الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق لن تكون حرا فى ظل المحاصصة الطائفية

عبدالله مشختى احمد

2007 / 8 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ان العراق الجديد ومنذ يوم احتلاله من قبل امريكا والقوى المتحالفة معها والى اليوم لم تتفرغ عقول الساسة من مبادئ وافكار الطائفية والمصالح الحزبية الضيقة ، ان جميع الحكومات التى تشكلت بعد 9 /4 /2003 والى اليوم يراعى فيها تقسيم المواقع الحساسة والحقائب الوزارية القوميات والمذاهب ومواقع ورصيد الاحزاب السياسية وهذا مناف لابسط القواعد الاساسية للسياسة الوطنية ان كانت النيات والمرامى السياسية صادقة وتصب فى مصلحة الشعبية والوطنية .
ان تشكيل الحكومات تراعى اساسا القوى الفاعلة التى تتحكم فى الواقع الميدانى والمصلحة الوطنية وتصب فى الحفاظ على وحدة البلاد وخدمة القضايا الاساسية للجماهير العريضة ، وليست حكرا على مجموعة من الساسة يختلون مع بعضهم فيما وراء الكواليس ويقررون مصير البلاد ويراعون فيها التوازن السياسى والطائفى كون هذه الطائفة ان ابعدت ستحول البلد الى جحسم ان لم تراعى وضعها وتسند البها حقائب وزارية معينة علما قد يكون المرشحين لهذه الحقائب لا يصلحون حتى لادارة دائرة وسطية وكما هو معروف الان عند حكومة المالكى ، والا فكيف يمكن تكليف وزير لتحمل مسؤولية خدمة الشعب والوطن اذا كان تاريخه معروف للقاصى والدانى وهو معروف بكونه ارتكب جرائم وبشهود حاضرين لانه مرشح من الطائفة الفلانية . هل تعتبر هذه حكومة وطنية وجاءت لتخدم جموع الشعب العراقى او ان الاحزاب قد روجت لقوائمها التى تتضمن عناصر وهى اصلا لا تصلح حتى ليكون موظف عادى ولا يمكنه ادارة ثلة صغيرة من الافراد فكيف يكون نائبا لمنطقة كبيرة وتمثل الالف والالاف من المواطنين المثقفين والاكاديميين وحملة شهادات عليا لانهم لا ينتمون او لا يدينون بالولاء لهذا الحزب او ذاك فانهم لا موقع لهم ولا يصلحون لتمثيل مجموعات منطقتهم اليس هذا لعبا بالسياسة واليس هذا عملية خدع وايهام للشعب .
ان الادعاء بان هؤلاء الذين يتسنمون الادارة والسلطة جلهم من يمثلون الشعب العراقى وهم اختاروهم خالى من الصحة ولكن ما حيلة الشعب الذى اصبح مغلوبا على راسه بفعل الاحزاب السياسية وميليشياتهم التى امست تقف على رأس هذا الشعب الذى بات كئيبا ومحبطا من جراء كل تلك السياسات التى فرضها عليه الاحزاب بميليشياته من قوة وترهيب وتهديد والا لماذا لا يتم تعيين الانسان الاكاديمى المخلص لشعبه ووطنه وهو مستقل ولا ينتمى لايى حزب فمحذور عليه ان يتقلد اية وظيفة او مركز فى ادارة الدولة بالرغم من كفائته وشهادته ويتمكن ان يخدم مافظته البصرة وهى ثغر العراق الباسم بدلا ان يدير المحافظة انسان معروف بولائه للاجنبى الذى هو العدو الاول للعراق وشعبه وهو النظام الايرانى الذى لا يدع فرصة الا وهو يحاول ان يخنق العراق والعراقيين ، لان السيد الذى يتحكم بها منتمى الى حزب معين وطائفة معينة ولا يجوز الاخلال بميزان القوى الطائفية والا فان العراق سينفجر ويتحول الى جحيم لا يخمد .
اذا كان ساسة العراق يريدون للعراق ان يكون حرا وديمقراطيا وتصون الحقوق فعليهم ان يبتعدوا عن المحاصصة الطائفية والقومية والمذهبية والدينية وليتركوا للعراقيين بان يختاروا ممثليهم حسب ارادتهم وبرغبتهم لا ان يلقوا عليهم بقوائم تضم عناصر لا تستحق حتى ان يكونوا موظفين عاديين وقد جعل منهم قادة وممثلين للشعب فى حين لو رشح هؤلاء انفسهم خارج قوائم الاحزاب والطوائف لما نالوا 1% من اصوات الناخبين فى مناطقهم وانهم لايستحقون حتى ان يمثلوا شخصا واحدا ولن يقبل احد بان يمثله هذا الشخص الذى نصب فرضا وقهرا عليه فى حين انه لايملك الحق برفضه لانه سيكون هناك الف تهمة تنتظره من الخيانة الوطنية والفوضوية والعمل لصالح الارهاب رغم اننا نتبجح بالديمقراطية ولكن ديمقراطية العراق محددة بحدود معينة وهناك خطوط حمر لا يمكن للمواطن ان يقترب منها لانها لا تخدم مصالح الاحزاب المعنية او المهيمنة على مقاليد الامور فى الساحة العراقية .
ان القوائم الحزبية فى الانتخابات الشبه الديمقراطية وقوائم الاطراف المتنفذة من المذاهب هى التى تتحكم فى الساحة السياسية والمراكز الانتخابية وهى التى جعلت كل الامور وقوى الاقتصاد الوطنى متمركزا فى ايديها ما تفتأ ان تصرف الملايين والملايين من اجل شراء اصوات الغالبية من الفقراء والبائسين العراقيين ، علما بان هذه الاموال التى تمركزت فى ايدى القوى والاحزاب السياسية هى ملك لهذا الشعب المغلوب على امره ، يستخدمه لصالح حملاته الانتخابية لكى يهيمن على مقدرات هذا الشعب ويضمن لنفسه عدد الكراسى المطلوبة له كى يتمكن من الضغط فى وقت الحاجة لامرار مصالحه ومصالح القوى النافذة فى حزبه والمتعاطفين معه من اصحاب رؤوس الاموال والمتنفذين فى المجتمع وليذهب الطبقة الفقيرة البائسة الى الجحيم من دون ان يسدى له خدمة او خطوة لتحسين معيشته المضنكة والتى يأس منها فى هذا الوطن علاوة على ما يعانيه من الارهاب .
ان محاولة الاحزاب والطوائف فى تركيز كل مصير البلد فى ايديهم وتهميش دور كل المخلصين والكفوئين كونهم لا ينتمون لهذه الجبهات ولايملكون من القوة والنفوذ الاقتصادى لهو الاحتكار السياسة لكتل وجماعات لا تهمها سوى اشباع رعاياهم وملأ بطونهم وزيادة امتيازاتهم وجعله بان يكونوا علية القوم والاخرين ليسوا سوى اتباع لهم او ماشية تسوقهم كما ترتئى مصالحهم الحزبية والطائفية والعشائرية التى باتت لاتخدم احدا فى العالم الجديد وفى العصر الحالى لانها لا تخدم سوى مصالح فئات معينة ومحدودة فى المجتمع ، وتبقى الاكثرية الساحقة المغلوبة على امرها تئن من وطئة البؤس والفاقة والحرمان من العيش الرغيد والسعيد والتى لاتتمكن حتى من تأمين مستقبل مأمول لاطفالهم .
على القادة السياسيين وخاصة من امثال المالكى لما معروف عنه من وطنيته ان يظهر المزيد من القوة والمثابرة لتقليص دور القوى والاحزاب والطوائف التى لا تهمها خدمة العراق والعراقيين والمرتبطين بالجهات الخارجية التى تحاول ابقاء العراق فى اتون الحرب التى تعانى منها منذ 4 سنوات والنهاية لم تعد معروفة كيف ومتى يمكن انهاء هذه الحالة التى تعيق جهود المخلصين من اجل بناء عراق ديمقراطى جديد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر