الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هي لا ينعشها التصفيق

رحاب حسين الصائغ

2007 / 8 / 2
الادب والفن



بأنين رقيق على جناح فراشة أرسل همسات قلبه الطائر بين نفحات روحها، لا ينام من ساعات اليوم غير لحظات الهيام داخل عطور أنفاسها الممسكة بمملكة فؤادهِ كقضبان البان وصور الفجر المشرق تميل محتضنة هسيس الأعشاب وسوضاء التناغم.
هو دائماً ذاته مبعثرة، ويرسم أشلاء مثواه مع كل بادرة راقصة على أوتار الأغنيات، ويقمط الحلم الوليد بعبير الصبا، ويودعه ثرى القلب الكبير المبتل بحنين ثائر يعصف بأوراق التنهدات المرتحلة مع نسمات الربيع، لعلها تسرق من ضوء القمر ما يوصله إليها قبل فوات الأوان، ليلمس صدرها برق الحب الخاطف، ويلبسها براءة خجولة تعمر غرورها العنيد، فأخذ يسكب على سويعات الضجر صوته المبثوث من الشعر أدق التعابير عن ما يحسه من ضغوطات يعيشها، وبالشعر يسقط الجمود على ذات الزمن وكأنّهُ قام بعملية تقطير للحالة التي وجدها في مكنون الأُنثى.
الجواهري في قصيدة (أول العهد) يبتسم في فضح مشاعره، وهو يزور مكامن النفس بتأني كأنّه في منطقة محضوراً عليه دخولها؛ حيث يقع تحت تأثير الشعور بالإشباع وهو حالم مثل غيره في مظهر العبادة والخضوع، ذائباً في تقنيات الغياب والجرأة وقبول الخضوع الداخلي الذي يوقده على حث القيام بالفعل فيجد نفسه كالفقير الذي تحدثه نفسه على السرقة لسد الرمق، وعندما يراجع نفسه يجد الجوع أرحم من الذي يفكر القيام به، وغنى الروح يدفعه إلى الأخلاق الفاضلة فينشد الجواهري:
(( أول العهد بالتي حملتني شططا في الهوى وأمراً فريا*
وضع كفي بكفها تتلظى من غرام كمن ينادل شيا
رجفت رجفةً فران التشهي فوقها واضحاً بليغاً قويا
ثم قالت بطرفها بعد لأيٍّ : عن طريق سهلٍ وصلت إليا!
التحمل قد يطول والعالم غير متناهي والدليل على ذلك هو أنه يستطيع أن يخلق ألف لون وحجم وشكل، يتشكل منه ويعود إليها ولا يحذف من الأصل شيء فيرجع إلى حلمه وصبره مقدساً تلك المشاعر واصفاً حسنها:
(( هي سمراء في التقاطيع منها يجد الحالمون شبعاً وريا
ينفح العطر جلدها ويسيل الدفء في عروقها لذيذاً شهيا
لو قرأت الحظ! الذي واسط النهدين يستهدف الطريق السويا!
رافعاً سوط المعرفة مازجاً بالوصف الشعري ذلك القرب حالة سمو في منتهى العقل والمنطق، وفرّق بين الاثنان، والشطحات التي يخلقها الغرام، تتصف احتمالاتها بالنرجسية والسادية، وتغزو بترف المشاعر حدَّ الازدواجية، وفي نفس الوقت خالقة التوحد، وأخذ يبعث بنار التجربة وفكرة البحث عن مسابر أخرى لعلها تنجده بمفهوم ينتشله إلى سطح الذات ويكون جسراً جديداً يخرجه من تلك الشروخ ليبقى محافظاً على عتقه لمفهومه ، فيختم القصيدة وهي نتاج تجربة عميقة بقوله:
(( لتمشيت فوقه بالتمني ووصلت الكنز الثمين الخفيا
وتصباك منتهاه تصبي عالم آخر تقياً نقيا)).
في بداية تصريحه كان يود الخروج عن كل المثاليات، لما أعطته لحظة الحب ذلك الإحساس المقرون بسر الحياة، مما دفعه الشعور اللذيذ أن يحاول تمطية الاستعراضات الضيقة المعاشة في تلك العلاقة المهمة بين الرجل والمرأة، ولا يغلفها شرك الغريزة الحمقاء، إنما هي علاقة روحية وجدانية منبثقة بصدق من مشاعر مسكونة بالإنسانية والحب الإنساني الخالي من قشور المجون.



المصدر: دار المدى /سعدي يوسف/ محمد مهدي الجواهري/طبعة 2001/
قصيدة :أول العهد/ص /52


الفعل، كالفقير الذتحدثه نفسه على السرقة لسد الرمق، وعندما يراجع نفسه يجد الجوع أرحم من الذي يفكر القيام به، وغنى الروح يدفعه إلى الأخلاق الفاضلة فينشد:









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح