الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما تحقق أكبر من الانجاز

طارق الحارس

2007 / 8 / 3
عالم الرياضة


في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العراق والتي من بينها الوضع الرياضي فان تأهل منتخبنا الى الدور الثاني في بطولة كبيرة كبطولة أمم آسيا يعد انجازا ، أما تأهله الى الدور ربع النهائي لأول مرة منذ العام 1976 فيعد مفخرة كبيرة للكرة العراقية ، لكن تأهله الى الدور نصف النهائي ومن ثم حصوله على لقب البطولة لأول مرة في تاريخه الكروي فذلك ما لم نجد له أية تسمية تتناسب معه في قاموس اللغة العربية ، ولا حتى في اللغات الأخرى .
ليس نحن مَن نقول ذلك فحسب ، بل أن جميع أهل الكرة الأرضية ، الذين رفعوا قبعاتهم للمنتخب العراقي ، أكدوا ذلك .
الحدث الكبير الذي حققه منتخبنا والذي جعل الشعب العراقي يخرج عن بكرة أبيه الى الشارع وبالطريقة التي شاهدناها ، بالرغم من الفاجعة الكبيرة التي حصلت بعد فوزنا على منتخب كوريا الجنوبية والمتمثلة باستشهاد العشرات من المحتفلين ، فضلا عن احتفالات أبناء العراق المتواجدين في ارجاء المعمورة كلها ، جعل حيرتنا أكبر للوصول الى تسمية تليق بما حققه منتخبنا .
نحن نعرف أن أي منتخب من منتخبات العالم حينما يحقق انتصارا كرويا في بطولة ما يخرج أبناء البلد الى الشوارع في مسيرات صاخبة ، لكن مع حالتنا فان الأمر يختلف تماما فاحتفالاتنا لا تشبه ، مطلقا ، احتفالات غيرنا ، إذ أن الدموع التي ذرفت من الأمهات ، والآباء ، والشيوخ ، والأطفال والشباب بعد فوز منتخبنا تملأ أنهارا جفت منذ سنوات طويلة .
لا نعد ما حققه منتخبنا انجازا ولا نعده مفخرة فهو فوق هذا وذاك لأن ما توافر لأسود الرافدين قبل البطولة وأثنائها لا يمكن مقارنته مع أي منتخب من المنتخبات التي شاركت في هذه البطولة ، لا من الناحية ، ولا المادية ومع هذا فقد تمكن من تحقيق ما عجزت عن تحقيقه المنتخبات الأخرى التي توافرت لها أفضل الظروف .
لم يكن للحظ أي دور في ما حققه منتخبنا في هذه البطولة ، بل نستطيع القول أن الحظ قد جانبنا في أكثر من مباراة ومن بينها المباراة النهائية أمام السعودية فقد كان منتخبنا الأفضل فيها بعد أن تسيد الملعب منذ الدقيقة الأولى من زمن المباراة الى اللحظة الأخيرة التي أطلق فيها حكم المباراة الاسترالي صافرته معلنا نهايتها ، ولو كان للحظ أي دور لكان منتخبنا قد خرج فائزا بأكثر من الهدف الوحيد الذي سجله قائد المنتخب يونس محمود .
لقد حقق أسود الرافدين ما حققوه بغيرتهم وتفانيهم واخلاصهم وحبهم للعراق ، لذا لا يسعنا الا أن نقول لهم ، جميعهم دون استثناء : شكرا لكم لقد جعلتم العالم كله يرفع قبعته للعراق الذي أنجبكم .
* مدير تحرير جريدة الفرات في استراليا









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منتخب هولندا يبلغ ربع نهائي بطولة أمم أوروبا


.. ذكريات جميلة عن الشباب وكرة القدم في أحياء سوريا قبل الحرب




.. الرياض تشهد افتتاح النسخة الأولى من بطولة كأس العالم للرياضا


.. الحكي سوري- لاجئ يُسخر حياته لإنقاذ الأطفال من الغرق وذكريات




.. تعرف على أرقام رونالدو الخاصة في بطولة يورو 2024