الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بهاء الصمت لعبد الله دمومات

فرات إسبر

2007 / 8 / 6
الادب والفن


بهاء الصمت
لعبد الله دمومات
الشعر في حضرة الماء

كان الشعر ولا يزال يخلق علاقات انسانية، تربط بين البشر في حياتهم ومصائرهم، سواء على الصعيد الاجتماعي والسياسي و الثقافي و الذي يلعب دورا كبيرا في صقل الجوانب الاخرى المهمة من حياتنا .
لكل شاعر طريقته في التعبير ، والتعبير ما هو إلا حالة من حالات الشاعر، يصوغ معانيه ويفردها فتأتي بأطياف نفس الشاعر، وما تحمله هذه النفس من جواهر بشرية يكشفها الشعر ويغنيها .
في ديوانه الجديد والصادر عن دار القرويين في الدار البيضاء. نلتقي مع الشاعر عبد الله دمومات في مجموعته الجديدة" بهاء الصمت "في عدد من النصوص الشعرية الجميلة والتي تتماهى مع لوحة الغلاف الانيق والجميل "لهنري ماتيس "حيث نجد تقاطع اللون بالشعر فمن صمت اللون بمعانيه إلى الاختزال الشعري بصور مكثفة وربما يعود -وفي هذا شئ من الصحة- الى قناعة الشاعر أن الكلام في هذا العالم الذي نعيشه لا يجد نفعا، وانما الاختزال يكون اكثر تعبيرا ومعنى ،في ايجاد صلة ترابط بين البشر لطالما نفتقدها اليوم في عصر التكنلوجيا .ولعل صمت الشعر يكون تعبيرا عن ما نعانيه اليوم، بطرق نختزل فيها حياتنا ببضع كلماتنا تعطي المعنى عن سروجودنا .
يفتتح عبد الله دمومات مجموعته بقلق السؤال، السؤال الذي حير البشر في التفكير بوجودهم ومصائرهم ، إلى أين نحن ذاهبون ؟ وما هو جدوى العيش في عالم ملئ بالمتناقضات والحروب .وما بين قلق السؤال وتأملاته نجد رابطا قويا يدفعنا للسؤال عن معنى وجودنا في تيه هذا العالم الذي لا نهاية له
يقول :
جلست فوق صخرة جريحة
لذت بالصمت في تيه المكان
أصيخ السمع
لهدير البحر الحزين
ينتحر على ارصفة الرمل
فضاء الروح يمتزج بوجع الثرى ....
هكذا هو الانسان دائما في حيرة وجوده يحيا ، ولا جواب سوى هذا الفضاء الغامض.
تعددت نصوص المجموعة وحبت على ما يقارب الخمسين نصا وباختزال يفيد في المعنى ويوضح الغاية فما من شاعر الا وله غاية، وأن تعددت الطرق والاساليب في كشف هذ ه الغايات. فمن تغريبة الموت إلى خطاب راينير ماريا ريلكه نجد ما يتقاطع في الموت والمعنى ونحن نسمعه ينادي راينير ماريا ريلكه بقوله
عزيزي ريكله....
لا شئ في هذا الكون يستحق الانتباه سوى الشعر ..
.. ...
أخيرا أخبرني عن سر خراب الذات
يباب الوقت
احتمالات خيانة السنابل ..
تقبل خطاب الغياب..
وهكذا نجد أن الشعر لا يحتاج إلى تفسير.
يمكن أعتبار الشعر تصوفا في أكثر حالاته الروحية تألقا ، فالروح تقرا ما تكتبه الابدان وتتأمل في هذا التكوين البشري المتشكل من الروح والمادة .والتاريخ لايمكن الخروج عنه والتأثر واضحا، يتجلى، في ثقافة واضحة لفهم تأويلات الروح ،كزيارة الشاعرلمطبخ شيخ الاشراق شهاب الدين السهروردي حيث "تتناسل ستائر الاشراق في عين الروح ....
أنسج جرحي من جوخ الصحو/ التجلي
أحلق في بحار الكشف والتفريد
أعبر شوارع الجمر الملتهب
أشلاء كائنات تروي أناشيد التيه
نلاحظ في غالبية نصوص الشاعر ، تجلي روح التصوف وكأنه يرى في هذا، نوع من الخلاص ،الخلاص من نقمة البدن كمادة .. تعمل على رقيه الروح وتنقيه من شوائب المادة كعنصر معدني ،ويتجلى ذلك في نصوصه المتعددة ومنها "مفارقات سرياليه و شهوة الحرف ومخاطبات وبوح صوفي لايشبه احدا واشياء من سيرة الدمع وفي نصه ايضا في حضرة ضوء الماء إذ يقول :
في حضرة ضوء الماء
يفيض سرالاسرار
في كف الليل
يحضر الحضور
في فناء البقاء
في حضرة ضوء الماء
يتوضأالبحر والنورس
على نهد الفصول الحزينة
في غابات الجرح
فتزهر مناديل الرب ....

وأنا أقول لنبقى في حضور الشعر ، الشعر الذي يغسل الارواح، كالماء المنسرح في نهر الحياة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال