الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرح عراقي

جاسم هداد

2007 / 8 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تتناقل وكالات الأنباء ووسائل الأعلام المرئية والمسموعة والمواقع الألكترونية يوميا اخبار السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ، وما تحصده من ارواح الأبرياء ، شيوخ واطفال ونساء وتدخل في تفاصيل ضحاياها ، وتعيد بعض الفضائيات التي تنزف حقدا على العراق وشعبه هذه الأخبار متفاخرة بما تقوم به العصابات التكفيرية الصدامية المجرمة ، وتصفها زورا وبهتانا بأعمال المقاومة .
وتتناقل وكالات الأنباء ايضا مهاترات اقطاب المحاصصة الطائفية ، وتهديداتهم لبعضهم البعض ، ولعبة شد الحبل بينهم ، وصراعاتهم التي غدت مكشوفة ، على السلطة والثروة .
وتتناقل المواقع الألكترونية نداءات المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة لمساعدة العراقيين الذين توزعوا المعمورة وبشكل خاص دول الجوار ، وكذلك النداء المشترك لمنظمة اليونسيف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين العراقيين لجمع التبرعات لأعادة مئات آلاف الأطفال العراقيين المشردين الى المدارس .
وسط غابة هذه الأخبار التي لا تسر ، شاهد الملايين عزف المنتخب العراقي سمفونيته الرائعة في جاكارتا ، وبكل جدارة وغيرة عراقية فاز المنتخب العراقي بكأس امم آسيا 2007 .
بعد اطلاق الحكم صفارة نهاية المباراة انطلق الآلاف من الموطنين بشكل عفوي الى الشوارع سواء في العاصمة بغداد وبقية المحافظات داخل العراق الحبيب ، او خارج العراق ، ففي السويد مثلا تجمع حوالي عشرون الف عراقي وعراقية في ساحة سيركل توري وسط العاصمة السويدية ستوكهولم ، هاتفين ( عراق .. عراق ) ، معبرين عن فرحهم بفوز فريقهم ، رقص وغنى الجميع ، عربا وكردا وآشوريين كلدان سريان ، شيعة وسنة ومسيحيون ، صابئة ، إيزيديين ، علمانيين واسلاميين ، رقصوا وغنوا كعراقيين ، مرسلين الى الولايات المتحدة الأمريكية ، ودول الجوار ، واقطاب الطائفية ، والى السياسيين العراقيين رسالة واضحة ، مفادها ( هذا هو العراق ) .
و كما قال الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ، فأن فوز المنتخب العراقي ( رسالة ملحة الى القيادات السياسية للعمل بروح وطنية مسؤولة لأخراج العراق من الأزمات السياسية والأمنية والمعيشية التي تعصف به )
ويتطلب من القيادات السياسية ( التخلي عن التخندق المتقابل ، والعمل من اجل الوطن العراقي ومصالحه العليا )
فهل يتعظ السياسيون العراقيون بدرس توحد العراقيون بفوز منتخبهم الوطني ، وهل يتعظون بما قاله اللاعب البطل ( باسم عباس ) بعد حصولهم على كأس البطولة ، ان المنتخب توحد ولعب من اجل العراق وفازوا بالكأس ، فماذا يحصل لو توحد السياسيون العراقيون وعملوا من اجل العراق ايضا .
امنية ان يتحول ( هذا العرس الوطني الى قوة وعزيمة لرفع الهمم والمسؤولية الوطنية لتجاوز الأزمة العصيبة التي تعصف بالبلاد ).

سيبقى ( العراق مدرسة للحياة ) ، كما قال ( جوزيف بلاتر ) رئيس الأتحاد الدولي لكرة القدم بعد فوز منتخبنا الوطني العراقي .

عشتم يا اسود الرافدين
حققتم ما عجز عنه السياسيون العراقيون









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول