الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلام محبطة

صبيحة شبر

2007 / 8 / 6
الادب والفن



كم حلمت ، وأجهضت الأيام أحلامك بلا شفقة ، وكم جريت وراء الآمال ، وسعيت لتحقيق ما تصبو إليه النفس ، ولكن ما أن تحدثي القلب ان أمنياتك السهلة في طريقها الى النجاح ، حتى تخرج الحياة ألسنتها هازئة منك ومن آمالك ، فلتذهبي يا صديقتي الى الجحيم ، لم يكتب لك السعادة ، ان ابتسمت لك الدنيا لحظة ، عبس الدهر في وجهك أعواما متواصلة ، أنت هكذا ، راكدة في مكانك ، كفي عن الحلم ، وابتعدي عن الأمل ، وكوني هادئة ، وارسمي البسمة على ثغرك المتجهم ، قدرك هكذا ، ان تظهري الفرحة ، وأعماقك تبكي ، وتعلني الانتصار وقلبك يئن من شعور كبير بالانهزام ، أردت ان أروض إرادتك أيتها الحالمة ، ولكن هيهات ، طبيعتك تأبى النجاح ، تتعرفين الى صديق عزيز وما إن يبدي اهتمامه بك ، كأنثى ، حتى تدركي انه ليس من أجلك أنت أتى ،وإنما كي ينسى مخلوقة عزيزة ، شاء ت الأيام أن يكون بعيدا عنها.
لقد صممت ان تئدي الحلم السعيد في أعماق فلبك ، وان تنظري الى الواقع بتسليم و كل لحظة أحاول ان أبث فيك أزهار الثقة بقدرة الأمل ، على احياء موات القلوب ،ولكن عبثا تذهب جهودي ، ما لك وله ، جاءك محدثا إياك عن حبه
- سماح احبك
وكأن الحب كلمة تلوكها الألسن دون وعي ، هل نقولها للجميع ، وهل نؤمن بها حين سماعها من كل إنسان ، وخاصة عندك ، يامن تحاولين ان تضعي أحجار الفشل في طريقك ، الحب عندك يعني امتزاج الموت والحياة معا ، أيتها المخلوقة المتوحدة مع ذاتك ، والمتخاصمة في الوقت نفسه ، ماذا يعني الحب ؟ شجرة باسقة الأغصان كثيفة الفروع ، تزرعينها في أعماق قلبك الظمآن فتزدهر الدنيا وتبتسم الحياة ، ولكن من يفهمك أيتها المخلوقة القادمة ، من دنيا لم نعد نراها وقيم قد ولت منذ زمن سحيق.
- احبك سماح ، أيتها المخلوقة من ورد وفل وياسمين.
تبهجك الكلمات ، ولكن ما بالك تفلسفين كل لحظة من الحياة ،وتبحثين عن المنطق فيها وعدمه ، هل حرمانك من ألق الحياة وتوهجها ، من الأمور المنطقية أيتها العاشقة الولهانة ؟
- جئتك من آخر العالم ابحث عن لحظة دفء ومحبة.
تزغردين لبهجة الكلمات ولكن
- قبضوا على أحلامي وقضوا على فرحي
- وأين أنت الآن ؟
يفجعك الجواب ، يتيم بك ، وهو بعيد عنك آلاف الكيلومترات
حذرتك من الأحلام يا من تعيشين في دنيا الخيال ، أخبرتك ان الطيران بجناح العواطف ، والسباحة ضد التيار لاتنفعان معك ، ويوديان بك الى موارد التهلكة ، لم تسمعي نصحي وبقيت سادرة في غيك ، تتلاعب بعقلك الكلمات المعسولة ، وتفقدك اتزانك الألفاظ.
- سماح احبك ، لكني لم انس زوجتي.
كلمة واحدة تشعل الحرائق في فؤادك المكلوم ، كيف يهرب عقلك منك وكنت دائما فخورة انك تملكينه ، وكيف هرب القلب من بين الضلوع اثر لفظة بقيت تحلمين بها
- لقد أخذوها مني يا سماح وأبعدوها عن بلدنا مع أطفالنا الثلاثة. ، وانا جريح الفؤاد ، أود ان اعثر لديك على الصدر الحنون.
من أنت أيتها المخلوقة العصية على الفهم ، كيف تجرفك الألفاظ بعيدا وتجعلينها تمسك لك الزمام ؟ هل أنت بدل عن الأخرى ؟ وهل تستطيعين ان تكوني غير ذاتك ؟ وماذا يمكنك ان تقدمي لرجل مفجوع ، وأب مسكين وأنت بعيدة عنه بهذه المسافات ؟ وتحتاجين الى من يضمد لك الجراح
تصارعين نفسك ولا تعلمين ما الذي تسعين إليه ، وتحيط بك الأوهام ، خائرة القوى ، حائرة ، مترددة ، لاتعرفين الأرض التي تقفين عليها ، أمور أنت اعلم الناس بخطلها ، قد عودوك عليها ، تتمسكين بما أنت واثقة بخطئه ، ماذا تريدين من الدنيا ؟، ان تقمعي قلبك المسكين الذي يئن في صدرك الخانع ، الا ابتهجي قليلا ، واخلعي عنك رداء الردى ، فما في طاقتك المزيد من مقارعة الأحلام ، عيشي وقتك أيتها المخلوقة المهيضة الجناح ، وخذي ما قدر لك من لحظات البهجة المغموسة بالألم والمترعة بالأوجاع ، النداء يصلك ويقرع قواك.
لتكن المسافات حائلا بينكما ، من يمنع القلوب ان تلتقي رغم البعاد ؟

صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود


.. تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على آلة العود.. الموسيقا




.. الموسيقار نصير شمة: كل إنسان قادر على أن يدافع عن إنسانيته ب