الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر التي في المظاهرات..تبحث عن ناس الصعيد وراجل جدع

ايمان كمال

2007 / 8 / 5
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


من المحلة إلى كفر الشيخ ومن الدقهلية إلى المنيا مرورا بالقاهرة تشهد مصر حالة من التذمر الشعبي الواضحة.. بدءا من مظاهرات العمال في المصانع والشركات وبعض المؤسسات الحكومية كالمترو وأتوبيسات النقل العام مطالبين بحقوقهم ونهاية بالأهالي الذين خرجوا بالجراكن الخاوية يطالبون الحكومة بتوفير مياه الشرب النقية لهم، والثابت في كل هذه الاعتصامات والمظاهرات أن جميعها يتم بشكل تلقائي دون وجود تنظيمات تسعى إلى تنفيذها وفي ظل غياب ملموس للأحزاب وحركات المعارضة، والأهم أن جميعها تتم من دون وجود قيادات تتولى التخطيط وتكون هي المسئولة عن التحركات ويعود إليها الجميع كلما حدث تطور ما..



وبعيدا عما إذا كانت حالة التذمر الشعبي هذه تصلح كمقدمة لتغيير حقيقي تأخر حدوثه طويلا، يبقى السؤال الأهم.. ما نتائج حدوث مظاهرات واعتصامات دون أن تكون تحت إشراف قيادات مؤهلة لذلك؟

الإضراب.. لازم يكون منظم!



"عبد العليم داود" عضو مجلس الشعب الذي اعتصم لعدة أيام تضامنا مع أهالي دائرته المتذمرين في مطوبس بكفر الشيخ احتجاجا على عدم وصول مياه الشرب قال لـ"بص وطل" إنه ليس مع أي عمل غير منظم؛ مشيرا إلى ضرورة وجود قيادات تتولى مسئولية فتح قنوات اتصال مع الأجهزه المعنية، قائلا إنه لم يبدأ الإضراب إلا بعد أن استنفد جميع وسائل الحوار والآليات والأدوات البرلمانية مع المسئولين في كفر الشيخ؛ داعيا الآخرين إلى اتباع سبل الحوار لإنهاء المشكلات، خاصة أن تجربته كان حصيلتها أن الدعم المالي الذي كان متوقفا عاد من جديد للبدء في مشروعات مياه الشرب، قائلا إن الإضراب بشكل منظم أتى بنتائجه وهو ما دفع بعض زملائه إلى التفكير في تكرار الأمر بدورهم.

الناس.. يصنعون القائد!



وهو نفسه ما يذهب إليه "صلاح عيسى" الباحث التاريخي ورئيس تحرير جريدة القاهرة إذ يقول إن فكرة تغيير الناس لأوضاعها دون قيادة هي فكرة تقودنا للفوضوية معتقدا في ذات الوقت أن هذه الحركات ستخلق قياداتها بنفسها، فبشكل تلقائي سيتم اختيار القيادات وستتسع الدائرة شيئا فشيئا، واصفا ما يحدث بـ"الظاهرة الإيجابية" من قبل مجموعة من المصريين تتصرف بحكمة واتزان وتعرف مطالبها بشكل محدد وقابلة للتفاهم وللالتقاء عند نقاط وسط بين مطالبها والإمكانيات المتاحة ويرى أن الحكومة ستستجيب لهذه المطالب، ولكن تكمن المشكلة - في رأيه- فى عدم تقنين هذه الإضرابات والاعتصامات حتى لا تحدث من أجل حقوق غير مشروعة مثلما حدث في قلعة الكبش حين دخل في الأمر آخرون ليسوا من سكان المنطقة وطالبوا بشقق ليست من حقهم معتبرا أن الإضرابات قد تصبح وسيلة من وسائل الابتزاز وليس للدفاع فقط عن الحقوق.

وعن عدم تواجد مثل هذه الإضرابات في الصعيد رغم أنه يمر بنفس المشكلات التي يمر بها الوجه البحري وربما أكثر، يقول الباحث التاريخي إن مشكلة الصعيد هي التنظيم القبلي فهناك زعماء للأسر وتجمع قبلي، وهؤلاء لهم علاقات بالإدارة المحلية وهم يحاولون حل ما يمكن حله في حين أن الوجه البحري أكثر تمدنا من الصعيد والسياسة تمارس فيه بصورة أكبر ولكن ربما مع اتساع دائرة الاعتصامات في الفترة الأخيرة نرى الصعيد مشاركا في بعضها فالدائرة تنفتح على مناطق جديدة والسيناريو القادم يحمل الكثير في ظل هذه المشكلات التي تحتاج لفترات طويلة لتحل.



الصعيد.. بعيد عن الحكومة والمعارضة!
وهو نفس ما أكده د."أحمد ثابت" أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة والذي يقول: "إن الصعيد محروم من الحكومة ومن المعارضة أيضا، وكذلك من تواجد المجتمع المدني والمنظمات الأهلية" مشيرا إلى أن قسوة الظروف الاقتصادية ونزوح أعداد هائلة من أهالي الصعيد للقاهرة والإسكندرية قللت من توافر طاقة بشرية يمكنها أن تقود أي إضرابات أو اعتصامات محتملة.



ويرى د."ثابت" أن التذمر الذي حدث من قبل السكان المحرومين من المياه أو من العمال المتضررين قد يحل بعض المشكلات الجزئية الخاصة بهم ولكنها - بحسب رأيه- لن تؤدي إلى حدوث أى تغيير أبعد من هذه المطالب الحياتية المحدودة بسبب غياب الكوادر التي تملك رؤية أشمل لتطوير هذه المطالب لتضم تحسين الأوضاع العامة أو تشكيل نقابات أو تغيير قيادات العمال الفاسدة الموجودة حاليا، مشيرا إلى أن الأمر ربما يتغير إذا ما اتصلت فئات الشعب المتضررة هذه بقيادات المعارضة كحركة كفاية مثلا، والتي أزالت حاجز الخوف من الناس وجعلتهم يخرجون مطالبين بحقوقهم وتحسين أحوالهم وهو ما أغرى كل القطاعات تقريبا للتظاهر أو الاعتصام بداية بعمال المصانع ووصولا إلى مربي الطيور والذين أضيروا بمرض أنفلونزا الطيور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: حماس والفصائل جاهزة لإبرام اتفاق يتضمن وقفا دائما لإطل


.. مؤتمر صحفي في ختام أعمال قمة سويسرا بشأن السلام في أوكرانيا




.. الحرس الثوري أعلن في وقت سابق عدم التدخل في انتخابات الرئاسة


.. انتخابات الرئاسة الأميركية.. في انتظار مناظرة بايدن وترامب ا




.. جيك سوليفان: وسطاء من مصر وقطر يعتزمون التواصل مع حماس مجددا