الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهموم اليومية تكسب

هويدا طه

2007 / 8 / 5
الصحافة والاعلام


لأنني سكندرية أبا عن جد وأما عن جدة.. سعدت بمبادرة برنامج (القاهرة اليوم) حين جعل حلقات هذا الأسبوع كله من مدينة الإسكندرية.. حيث اختاروا موقعهم على الكورنيش مباشرة بعيدا عن الاستوديوهات المغلقة الكئيبة! كان توفيقا من البرنامج أن يخصص الأسبوع لمدينة الإسكندرية ومشاكلها ومستقبلها وخططها وناسها وضيوفها.. أسعدني حديث الضيوف عن مشروع مترو الأنفاق في المدينة التي يصل عدد سكانها إلى ستة ملايين.. وفي الصيف قد يتعدى العدد مع المصطافين الزائرين من المدن الأخرى ثمانية ملايين، مترو الأنفاق بات حلما ملحا في مدينتي.. تطوير الطرق.. تحديث الأجهزة التي تتعامل مع الجمهور إلى آخره، هذه المبادرة من برنامج القاهرة اليوم تطرح تساؤلا حول دور الفضائيات.. فمنذ نحو عشرين عاما لم تكن هناك فضائيات تهتم بالعموميات والشأن الدولي.. كان هناك التليفزيون المحلي الحكومي في كل بلد عربي.. لذلك حينما بدأت ظاهرة الفضائيات كان جديدا أن يبتعد اهتمامها عما هو محلي.. وظلت الفضائيات حريصة على (تعميم) أو (تعريب) القضايا.. لكن الآن.. تعود الفضائيات لتركز على هموم الناس المباشرة وهي بطبعها محلية.. لو أنك أمام موضوعين على فضائيتين مختلفتين.. أحدهما يتناول شأنا عربيا عاما (كموضوع الإصلاح السياسي البايخ أو الموضوع الأكثر ديمومة في بوخه.. الموضوع الفلسطيني والموضوع العراقي!) والثاني يتناول قضية المرور أو المستشفيات أو المدارس في مدينتك أو قريتك.. لا شك- الآن- أنك ستنجذب للأكثر أهمية بالنسبة لك.. مدينتك وقضاياها، سواء كنت مقيما فيها أو مسافرا بعيدا عنها، الأيام دول! تعود بعض الفضائيات لتهتم بقضايا الناس المباشرة اليومية كأنها تليفزيونهم المحلي ولكن.. بطرق أكثر سحرا من التليفزيونات المحلية القديمة التي لم تتطور منذ نشأتها في العالم العربي حول منتصف القرن الماضي، لهذا نجحت أوربت حين خصصت برنامجا باسم (عيون بيروت) يتناول الشأن المحلي اللبناني وبرنامجا باسم (من الرياض) يتناول مشاكل السعودية الداخلية اليومية وبرنامجا باسم (القاهرة اليوم) يتناول الشأن المحلي المصري بعيدا عن قبضة الأمن الحاكم بأمره- وإن بدرجة ما وليس مطلقا- فعلى الأقل هامش الحرية فيه يكون أفضل من التليفزيون المصري البائس الواقع بأكمله في قبضة الأمن، هذا لا يعني أن برنامج القاهرة اليوم متحررا تماما من الأمن.. فهل عمرو أديب بحاجة مثلا لأن يشاركه في تقديم البرنامج صحفي سمج ثقيل الظل معروف عنه للقاصي والداني أنه صحفي بدرجة (مخبر في الداخلية)؟! لكن لا بأس.. ففي زمن حكومة الأمن الحاكم بأمره يصبح شيء خير من لا شيء! الفضائيات إذن تنبهت- لا بل قل بعض الفضائيات تنبهت- إلى أنه في ظل الخيبة العربية العامة الثقيلة لم يعد (الهم العربي) إلا سببا في عزوف المشاهد عن فضائيات تبيت وتصبح فيه.. بينما يهرب المشاهدون إلى فضائيات عرفت بذكاء التاجرأن.. هموم الناس اليومية تكسب!









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي