الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على الساسة العراقيين أن يعقلوا رباط خيلهم على أرض العراق

ياسين النصير

2007 / 8 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


1

العلم الذي رفعه الرياضيون كان علما عراقيا بحق ليس بنجومه وألوانه، إنما بالصارية التي رفعته، صارية اللاعبين الوطنيين، والعلم الذي رفع تحت نشيد وطني سابق ملغي،في احدى صالات الإمارات، لم يكن علما عراقيا بالرغم من ألوانه ونجومه لأن الصارية التي رفعته كانت صارية العهد الماضي. والعلم الذي يرفع على حدود الدولة ومؤسساتها ومهرجاناتها يسحب خلفه صواري العراق وقامات نخيله ورايات رجاله. لكن العلم الذي يرفعه الساسة العراقيون من أحزاب الإسلام السياسي ليس علما عراقيا، وإن كان بالألوان نفسها، والنجوم نفسها، وكلمات الله نفسها. أنه علم الطوائف المتخفية وراء كل هذه المسميات، وإلا اين العراق ومستقبلة في خطاب احزاب الإسلام السياسي العراقي؟
ما يجري على الساحة العراقية من تداعيات خطرجدا،ليس لانه جديد على الثقافة السياسية العراقية، وإنما لانه لا ينطلق من العملية الديمقراطية. إنسحاب جبهة التوافق لا يؤخذ على انه عملية ديمقراطية، والكثرة التي يتمتع بها الإتلاف مع الاحزاب الكردية لا تعني انها قوة ديمقراطية أيضا، ففي بلد مثل العراق لاقيمة لهذا وذاك، القيمة الوحيدة الفاعلة لمن يستطيع أن يؤمن الشارع بغير سلاح.وأن يملأ سلال الشعب الفارغة.
لذا على السياسيين العراقيين أن يعقلوا خيولهم على ارض العراق وليس على أرض إيران أو السعودية. ولكن وكما يبدو من الوضع المربك والمتسارع للإنهيارأن السياسيين العراقيين جميعهم - عدا الوطنيين- طائفيون.وهذه طامة كبرى، إذ كيف يسيّرون دولة مشتبكة المصادر والمصالح مثل العراق وهم طائفيون ؟ لو كانوا يحكمون موريتانيا او اليمن او الصومال او جزر الواق واق،لكانوا جديرين بها، لكنهم يحكمون العراق فبدوا اقزاما امام استحقاقات الشعب.
المتتبعون يرون أن لافائدة من أحزاب الإسلام السياسي في الحكم وتدين بوش الزائف جلب تدينا عراقيا غير أصيل، يقال - أن مكالمات بوش مع المالكي في الدوائر التلفزيونة المغلقة تدور في معظمها عن التدين والإيمان!!- فالمتتبع يرى احزاب الإسلام السياسي في كل مواجهة نقدية لتجربتهم يتهربون من خطابهم السابق، يتهربون من حكومة المحاصصة فيسمونها بعد المضايقات والانتقادات حكومة الوحدة الوطنية!!!، ويتهربون من تبعية إيران ويسمونها الجارة إيران!!!،ويتهربون من السعودية فيسمونها العمق العربي. وبالرغم من هروبهم اليومي من كل استحقاقات الشعب لم يتغير من جلال حمارهم شيئا. الحمار نفسه معمم يسير في الشارع العراقي يجوب الجوامع والحسينيات والمساجد وبيوت الارهابيين، يوزع عليه الاسلحة الامريكية المهداة للجيش العراقي، وينقّدهم الملايين التي تسرق من البنوك العراقية في عهد وزير المالية الفلتة.- تقول احصائية ان 20 مصرفا عراقيا سرقت اموالها في عهد الإيراني صولاغ.!!ويمهد لها التجول في الشوارع بعد ان ينصب لها سيطرات وهمية.
