الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا مكان للقوات التركية في كوردستان ولا على أي جزء من أرض العراق

كوردة أمين

2003 / 10 / 3
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


( ردا على من ادعى بأن القوات التركية.. مكانها الطبيعي شمال العراق )

[email protected]


تعيش تركيا ومنذ فترة ليست بالقصيرة مأزقا حقيقيا وحالة من التردد والتخبط فيما يتعلق بارسال قواتها الى العراق من حيث عدد القوات المشاركة وطبيعة هذه المشاركة وماهية الصلاحيات التى ستمنح لها في مناطق تواجدها وحدود ومساحة هذا التواجد .  فتركيا شعرت بالندم بسبب موقفها المتعنت  من عدم  السماح للقوات الامريكية بالدخول عبر اراضيها الى العراق أبان الحرب الأخيرة مما جعلها تخسر الكثير من النعم والامتيازات المالية التي وعدتها بها الادارة الامريكية ,  وهذا ما دفعها الى إعادة التفكير بسياساتها السابقة ,  ومحاولة ترميم ما تصدع في صرح علاقاتها مع أمريكا  بسبب مواقفها أثناء الحرب وخاصة وأن أمريكا ماانفكت  تستخدم مع تركيا سياسة العصى والجزرة  لاقحامها في المعمعة القريبة من حدودها الجنوبية والمشاركة بقواتها  ضمن القوات الدولية المزمع ارسالها في مهمة  حفظ الأمن والسلام في العراق .

ومشكلة تركيا في المشاركة في قوات حفظ الأمن  لها  جوانب متعددة ,  تكمن أولا  في الرفض الذي تواجهه من قبل الغالبية العظمى من المواطنين الاتراك  والذي قد ينعكس على  قرار برلمانها الذي من  المفروض أن يبت في الموضوع قريبا  والذي كان قراره هو الرفض في المشاركة مع القوات الامريكية في المرة السابقة .
 فلذلك لجأت تركيا وعبر وسائل إعلامها المختلفة الى محاولة اقناع الشارع التركي الرافض  لفكرة إرسال أبنائه الى العراق لحماية الجندي الامريكي والعمل كبديل له في تلقي  الضربات القاتلة التي توجه له يوميا  من الارهابيين وبقايا فلول النظام السابق والتي اثقلت كاهل الادارة الامريكية بشريا وماديا . 
 ولهذا نسمع  بين الحين والاخر وبهدف تطمين الرأي العام التركي الى  تصريحات للمسؤولين الاتراك   بشأن الشروط  التي تدعي تركيا  فرضها على الامريكان في حالة قبولها بهذه المشاركة .  ومن هذه الشروط مثلا تحديد المناطق التي ستتواجد عليها  وخاصة محافظتي الموصل  وكركوك الغنيتين بالنفط ومناطق أخرى في كوردستان ,  ومنح امتيازات وصلاحيات واسعة لنفسها على هذه المناطق وادارتها ,  بل لقد ذكرت احدى محطات التلفزة التركية قبل أيام  بأن تركيا طلبت من الأمريكيين السماح لقواتها بالتوغل 30 الف كيلومترا مربعا  داخل الأراضي العراقية في المنطقة الواقعة بين الموصل والسليمانية وبغداد ,  وأن تمتد هذه القوات بين كركوك وأربيل ,  وتلتف حول كركوك وتصل الى السليمانية  ثم تتجه الى بغداد ! أي أنها تريد أن تفرض حزاما عسكريا حول أهم المدن الكوردية وتعزلها عن بعضها بحجة مطاردة مقاتلي حزب العمال الكوردي  وحماية التركمان , ومن ثم تحقيق هدفها المنشود  في السيطرة التامة على منطقة كوردستان العراق  وبسط  نفوذها هناك وإجهاض الفيدرالية التي يطالب بها الكورد .

 فكيف يمكن أن توصف مثل هذه الأعمال العسكرية إن وقعت فعلا  بهذا الشكل ؟   هل هي مشاركة تركية   في نطاق حفظ الأمن في العراق أم هي احتلال لأراضي كوردستان ؟  وخاصة وأنها - أي تركيا -  كانت قد هيأت في وقت سابق الأجواء الموائمة لمثل هذا العمل العسكري  وذلك بقيامها وبمساعدة عملائها في الجبهة التركمانية بخلق المشاكل والصدامات المسلحة وزرع الفتن القومية والطائفية في هذه المنطقة الساخنة وخاصة في طوزخورماتو التي تقطنها اقلية تركمانية شيعية وكذلك في مدينة كركوك . وما الأحداث المؤسفة التي وقعت في هاتين المدينتين والتي راح ضحيتها عدد من الكورد والتركمان إلا نتيجة حتمية  لما تخطط  له تركيا في المنطقة .
وبعد الاعلان عن نية تركيا بالتوغل 30 الف كيلو متر مربع داخل العراق  بيومين ,  كشف النقاب في أنقرة على إن مدينة تكريت ستكون ضمن المنطقة التي ستتولى القوات التركية مهمة الحفاظ على الأمن فيها .  وهذا ما يعزز الأخبار التي تحدثت من قبل عن أن مهمة هذه القوات ستكون محصورة في المنطقة التي جرى  تسميتها  بالمثلث السني .  فيما تشير أخبار أخرى  الى أن الجانب التركي  يجري الان مفاوضات مع القوات الامريكية حول المناطق التي سيتم نشر القوات التركية فيها  لحفظ الأمن  والمساهمة في الاعمار . وهكذا يلاحظ  تناقض الأخبار الواردة وتضاربها ,  مما يدل على إن  تركيا لم تحسم أمرها بعد وترددها في إرسال قواتها الى العراق .
 
أما المشكلة الثانية التي تعترض تركيا في مسألة المشاركة بهذه القوات الكبيرة ( بحدود 10 الاف جندي)  داخل أراضي جارتها الجنوبية ,  هي الرفض الشديد والعارم الذي تلاقيه من كل قوميات وشرائح المجتمع  العراقي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب ,  ليس فقط  لدخول هذه القوات  وانما لمشاركة أية  دولة من دول الجوار وتدخل أي طرف اقليمي في الشأن العراقي ,  لما لهذه الأطراف من مصالح وأطماع مكشوفة في العراق وفي ثرواته ,  ولما تسببه مثل هذه التدخلات في زعزعة أمن  وإستقرار البلاد .  وهذا ما دفع بتركيا  وفي سياق محاولاتها لجس نبض العراقيين بشأن مشاركتها في قوات حفظ الأمن أن تقوم بدعوة بعض شيوخ عشائر المناطق المحيطة بكركوك من المعروفين بولائهم  للنظام السابق لزيارتها ,  ومعهم بعض التركمان ممن يشعرون بالانتماء الى تركيا واعتبارها الوطن الأم  لهم . وبالمقابل قامت هي بارسال ممثلين عنها للقاء هؤلاء .  وليس بالغريب أن يستنجد مثل هؤلاء بالقوات التركية  ويطالبون بدخولها الى منطقة كوردستان لتقف بوجه الكورد وتنسف حالة الاستقرار والسلام التي تعم المنطقة وتغرقها  في بحور الدماء والحروب الاهلية .

