الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست المباراة وحدها، بل ما بعد المباراة!

نادية محمود

2007 / 8 / 1
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


انطلق الاف العراقيين و غير العراقيين، بل حتى عدد من السعوديين الذين عبروا عن فرحهم بفوز العراق اليوم.

تلك البهجة العارمة تفسر مجموعة اشياء:

الشعور بالانتصار، بان هنالك امكانية ان ننتصر نحن، ان نكون في المركز الاول، اننا و رغم كل الهجمات المنظمة ضدنا، و رغم كل ما نتعرض له الا اننا قادرين على النصر في مكان ما ، في زمان ما و بشكل ما!

الفرح الذي اخرج الالاف الى الشوارع يجعلك تفكر كم عظيم هذا الشعب، كم " روحه الرياضية عالية " على الرغم من كل القتل و الدمار و الذبح و قطع الرؤوس، الا انه قادر على النسيان، قادر على الفرح، على التظاهر و بالالاف للتعبير عن الفرح ...

من نظم و من قاد هذه الالوف المؤلفة؟ حسب توقيت كاليفورنيا، اللعبة انتهت عند الفجر، الا ان الجميع سهر حتى رؤية الفوز و نزلت العشرات من السيارات الى الشوراع مبتهجة و سط استغراب الاميركيين.

في لندن انتهت اللعبة عند العصر، اغلقت اجوارود على العراقيين، لم ارى العراقيين يجمعون على قضية، لا الوقوف ضد الحرب، و لا اية مناسبة اخرى، قدر اجماعهم على الفخر بانتصار الفريق العراقي.. نزلت قوات الشرطة تحاول السيطرة على المرور و على المبتهجين، لم يخلو التظاهر من الاعتقالات، سبعة ساعات تصرمت على انتهاء اللعبة، الا ان الناس لا تريد المغادرة!

في القاهرة، الامارات، السويد، و في كل مكان تواجد العراقيون فيه في الخارج. اما في العراق رغم التفجيرات التي حدثت و التي ابكت العديدين من الارهاب الذي لا يحتمل رؤية شعب يسعد حتى و لو بفوز فريقة الكروي، خرج الناس، خرجت النساء و الامهات و الجدات ابتهاجا بالنصر، فاي شعور بالانتصار دفعت بالمسنات للرقص في الشوارع. لم ينظم و لم يعطي احدا الايعاز للجموع للخروح ابتهاجا، الا ان الكامن فيها من فرح بفوز العراق اخرجها بهارمونية و " بشعارات واحدة " احنه الاسننا الملعب"!

كم اثار وجود العلمين العراقي و الكردستاني من كلام؟ الا انه وبفوز العراق ارتفع العلمان معا، و راح حاملوها يرقصون معا، انهم يعبرون عن حقيقتهم انهم يفخرون بالانتماء الى المكان الذي ولدوا فيه و عاشوا فيه و تحدثوا لغته، هذه القوة التي تمكنت و دفعت هذين العلمين ليرفرفران اليوم معا و بفرح.

رأينا مجسما ما نعرفه و ما يعرفه الجميع ان الناس لا تابة و لا تشتري و ليست لها اية علاقة لا من قريب و لا من بعيد لا بالتعريف القومي و لا الطائفي و لا الديني، ان الناس حين هنأوا بعضهم البعض، لم يعرفوا و لم يأبهوا من اي دين و من اي طائفة مهنأهم، هذا هو الموزائيك العراقي، اننا متشابهين في انسانيتنا، و لدينا هوية واحدة، و لسنا مختلفين و نشكل " موزائيكا طائفيا"!

لم يكن هدف بطولة اسيا بالتاكيد، التوصل الى بعض الحقائق السياسية في العراق، الا انها فعلت، اعطت بطولة اسيا و فوز العراق فرصة لكل العراقيين، للتصويت الجماعي، الحر، العفوي، و رغم الارهاب، و حظر التجول قالو جميعا بصوت واحدة: الفوز العراق، البلد الذي ولدنا، و احببنا و عشنا فيه جنبا الى جنب، و لم يتذكر احد لا طائفة و لا دين و لا قومية.

شكرا لفريق كرة القدم العراقي، الذي اعطى للملايين من العراقيين، في داخل العراق و خارجه فرصة نادرة للفرح. و اعطاها فرصة قل نظيرها في هذا الوقت للتصويت الحر لتظهر اين تقف الجماهير. يجب ان لا يفوت هذا النصر، بدون البناء و العمل جديا على نتائج هذا التصويت!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين بزشكيان وجليلي.. من الأوفر حظًا لقيادة إيران؟


.. منتخب سويسرا يجرد إيطاليا من اللقب ويقصيها من الدور ثمن النه




.. بدء التصويت في الانتخابات التشريعية الفرنسية | #عاجل


.. الدعم السريع: حررنا الفرقة 17 مشاة من مقاتلي البرهان في سنجة




.. حلف النيتو يفرض عقوبات ضد الصين على خلفية دعمها لموسكو