الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة السعودية وإزدواجية التعامل تجاه القضية العراقية

عبد الرزاق السويراوي

2007 / 8 / 5
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


الزيارة التي قام بها مؤخرا , وفد من الحكومة العراقية برئاسة مستشار الأمن القومي موفق الربيعي الى العربية السعودية , بقدر ما تثيره من تفاؤل , فأنها في الوقت ذاته , تثير أيضاً أكثر من تساؤل مشروع , خصوصاً لدى الأوساط الشعبية العراقية. ولعلّ أهميّة مثل هذه الزيارات في ظل الظروف الأمنية العراقية الراهنة , لدول الجوار , وللسعودية بالذات , هي في عقد الآمال من تمتين أواصر التعاون بين هذه الدول , خاصة في المجالات الأمنية ومكافحة الأرهاب من جهة , وبين الحكومة العراقية التي تعيش ظروفا أمنية معقدة تجاوزت في حجمها وفظاعتها , حدود المألوف من الجهة الأخرى . وتعليقا على هذه الزيارة , أشار مصدر مسؤول في الحكومة العراقية , أنّ الوفد العراقي تباحث مع المسؤولين السعوديين بشأن الأخطار الأمنية التي باتت تحيق ليس بالعراق فحسب , وأنما بدول الجوار أيضا , بما في ذلك السعودية, إضافة الى ذلك , فانّ الوفد العراقي , وحسب ما تسرّب من أخبار , قام بعرض وثائق للممسؤولين السعوديين , تكشف عن بعض الخطط التي رسمها الأرهابيون , لضرب بعض المنشئات والمؤسسات المهمة داخل الأراضي السعودية , وإذا ما صحّت مثل هذه الأخبار , يصبح من الممكن القول , بأنّ الحكومة العراقية تمكنت من الحصول على هذه الوثائق , عن طريق الأرهابيين الذين يتم إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الأمن العراقية داخل الأراضي العراقية , الأمر الذي يعني أنّ هؤلاء المجرمين ليس من السهولة بمكان , نفي إرتباطاتهم بشكل أو بآخر, بالسعودية أو بدول الجوار الأخرى , وهذا الأستنتاج بحد ذاته , يثير عددا من التساؤلات أيضا ,المهم إنّ الجانب السعودي أبدى إرتياحه لهذه المعلومات الأمنية .
مما لا شك فيه , أنّ هذا النوع من الزيارات إذا ما تطورت على نحو أفضل مما هي عليه الآن , فإنها ستسهم في إيجاد سبل لتقارب وجهات النظر فيما يتعلق بموضوع مكافحة الأرهاب على أنْ يصاحب ذلك توفّّر حسن النوايا كشرط ضروري لإنجاح مثل هذه المساعي , خاصة لدى الجانب السعودي قبل الجانب العراقي الذي لا يُشكّ في مدى جديّته في البحث عن منافذ للخلاص من آفة العنف والإرهاب . ونعود الى ما قلناه في بداية الحديث , من أنّ مثل هذه الزيارات تثير بعض التساؤلات المشروعة والمبررة والتي تحتاج بدورها الى إجابات دقيقة وواضحة ومن أعلى المستويات في الحكومة السعودية .ومن هذه التساؤلات مثلاً , هو التضارب الواضح فيما تعلنه أحيانا الدبلوماسية السعودية ــ ولو على إستحياء ــ من أنها تدعم العملية السياسية في العراق وانها حريصة على وحدة الصف الوطني العراقي , من جهة , وبين تأييدها ( المستتر) لما يصدره علماء الدين السعوديون بين وقت وآخر , من فتاوى , أقل ما يقال عنها , أنّها تصب الزيت على النار , بغية إشعال وتأجيج الفتنة الطائفية في العراق , وما يزيد من خطورة هذه الفتاوى الشريرة والماكرة , هو عدم شجب الحكومة السعودية لمثل هذه الفتاوى , أو في أفضل الأحوال , إذا ما أرادت التخلص من تبعاتها , فانها تدعي أن هذه الفتاوى , هي آراء شخصية تمثّل وجهات نظر أصحابها!!! ولا شأن للموقف الحكومي الرسمي بها بينما الواقع يثبت عكس ذلك . وجدير بالذكر , أنّ بعض المسؤوليين العراقيين , طالما نبّهوا في مناسبات عديدة , الدول المعنية , بضرورة الكف عن مثل هذه الأزدواجية في التعامل مع القضية العراقية , لأن التمادي في إتباع هذه الأساليب الملتوية وغير الواضحة , ربما تنعكس نتائجه سلبا على من يتبنونه , قصر الوقت أمْ طال . وينبغي القول هنا بأن الحكومة العراقية إذا ما أرادت من هذه الزيارات أن تكون أكثر فائدة وجدوى , يجب أن تطالب بالقدر المستطاع , حكومات دول الجوار بأن تعلن عن مواقفها بوضوح تام بشأن تعاملها مع الأرهاب أو من الأرهابيين القادمين منها الى العراق لأنّ ذلك يصب في مصلحة الجميع وليس لمصلحة العراق فقط .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتلال يمتد لعام.. تسرب أبرز ملامح الخطة الإسرائيلية لإدارة


.. «يخطط للعودة».. مقتدى الصدر يربك المشهد السياسي العراقي




.. رغم الدعوات والتحذيرات الدولية.. إسرائيل توسع نطاق هجماتها ف


.. لماذا تصر تل أبيب على تصعيد عملياتها العسكرية في قطاع غزة رغ




.. عاجل | القسام: ننفذ عملية مركبة قرب موقع المبحوح شرق جباليا