الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمن والمواطنة

محمد البوزيدي

2007 / 8 / 5
حقوق الانسان


تعرض الأسبوع الماضي الأستاذ ناشيد المكي لعملية سطوعلى سيارته بأحد المواقف المحروسة بمدينة أولاد تايمة ، ولقد استهدفت العملية سرقة وثائق شخصية مهمة ،وقد اعترف الحارس الليلي بتقصيره في هذا المجال إضافة إلى أنه يصاب من حين لآخر بمس من الجن........ بل ويقر في مخفر الشرطة بأنه حدث له ذلك فعلا ، الشيء الذي استغله اللصوص في سرقتهم لمحتويات وأمتعة الأستاذ من داخل السيارة، لكن الغريب أن رجال الأمن لم يكونوا في مستوى الحدث ، بل وقفوا موقف المتفرج ، ولم يتحملوا مسؤوليتهم الأمنية المفترضة ليقوموا بما يقتضيه الأمر من بحث وتنقيب عن المسروقات في دائرة لا تبدو شاسعة.
إن هذه العملية لتستدعي التساؤلات التالية :
1*متى يحس المواطن ويستمتع بأمنه الشخصي ،فرغم كل الإجتماعات الأمنية التي تخبرنا بها الصحافة منذ بداية الصيف والتأهب الأمني مازالت السرقة أمرا عاديا مستشريا في مختلف المناطق ؟
2* إلى متى تستمر مهزلة المبررات الوهمية في تحمل المسؤوليات؟؟؟؟،ففي القرن الواحد والعشرين مازالت السلطات المحلية تقف موقف المتفرج وتزكي حارسا *معتوها*يعترف بذلك ؟ثم من يؤكد أن رواية الحارس جدية وصحيحة ؟ أم أنها مبرر فارغ لإبعاد التهمة عن نفسه ؟ومن سيحاسب في هذه الحالة....؟ الحارس؟ أم المشرفون على تفويت أماكن المواقف المحروسة ؟؟؟؟؟؟
3*ماسر تقصير رجال الأمن في التدخل الصارم بمدينة أولاد تايمة في القيام بواجبهم و البحث عن المجرم(ون):
1. هل لأن الامر يتعلق بمواطن عادي جدا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2. أم ان الامر يجد تفسيره في غياب الإحساس بالمواطنة ،وللإشارة فالأستاذ ناشيد المكي قد أحس بالألم عميقا يعتصر قلبه، لا على فقدان وثائق لا تقدر بثمن، – ومن حسن حظه بقيت السيارة في مكانها – بل لأن التربية على المواطنة التي جاهد نفسه للتنظير لها وتحفيز الشباب على التحلي بها تطوعيا، وتعبئتهم حولها في مختلف مراكز التكوين التي يلقي بها محاضراته والتجمعات التربوية واللقاءات الجمعوية والصفحات الخاصة بالجرائد، يجد نفسه محروما و مجردا منها ،إنه يحث الجيل الناشئ في مختلف المناسبات على تكريس المواطنة وحقوق الإنسان - خاصة أن المادة الثالثة من الإعلان العالمي الصادر سنة 1948 تؤكد على أن *لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه*- وخدمة الوطن في الحياة العملية . لكنه يفاجئ بها تذهب أدراج الرياح أمام رجال أمن ربما لم يعيروا لمثل هذه السرقات أدنى اهتمام ن وقد لا يواصلون البحث فيها إلا إذا تعلقت بأفراد *من الدرجة الأولى *، أو بمواطنين أجانب ، ولنتذكر كيف قلب رجال الأمن البيضاء رأسا على عقب الأسبوع الماضي بحثا عن أمتعة الفريق الهولندي الذي شارك في بطولة كرة القدم الشاطئية في نفس الأسبوع الذي حصل للأستاذ ناشيد ماحصل؟
وهكذا ففي الوقت الذي يكافح رجال التربية والتكوين والفكر على تكريس مبادئ التربية على المواطنة، والتربية على حقوق الإنسان خاصة الحق في الحياة والأمن الشخصي ، نجد أن هناك رجالا آخرين يجردون هذه المبادئ من مفهومها ويجعلونها فقاعات هواء فارغة عمليا .
إن ماحصل ليشكل مجالا فعليا لإختبار التنظير وعلاقته بالتطبيق ،لقد عرف ذ ناشيد المكي كيف يكون الإنتماء للوطن فعلا ،وماذا يعني المواطن في القاموس العام والخاص ،هناك بأولاد تايمة أخذ درسا بليغا من دروس وطنية معلقة إلى إشعار آخر يدعي حراستها رجال لا يهمهم أمن عام ، بل أمن خاص يفصلونه على المقاس المعروف ،فهل فعلا يستحقون الإنتماء لوطن مازلوا يدعون حراسته ظاهريا، أما باطنيا فإن الوقائع المتعددة والقصاصات اليومية للجرائد والواقع العملي هي خير جواب من الخطب الرنانية فالإنتماء للوطن يكون عملا لا قولا فارغا كما يكرس البعض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | وكالة -إرنا- نقلاً عن مصادر ميدانية: فرق الإغاث


.. ناجون من الهولوكوست يتظاهرون في بريطانيا رفضا للعدوان الإسرا




.. رغم بدء تشغيل الرصيف العائم.. الوضع الإنساني في قطاع غزة إلى


.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي




.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري