ترى هل أن ياقوت الحموي ارتكب خطأ  أم المعاجم ارتكبت ذلك الخطأ ؟ الحموي يقول أن هوز  هي مفرد للأهواز أما المعاجم فتقول أن مفرد الأهواز هو أيضا الأهواز، و ليس هوز.

و في موقع آخر يعارض الحموي رأيه الأول عن الأهواز  فيقول رأيا ثانيا  وهو أن الأهواز " كان اسمها الأخواز فعربها الناس فقالوا الأهواز ". و قد اعتمد الحموي في كلامه هذا على آخرين قائلا :" حكاه شمر بن حمدويه و قرأت بعد ما أُثبِّته عن التوزي ".
إذن الأهواز هنا هي تعريب للأخواز و ليس تفريس للأحواز.
و لهذا نرى أن الأهواز أصلها أخواز لا أحواز.

إن الحموي قد ذكر كلمة الأهواز في كتابه -معجم البلدان -أكثر من ثمانين مرة و لم يذكر فيه كلمة الأحواز الا مرة واحدة ، و كلمة الأحواز هذه هنا لا تعني أبدا  الأهواز ، فهو  عندما يتحدث عن مرج عبد الواحد بالجزيرة يكتب : " و قيل كان حمى للمسلمين قبل أن يبني الحدث و زبطرة فلماّ بنيا استغنى عنه فضمه الحسين الخادم الى الأحواز أيام الرشيد ثم وثب الناس عليه فغلبوا على مزارعه حتى قدم عبد الله بن طاهر الى الشام فرده الى الضياع ".

و لهذا فإن الحموي هنا لم يستعمل أبدا كلمة الأحواز ليعني بها الأهواز.
 و لم يكتف الحموي بعدم ذكر الأحواز  كأهواز بل أنه أيضا لم يذكر أبدا كلمة الأحوازي كنسبة الى الأحواز و كذلك لم يذكر كلمة الأخوازي كنسبة الى الأخواز، بل ذكر في كتابه الآخر - معجم الأدباء - كلمة الأهوازي ليذكرنا بالأهواز و بأهلها الأهوازيين.

فهل سيغير الذين يعتمدون على ياقوت الحموي موقفهم ، أم سيلجئون الى مؤلف آخر لدعم نظريتهم؟

 من خلال مراجعاتي  للمصادر التي بين يدي لم أجد أبدا أي واحد يذكر كلمة الأخوازي و لا الأحوازي بل وجدت إنهم يذكرون فقط كلمة الأهوازي . ففي تاريخ الإسلام للذهبي مثلا تتكرر كلمة الأهوازي 246 مرة ، أما في -معجم الأدباء- للحموي فإنها تتكرر أكثر من 20 مرة.

لم يذكر الأحواز بأنها الأهواز الا مؤلف واحد فقط ، وهو الزمخشري  في -ربيع الأبرار - و يعتبر : " الأحواز   مقلوبة عن أخواز جمع  خوز لأنها كانت بلدهم. و قال الأصمعي : الخوز الفَعلةٌ الذين بنوا الصرح لفرعون ، سُمُّـو بخوز و هو الخنزير بالفارسية و لما جاء الإسلام و أقامت العرب بها اتقوا من هذا الإسم فبذلوا لأصحاب السلطان أموالا حتى غيَّر الأخواز بالأهواز".
و حتى في ما يقوله الزمخشري فإنني أظن أنه قد وقع خطأ كتابيا بكلمة الأحواز.
و على الرغم من هذا فإن الزمخشري هو من خوارزم و إن المدافعين عن كلمة الأحواز لا يعتمدون على المؤرخين غير العرب و لا يثقون بهم. و كذلك فإن الزمخشري يعتبر أصل كلمة الأحواز هي الأخواز ، إذا كان النص الذي نقلته لم يصيبه خطأ.

إذا نظرنا عبر كتب التاريخ العربية فإنها تؤكد لنا تسمية الأهواز بالأهواز ، و ليس فقط تؤكد ذلك الكتب التاريخية القديمة بل و أيضا فإن الكتب التاريخية الحديثة تؤكد ذلك أيضا. فمثلا إنني الآن أتصفح كتاب -مذكرات سليمان فيضي - الذي كان يعمل بأمرة الشيخ خزعل ، ومؤلف الكتاب هذا  يذكر كلمة الأهواز أيضا.

في مقالتي السابقة _ الأهواز أم الأحواز أم الأخواز _ ذكرت أنه في مراجعة المصادر التي بين يدي وجدت :
كلمة الأهواز تتكرر 2821 مرة في 174 كتاب و أن كلمة الأهوازي تتكرر 1916 مرة في 107 كتاب.

إذن يجب علينا أن نستمر في استعمال كلمة الأهواز لا  الأحواز . وإن استعمال كلمة الأهواز هو تأكيد لعروبة هذه المنطقة و حفاظا على تاريخها ، أما تبديل الأهواز بالأحواز فهو طمس لتاريخها و محاولة لمحوه .

محيي هادي
[email protected]
01/10/2003