 والكورد يرفضون بشدة تواجد القوات التركية بأي شكل من الأشكال في كوردستان أو حتى  مجرد مرورها  عبر أراضيهم  ,  وأعلنوا ذلك مرارا وتكرارا من خلال قياداتهم وأحزابهم ومن خلال الرفض الجماهيري الواسع الذي عبر عنه الشعب الكوردي بكل الوسائل والمتمثلة بتنظيم المظاهرات الواسعة داخل كوردستان وخارجها في أوربا وكل دول العالم ,   أو تنظيم الحملات الشعبية عن طريق توجيه  الرسائل ومذكرات الاحتجاج للأمريكان وأصحاب القرار تعبيرا عن الرفض الكامل لهذا التدخل .
 كما وأعلن  الحزبان الرئيسيان في كوردستان قبل أيام  عن القيام بحملة شعبية  داخل كوردستان  تحت شعار- لا للقوات التركية -  بهدف جمع أسماء وتواقيع  الرافضين لدخول هذه القوات ضمن مذكرة  إحتجاج  وتقديمها لمجلس الحكم الانتقالي والى السيد بول بريمر الحاكم المدني الامريكي على العراق .  وقد سبقت هذه الحملة  حملة واسعة أخرى قامت بها نخبة من المثقفين العراقيين في أوربا شارك فيها  المئات من  الكورد والعرب وباقي القوميات وتحت نفس الشعار خارج العراق وفي داخله .  ولازالت الحملة مستمرة لحد اليوم .
         هذا الرفض لدخول القوات التركية ليس مقصورا فقط على الشعب الكوردي بل إن الاخوة العرب العراقيين بشيعتهم وسنتهم أجمعوا صراحة على وقوفهم ضد هذا التدخل .
فالشيعة لايرضون بأي تواجد سني في مناطقهم التي يريدون الحفاظ على خصوصيتها الشيعية لما تحتويه من أماكن مقدسة لديهم  ولما يمكن أن يسببه هذا التدخل من إثارة لأطماع الدول المجاورة الاخرى كايران التي قد ترى إن من حقها هي لا غيرها  التواجد في هذه المنطقة لحماية الأماكن المقدسة الشيعية والوقوف ضد هذا الوجود السني .
  والعرب السنة أيضا لايرغبون في تواجد هذه القوات في مناطقهم لاسباب عديدة منها إنهم لا يرون في هذه القوات سوى صورة  لجيش الاحتلال العثماني البغيض الذي إحتل العراق والبلاد العربية والاسلامية لقرون طويلة فكانت فترة الاحتلال العثماني هذه  من أحلك العهود التي ذاقت خلالها شعوب المنطقة بكاملها أشد ألوان الظلم والعذاب على يد ال عثمان .
 وكذلك الحال بالنسبة  لمسيحيي العراق من اشوريين وكلدان وأرمن , وحتى الطوائف الاخرى مثل الأيزيديين والصابئة  فهم لن يرحبوا بكل تاكيد بأي وجود تركي وتحت أي غطاء كان ,  بعد عمليات الابادة الجماعية التي تعرضوا لها على أيدي العثمانيين في بدايات القرن الماضي وما قبله .