التجربة اثبتت حقيقة أن احزاب الإسلام السياسي، السنية والشيعية، عاجزة عن قيادة بلد مثل العراق- كل تيارات الأسلام السياسي في البلدان العربية تخشى قيادة بلدانها إلا العراق الذي مهد الاحتلال البغيض لها الحكم.، لكنهم والشهادة الحق يجيدون حمل السلاح والدفاع عن الجارة إيران ضد ابناء شعبهم من النواصب السنة، وعن الجارة السعودية ضد ابناء شعبهم من الروافض الشيعة. دون ان يضعوا في حسابهم أنهم مهما كانت عدد مقاعدهم في البرلمان الهزء،عرضة لان يكونوا عبيدا لإيران والسعودية. فإيران بدأت تساوم أمريكا على البصرة، مستعيدة ضغوطها التي مارستها على المجرم صدام حسين فتنازل لها عام 1975 عن مساحات من شط العرب من أجل أن يبقى في الحكم ويقمع الحركة الكردية. قلنا ذلك مرارا والاحداث تثبت صحة ما قلناه. فلكي يبقى صدام حسين في الحكم يتنازل لأي دولة جارة تضغط عليه، تنازل للأردن لانها ساعدته في حربها مع إيران، وتنازل لسورية لانه يطمع بان يضم جناح حزب البعث الثاني له، وتنازل لتركيا لانها بلد قوة حلف الأطلسي في المنطقة، وتنازل للكويت لانها البلد المسند من أميركا، وتنازل للسعودية في الربع الخالي لانه يريد كسب ودها الإسلامي، وتنازل لايران في المياه وفي الارض وفي السيادة،لانها ساعدته على هزيمة البرزانيين. ترى من بقي من دول اقليمية وعربية لم يتنازل لها؟ ثم اورث سياسة التنازلات الميكافيلية المهينة لمن جاء بعده.
والتجربة افرزت أن القوى الوطنية عاجزة هي الأخرى للتأثير في الشارع العراقي، الذي تحولت سياسة شارعنا الوطني إلى دينية جوفاء، وزعامات فردية مناطقية، وقدرات موهومة بدخول الجنان، واقامة الاحتفالات بميلاد فلان وعلان وتناسي آلام الشعب وحاجاته اليومية. في حين ان حقيقة هذا الشعب لا يعرفها غير الوطنيين، ولكن الوطنيين مجيّرون بالعزلة، والصمت والتهميش وهم اكثر الفئات تضحية ودماء وهجرة وآلاما. والشارع العراقي لم يتعرف بما فيه الكفاية على خطاب الوطنيين، هل هذه مفارقة بعدما كان الشارع ملكا للوطنيين فيتخلون عنه لغيرهم، بسهولة تخلفهم عنه ؟!! هذه من مهازل امريكا في العراق.
2
لا ندعوا إلى ثورة الشارع العراقي ضد الأحزاب الدينية المتخلفة، إنما ندعوا الناس فيه إلى متابعة ما يحدث. ومعرفة حقيقة ما يجري، لقد ضعف الحس الوطني عند الحكام، وتغلب عليهم الحس الطائفي.
لا ندعوا الشارع العراقي للثورة،ولكن عليه أن يبدأ بالاحتجاج والأعتراض. والاصوات التي نسمعها في الفضائيات وهي تنبه العراقيين في الداخل والخارج خاصة بعد فوز الاسود العراقيين في أسيا، كافية للتدليل على ان حكامنا اصبحوا أقزاما.
لا ندعوا الشارع العراقي لان يعترض ويحتج ويمارس الضغط على الحكومة الطائفية المهمشة، ولكننا ندعوا الشارع لأن يرى بعين أوسع، أين اصبح العراق في قائمة الدول؟.
لا ندعوا الشارع العرقي لان ينتفض ليغير حكامه وأحزابه الميتة، ولكننا ندعوه لان يرى جيرانه المتخلفين عنه سنوات ضوئية، كيف اصبحوا؟ وماذا يملكون؟ وما هي قواهم المادية والأعتبارية؟ وكيف يعيشون؟ وما هي قدراتهم على الدخول للمستقبل؟، بينما العراق ينسحب بالرغم من امكانياته المالية الكبيرة إلى الخلف، إلى تلك القرون التي ولدت فيها الزهراء وغاب فيها المهدي وكتب الكيلاني وريقاته وتحدث عمر ومعاوية وعثمان وعلي عن المتعة والمسيار والحيض والفيض والزواج باربع نساء. ياللمهزلة ان يتحول العراقي العظيم إلى خرقة إيرانية / سعودية على صارية أحزاب الطوائف. بينما يرفعه الرياضيون علما عراقيا ناصعا مشرفا على صارية الوطن.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على تفاصيل كمين جباليا الذي أعلنت القسام فيه عن قتل وأس


.. قراءة عسكرية.. منظمة إسرائيلية تكشف عن أن عدد جرحى الاحتلال




.. المتحدث العسكري باسم أنصار الله: العمليات حققت أهدافها وكانت


.. ماذا تعرف عن طائرة -هرميس 900- التي أعلن حزب الله إسقاطها




.. استهداف قوات الاحتلال بعبوة ناسفة محلية الصنع في مخيم بلاطة