الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكابوس الفيتنامي وفائض القوة

موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)

2007 / 8 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


منذ البداية، وعندما بدأت التحضيرات لاحتلال العراق تعالت الاصوات في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها للحديث عن تجربة فيتنام وعن شبح فيتنام وعن الوحل الفيتنامي والمستنقع الفيتنامي، كانت كلها مصطلحات لها مدلولاتها الحقيقية وهي مفهومة لدى الفرد الامريكي وموثقة لدى مراكز الابحاث والدراسات في الجامعات الامريكية وغيرها.
ومع كل هذه الملفات التي استعيدت في لحظة ما وكان الهدف منها لفت نظر الادارة الامريكية الى امكانية تكرار المرارة الفيتنامية ، فليست الارواح وحدها من تنتقل من جيل إلى آخر كما يرى الحلوليون بل وحتى الحوادث التاريخية ..
ألم يقل ماركس في كتابه ( الثامن عشر من بروميير لويس بونابرت) إن الأحداث والشخصيات العظيمة تظهر في التاريخ مرتين، مرّة كمأساة، وأخرى كملهاة !
ومع هذا فلم تلتفت الادارة الامريكية الى هذه الاصوات وأصرت على ان تدخل الامتحان دون مراجعة الدرس الفيتنامي كما يصر اي تلميذ غبي على دخول الامتحان، ليلقي بنتائج فشله بعد ذلك على الظروف وعلى المعلم .
وها هي الادارة الامريكية تسعى إلى أن تلقي بتبعة نتائج فشلها في ادارة الازمة العراقية التي تسببت في افتعالها وايصالها الى هذا الطريق المسدود مرة على ما تطلق عليه الارهاب وتعني به كل فعل مسلح وغير مسلح ضد قواتها ومرة اخرى على الحكومة العراقية فاقدة القدرة التي تريد منها تحقيق ما عجزت هي عن تحقيقه بكل قدراتها شبه المطلقة.
الان بدأ الحديث في دوائر الادارة الامريكية عن المستنقع العراقي، والان فقط بدأ (غيس) بوضع خطط الطوارئ من اجل انسحاب قد تضطر اليه إدارته، كما طمأن هيلاري كلنتون مؤخرا ردا على تساؤلاتها في الكونغرس.
حتى الاجواء التي تحاول منظمات مدنية امريكية اشاعتها من اجل حمل الادارة الامريكية على الانسحاب من العراق هي اجواء شبيه بتلك التي سبقت الانسحاب من فيتنام.
فقد ذكرت الصحف الامريكية ان مناهضي الحرب في الولايات المتحدة "يستعدون لأسبوع من المسيرات أمام البيت الأبيض في مواجهة جديدة مع الإدارة الأميركية لحملها على سحب القوات من العراق".
الانسحاب الامريكي الاضطراري من العراق يؤشر حتما الى فشل الادارة الامريكية وعدم مصداقيتها في كل ما وعدت به بل وكذبها على الامريكيين وعلى الراي العام العالمي، ناهيك عن كذبها على العراقيين الذين وعدتهم بالحرية والديموقراطية لتستسلم في نهاية المطاف امام رغبات القوى اليمينية لاقامة عراق جديد ، جديد ومختلف حقا لا مجازا، فقد سلّم "المحرر!" الأمريكي العراق الى قوى غير ديموقراطية لتقيم فيه نظاما ديموقراطيا، وكانت هذه قمة المأساة في استعادة الزمن الفيتنامي !!
تماما كما اطلق على الاحتلال تحريرا وعلى مقاومته ارهابا في اكبر عملية خلط للاوراق في التاريخ.
انها المفاهيم المقلوبة التي ارادت لها دوائر اليمين الجديد ان تسود وتنتشر في محاولاتها المستميتة إحلال الثقافة الأمريكية محل ثقافات بلدان الشرق تمهيدا لمصادرة الهوية المحلية لصالح الهوية الكونية المرتسمة دوما في اذهان الامبرياليين حلما لاشباع حاجات يخلقونها من اجل ان تتحول حبات عرق المعدمين وعذاباتهم وخواء بطونهم وموتهم جوعا، ذهبا يصب في خزائنهم التي لا تمتلئ أبدا .
الغريب ان هذه الادارة وهي تضع خطط الطوارئ لانسحاب محتمل من العراق، تضع في نفس الوقت خططا اخرى من اجل فيتنام ثالثة في مكان اخر في المنطقة، فمحور الشر حاضر دائما في الذاكرة اليمينية. انها صناعة العدو التي يحتمها فائض القوة دائما!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من إدارة الطيران الأميركية بسبب -عيب كارثي- في 300 طائ


.. استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفلتان إثر قصف إسرائيلي على منطقة




.. كيف سيكون رد الفعل الإسرائيلي على إعلان القسام أسر جنود في ج


.. قوات الاحتلال تعتقل طفلين من باب الساهرة بالقدس المحتلة




.. شاهد: الأمواج العاتية تُحدث أضراراً بسفن للبحرية الأمريكية ت