحمى القانون والقضاة والمحاكم كى تتمكن من قطع دابر العصابات الارهابة التى حرمت المواطنين من الراحة والامان والعيش الكريم .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ


.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج




.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في


.. حالة من الذعر بين ركاب طائرة أثناء اعتراض صاروخ في تل أبيب




.. أزمة ثقة بين إيران وحزب الله.. اختراق أم خيانة؟