أما التركمان بسنتهم وشيعتهم  ,  فغالبيتهم ضد هذا التدخل التركي وقد أعربوا في مناسبات عدة عن هذا الرفض لأنهم يعلمون تمام العلم بأن احدى الذرائع التي تتمسك بها تركيا في إرسال قواتها وهي حماية التركمان ,  ليست سوى  اكذوبة كبرى  اختلقتها تركيا من أجل تحقيق مصالحها ,  وتلبية لأطماعها في خيرات العراق  ,  وهي التي أدارت بظهرها لهم عندما كانوا يتعرضون لجرائم التعريب والترحيل والقتل والابادة على يد جلاوزة النظام الدكتاتوري المقبور ,  بل علىالعكس من ذلك  فقد كانت تركيا تقيم العلاقات الطيبة مع النظام السابق وتدخل معه في تحالفات واتفاقيات اقتصادية وسياسية وعسكرية  على حساب معاناتهم ومعانات أخوتهم العراقيين الاخريين .
 وبالنسبة للتركمان المنتمين الى ما يسمى بالجبهة التركمانية ( وهم قلة )  فهم في تأييدهم للتدخل التركي لا يعبرون عن رأي غالبية  التركمان الشرفاء ,  فهذه الجبهة معروفة جيدا للجميع بعمالتها وارتباطاتها المشبوهة بتركيا وبأجهزة مخابراتها ,  وتتلقي الأوامر والتعليمات  والدعم المادي من تركيا مباشرة , وليس لأعضائها أي ولاء  للعراق أو شعور بالانتماء اليه . وقد كان  لهذه الجبهة  الدور الرئيسي , بالايعاز من تركيا  وبالتعاون مع أيتام صدام ,  في افتعال الأحداث المؤسفة الأخيرة التي وقعت في طوزخورماتو وكركوك بغرض إعطاء المبرر لدخول القوات التركية بحجة حماية التركمان من الابادة الجماعية التي يزعمون زورا بوقوعها من جانب الكورد  ضدهم  .
    ثم منذ متى كانت تركيا حريصة على حماية حقوق الشعوب والقوميات المضطهدة وهي صاحبة اسوأ  سجل في مجال حقوق الانسان في العالم ؟  وما معاملتها السيئة وجرائمها المرتكبة  ضد ملايين الكورد في كوردستان الشمالية الخاضعة لسيطرتها إلا  شاهد حي على عنصرية هذه الدولة وممارساتها اللاإنسانية وانتهاكاتها لابسط مبادئ حقوق الانسان التي نصت على احترامها  جميع المواثيق وقرارات الأمم المتحدة  وقواعد القانون الدولي  .
 لا مجال للشك في أن تركيا اذا ما قررت إرسال قواتها الى العراق فلن تجد أي ترحيب يذكر من قبل أي عراقي ,  بل بالعكس فانها ستواجه نارالمقاومة العراقية  بشكلها الحقيقي في جميع أرجاء العراق ,  وخاصة بعد أن تأكد للجميع  حقيقة أطماعها في أرض العراق وفي نفطه وخيراته ,  وذلك من خلال التصريحات التي أطلقها المسؤولون الاتراك   قبل تحرير العراق من النظام الدكتاتوري البائد  في أن مدينتي كركوك والموصل هما جزء من ممتلكات الدولة العثمانية ,  وبالتالي فان لتركيا الحق في استعادتهما وإرجاعهما لسيطرتها .

 أن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هي التي تتحمل عواقب دخول القوات التركية غير المرغوب بها من قبل كافة العراقيين ,  باعتبارها هي القوة العظمى وهي التي ساعدت على تحرير العراق من الطاغية وهي المسؤولة الرئيسية في إقرار الأمن والسلام فيه .  لذلك فأن أمريكا باصرارها  على السماح للقوات التركية بالمشاركة في قوات حفظ الأمن في العراق  بالرغم من معرفتها الأكيدة بنوايا تركيا ,  لا تلعب بالنار فحسب بل  تفتح بابا للجحيم لا يعلم إلا الله كيف ومتى سيمكن غلقه .

---------------------------------------------
 
إن اسوأ ما في الانسان أن يكون عنصريا أو طائفيا ,  أما إذا اجتمعت هاتان الصفتان الذميمتان في شخص واحد فهي لعمري مصيبة كبرى ...  بل هي كارثة  مابعدها  كارثة !
كتب أحد الذين تجتمع فيهم هاتان الخصلتان الكريهتان مقالة بتاريخ 15 سبتمر وعلى احدى الصحف التي يشرف عليها أحد أيتام صدام المعروفين بعدائهم وحقدهم على كل ما هو عراقي ,  وأقصد به عبد الباري صدام (كما أسميه) أو عبد الباري دولار كما يحلو للبعض الاخر تسميته , أقول كتب هذ العنصري الطائفي المعروف عنه كرهه الشديد لكل ماهو كوردي وشيعي مقالة على صحيفة القدس العربي بعنوان: (( القوات التركية .. مكانها الطبيعي شمال العراق )).
 وكما يقول المثل المصري المعروف (الجواب يبان من عنوانه) فان  صاحبنا  يعترض على تواجد القوات التركية في المنطقة السنية العربية من العراق والتي ينتسب هو لها  ويرى أن المكان الحقيقي للقوات التركية هو منطقة كوردستان أو كما  يسميها (شمال العراق) ويبرر ذلك بطريقة تناسب عقليته العنصرية العبقرية !  فهو يرى ان ((على أنقرة التي قبلت بإرسال قوات عسكرية الي العراق في الشهر المقبل، كما ذكرت آخر الأنباء ، ان تصر علي نشر تلك القوات في المنطقة الكردية في شمال العراق، باعتبار أن هذه المنطقة هي وحدها التي تشكل تهديداً لأمن تركيا واستقرارها، وعلي الحكومة التركية أن تنتبه وتحذر من إرسال قواتها الي المناطق العربية السنية، كما يراد لها، وذلك لان هناك خطة خبيثة للإيقاع بين العرب والاتراك، الذين جمعت بينهم علي امتداد التاريخ أواصر متينة وصلات جيدة، وعلاقات أخوية تأسست علي التفاهم والتفهم....))

وهو يعتقد : ((إن نشر القوات التركية في المناطق العربية من العراق، مؤامرة أمريكية كردية، الغرض منها واضح وجلي، فليس هناك من معني لإرسال تلك القوات الي الموصل والمنطقة الغربية (الرمادي وما جاورها)، لان سكان هذه المنطقة لا يشكلون تهديدا لتركيا وشعبها ومصالحها....))
  أما رأيه بأخوته في الوطن وأقصد الكورد فهو : (( علي العكس من الأكراد في شمال العراق، الذين حولتهم أحزابهم الي أدلاء ووكلاء للأمريكان، وأدوات طيعة ومنفذة لا يعصون لواشنطن أمرا أو طلبا، كما ان ليس من مصلحة تركيا الآن وغدا وبعد غد، ان تكشف عن ظهرها، وتتوجه الي مناطق مسالمة لها وصديقة، وتترك أطرافها الجنوبية والشرقية، ساحات مفتوحة للمناوئين لها والمتربصين للعبث بأمنها)).

   ثم يلجا في مكان اخر من مقالته الى اسلوب التحريض وزرع الفتنة والكراهية بين الكورد من جهة والتركمان والعرب والمسيحيين من جهة أخرى بطريقة  تفوح منها  رائحة العنصرية والطائفية الكريهة عندما يقول : ((وبالتأكيد فان المسؤولين الأتراك لهم معرفة واطلاع عما جري للعراقيين العرب والتركمان في كركوك وطوزخورماتو وكفري وتلعفر وخانقين من تشريد وتطهير عرقي واغتيالات وملاحقات، قامت بها قوات (البيش ميركة) الكردية، لذا فان الواجب الأخلاقي والمسؤولية الإنسانية والتأريخية تحتمان علي تركيا أن تتحرك في تلك المناطق لإنقاذ تركمان العراق ـ علي الأقل ـ من إبادة تنتظرهم، فالأحزاب الكردية المتعاونة مع قوات الاحتلال الامريكي، تريد استئصال التركمان من مدنهم وقراهم، وما حدث في (طوزخورماتو) دليل صارخ علي ذلك...))
 وهذه المزاعم تطرقت اليها في بداية مقالتي هذه ,  فلا تستوجب الرد . 
وهنا سأورد بعض الأراء الأخرى التي جاءت في مقالة هذا العنصري  بحق الكورد ,  ولا أدري لماذا غمرني عند قراءتي لها   نفس الشعور الذي إنتابني عندما قرأت لأول  مرة  مقالات المقبور صدام  التي نشرت بعد قمع الانتفاضة الباسلة في نيسان من عام 1991 على جريدة الثورة تحت عنوان(( ما الذي حصل ولماذا حصل الذي حصل )) والتي هاجم فيها شيعة الجنوب ووصفهم بصفات بذيئة تدل على نفسيته المريضة واحتقاره  لابناء العراق الشرفاء .  فالأوصاف التي استخدمها هذا الكاتب ضد الشعب الكوردي لا تقل بذاءة عما جاء في مقالة سيده المقبور ,  وكلها تنصب في نطاق إستصغار الاخرين والنظرة الفوقية العنصرية لهم ,  وهذه  بعض منها : (( وكان أول عمل اقدم عليه المحافظ الكردي هو حل شرطة المدينة، واستقدام مقاتلين بدائيين ومتخلفين من جبال جمجمال وكويسنجق وسرجنار ليحلوا مكانهم بعد تغيير أزيائهم وأغطية رؤوسهم، بعد غسل أدمغتهم مسبقا، وتعبئتهم علي ان كل من في كركوك عدو يجب التنكيل به...))

وهذا الكاتب كتب مقالة ثانية في نفس الجريدة الصدامية التي يسترزق منها ,  نشرت يوم التاسع من سبتمبرتحت عنوان (  وزارة غرائبية.. دبلوماسي للداخلية وبيشمركة للخارجية ) يهاجم فيها الوزراء الجدد من العرب والكورد ,  وخص الكورد منهم بصفات لا يمكن ان تصدر إلا من غلاة العنصريين الفاشيست , فنراه يتطاول على  الاستاذ هوشيار الزيباري وزير الخارجية  ويصفه بانه : (( كل كفاءته انه كان مقاتلاً في جبال كردستان (بيش مركة) ...))
   ثم يعرج على الوزير الكوردي الاخر ويصفه كما يلي : (( وفيما يتصل بوزير الصناعة والمعادن محمد توفيق رحيم، وهو ميليشياوي قديم (بيشمركة) عاش سنوات طويلة في الجبال بعيداً عن الحواضر والمدن، ولا يعرف شيئاً عن الصناعة والتصنيع غير صناعات البسط المنزلية والالبان، التي يتقنها القرويون الأكراد )).

إذن فالكورد بنظر هذا الشخص ( وخاصة البيشمركة منهم ) هم مجرد قرويون ومتخلفون ,  لا يجيدون سوى القتال بالكلاشنكوف في الجبال وحلب الاغنام وحياكة البسط !!
  وهنا أرجو أن يتسع صدره لسؤالي هذا : وما علاقتك أنت اذن بالاعلام والصحافة وأنت خريج معهد الصناعة  فرع  - الخراطة والحدادة - ؟! 
المشكلة لا تكمن فقط في إن هذا الشخص قد ( وهبه الله ) عقلا  عنصريا وطائفيا خلاقا !  بل المشكلة في أنه أصبح هذه الايام نجم الفضائيات العربية وبالاخص قناة A.N.N  , وبالتحديد ضيفا مزمنا في البرنامج الذي يقدمه الدكتور هشام الديوان والذي وللأسف الشديد ومع احترامنا البالغ لشخصه ولبرنامجه القيم والذي يكاد يكون الوحيد في الفضائيات العربية الذي ينصف العراقيين ويلقي الضوء على همومهم ومعاناتهم ,  إلا أنه باستضافته  لهذا النموذج ,  يسئ الى مشاعر وأحاسيس غالبية العراقيين وخاصة وأنهم يعرفون جيدا تاريخ هذا الرجل داخل العراق وخارجه ...  والذي هو  ليس موضوع حديثنا اليوم .
 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا علقت قناة الجزيرة على قرار إغلاق مكتبها في إسرائيل


.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح




.. -صيادو الرمال-.. مهنة محفوفة بالمخاطر في جمهورية أفريقيا الو


.. ما هي مراحل الاتفاق الذي وافقت عليه حماس؟ • فرانس 24




.. إطلاق صواريخ من جنوب لبنان على «موقع الرادار» الإسرائيلي| #ا