الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة صحفية اجريت من قبل احدى المجلات العربية

ايناس البدران

2007 / 8 / 2
الادب والفن


مقابلة صحفية مع القاصة العراقية ايناس البدران اجرتها احدى المجلات العربية .

- ماذا تركت السياسة في داخلك ؟
- بعيدا عن التعريفات الاكاديمية التي يمكن استخلاص المعاني الجوهرية لمصطلح " السياسة " يمكنني القول ان لكل فرد ومنظمة ومؤسسة مهما كانت سياستها وقراراتها .. فهنالك السياسة الاسرية والسياسة التربوية والسياسة الاقتصادية وهكذا ، وان كنت تهدف من سؤالك السياسة العليا او سياسة الحكومات و الحكام فأنني من المؤمنين ان هنالك مصالح عليا او مصالح طبقية تحكم تلك السياسات وتفرض شروطها عليها وعلى القرار السياسي .. لذلك ليس غريبا ان يشعر السواد الاعظم من الشعب وهم الطبقات المحرومة ولكن المنتجة للخير والثروة ، ان يشعروا بالمرارة والاحباط نظرا لعدم انصافهم وسوء توزيع الثروة عليهم ، وعدم حصول تكافؤ الفرص الذي يترك خيبة بل خيبات أمل عميقة تترسب في النفوس وتستلب شخصية الانسان وتتركها متوحلة في الغربة وان كانت داخل اوطانها . -- ماذا استخلصت من التقلبات السياسية ؟
- هنالك في عالمنا الثالث متلازمة معروفة هي " الحلقة المفرغة " التي ترافق التخلف وتلازمه بشكل شبه أزلي في ظل الوجود الاستعماري المباشر او غير المباشر .. اذ تدور مجتمعات التخلف في بلدان التخلف كالكويكبات التابعة للمتروبول ، واذ اصبح العالم معولما تحت خيمة الشروط الاميركية القاهرة فأن ذلك يقفل تلك الحلقة اكثر واكثر لتصبح الشعوب العوبة منكفئة منزوية تجهد نفسها في الصعود ومن ثم السقوط للهاوية بتأثيرات متشعبة تبتديء من الشركات العابرة للقارات والبنك الدولي وحملاتها الترويجية عبر اعلام الفضائيات و الشبكة العنكبوتية للانترنيت ورياح الحرية المنفلتة ومزاعم حقوق الانسان واوهام اللعبة الديمقراطية .. دوران ودوران ولف حول النفس بل تقلب وانقلابات متتالية لاتتركنا نلتقط الانفاس لتجعلنا نراوح في المكان ذاته اذا لم نكن قد تراجعنا الى الوراء .. انها مأساتنا ، الحلقة المفرغة ، مأساة العالم الثالث الذي ابتلى بمن يصدر له من الخارج قراراته المحلية و يتدخل حتى في شؤونه الاسرية ، فكيف بالشؤون الوطنية ؟ وقس على ذلك .. متى يبلغ البنيان يوما تمامه اذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ؟
لذلك كانت هذه الحرية حرية منفلتة حرية فوضوية لاتؤطرها الحكمة ، ولا تراث الخبرة التاريخية لتجاربنا الاصيلة .. اذ لكل شعب تراثه الانساني وعمقه الحضاري الاصيل الذي يتجذر في مئات او آلاف السنين . لذلك لم تكن الفوضى ولن تكون خلاقة ابدا ابدا .. انها رديف للفتنة والدمار .. انها المحنة الكبرى.
- ما هي اسس قوة المثقف في عراق اليوم ؟

- ان الاساس الواعد للمثقف العراقي اليوم هو نظرته البعيدة .. نظرته الثاقبة لما بعد المحنة والفوضى .. ان الحياة مستمرة ، والمستقبل المشرق لابد آت ، وهو مرهون بتجذرنا بأرضنا وعراقيتنا وأحقية اجيالنا اليافعة والشابة في حياة كريمة وارادة مستقلة .
- كيف تعالجون الارهاب من خلال ابداعكم ؟
- الابداع نقيض الارهاب ، فهما ظاهرتان لاتتعايشان ولا يتساكنان تحت سقف واحد ، او على ارض واحدة . وهذه الاشكالية واضحة وملموسة في مجريات الاحداث .. لكن علينا ان ندرك بأن الاحتلال والوجود الاجنبي هو اكبر ارهاب يمكن ان يقع على شعب من الشعوب وهو أصل كل الرزايا والفتن وسفك دماء المدنيين وكل الابرياء .
- اين تكمن مأساة الشعب العراقي ؟
- مأساة شعبنا العراقي تكمن في كل ذلك ، في التخلف ، في الوجود الاجنبي ، في الاغتراب الانساني وفي الهجرة والتشرد وهجرة العقول هربا من المجزرة والفتنة الطائفية ، المأساة تكمن في اضطهاد واستهداف العلماء والاطباء والكتاب والصحفيين والاعلاميين وكبار المثقفين وسحق الخبرات الوطنية .. تكمن في اقصاء الآخر وتجاهله ... و في التنكر للانسان العراقي وامكانية شطبه خلال لحظة عابرة او بمزاجية قاتلة او بكلمة عشوائية او جملة ارتجالية متعجلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي


.. تسجيل سابق للأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن يلقي فيه أبيات من




.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس