الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوز عراقي... على الطائفيين والمتخلفين

علي بداي

2007 / 8 / 5
مواضيع وابحاث سياسية



من الطبيعي ان تسعى الاوسا ط السياسية والاجتماعية في العراق الى استثمار الانجاز الرياضي الذي تحقق الاسبوع الماضي ، كل حسب ما يرى، ومن السذاجة بالطبع ان يعول المرء على فكرة استنساخ تماسك الفريق العراقي للوصول الى سياسيين متماسكين يقودون البلاد الى النصر، اذ ان الفريق انتصر لتوحده من اجل هدف الفوز لكل الفريق، اي لكل العراق في حين تنشط الطائفيات الحاكمة في بلادنا بمعزل عن بعضها، من اجل اهداف متعارضة فيما بينها لان الهدف الاسمى لكل فئة هوتطمين مصالح ممثلي الطائفة فقط وفقط وفقط وكل ادعاء بخلاف ذلك غير صحيح.
ان العلة في مجتمعنا العراقي هي اكبر من ان يعالجها فريق كرة مهما كان نصره باهرا، فهذا الفريق الذي فاز، يمثل الناس، لا الدين، و لا الطوائف اما المرض الذي يفتك بالعراق الان فهو ادخال الدين الى كل زاوية في حياة الناس من الشوارع الى المدارس ومن دوائر الدولة الى النوادي الرياضية وتضخيم الفوارق المذهبية الوراثية التي لم يخترها اي مواطن، والباسها ثوب المصالح الدنيوية زورا وبهتانا وكذبا اسلامويا صفيقا والحق، ان ليس هناك ادنى اختلاف بين مصلحة عامل شيعي واخر سني او كلداني اذا كان صاحب المعمل يعامل الجميع كعراقيين وفقا لقانون واحد، والمدرسة تتعامل مع اطفال الثلاثة تعاملا متساويا، وان كان هناك من فارق فهو ان السني، ان اراد الصلاة، فسيصلي مكتوفا ولايذكرعليا في حين سيبسط الشيعي يديه ويذكرعليا ويذهب الكلداني الى زاوية في بيته لمناجاة ربه ، وكل هذه الافعال شخصية صرفة لاتهم المجتمع باي شكل من الاشكال، بل تخص الفرد ذاته وعلاقته مع خالقه الذي سيلتقي به منفردا بدون حضور قادة الطوائف ولا نوابها.

اما مايلفت الانتباه في كرنفالات الاحتفال بالفوز العراقي فهوذلك التناقض الصارخ بين ما يشغل بال الناس ومايثيراعتزازهم ويبعث الفرح في انفسهم، وما يشغل الحكام الطائفيين سنة وشيعة منذ اربع سنوات، فحسب مااعلم ليس هناك اشوري او كلداني او سرياني واحد في تشكيلة الفريق العراقي الحالية ، ورغم ذلك كان هؤلاء العراقيون الاصلاء من الاشوريين والكلدانيين والسريان اكثر العراقيين عراقة، من عينكاوة الى ديترويت ،ومن اوتاوا الى شقلاوة شعلة من الفرح والانتشاء بالفوز،خرجوا محتفلين والكثير منهم ولد في المنفى ويتكلم العربية بصعوبة.
اننا اذا ماترجمنا هذه اللغة، العفوية، الشعبية، المباشرة، الى لغة السياسة سنقرا الاتي: وجد الاشوريون والكلدانيون والسريان انفسهم في هذه "الكتلة" اي الفريق، حتى وان لم تكن "طائفتهم" ممثلة فيه فالفريق يمثلهم ، اي ان المهم ان يكون"الممثل" الذي يمثلني عراقيا حقيقيا، براس عراقي وهدف عراقي واضح يمثل مصلحتي التي هي هنا سمعة البلد الذي انتمي اليه، ولايشترط باي شكل ان يكون الممثل من" طائفتي"....انها اشارة واضحة تدل على بحث العراقيين عن الرمز الوطني النزيه الذي يفتخرون بالانتماء اليه ويتشرفون بالدفاع عنه دون ان يولوا اي اهتمام للعامل الديني اوالطائفي الوراثي الذي ينتقل تلقائيا من جيل للذي يليه .
وهذا السلوك هو سلوك عراقي متأصل، اجبره عنف الطائفيين واموالهم الحرام التي شغلوا بها مليشياتهم السوداء الى الاختفاء القسري والتواري عن الانظار مؤقتا، انها تباشير اشارة الى ان الفرح العراقي النادر أت لاريب فيه، وان زمن التمثيل الطائفي المتخلف، والتشبث باذيال التاريخ المهترئة، سيشيخ ويموت سريعا مثل اي خبر كاذب ، وان بدعة الاحتكام الى سالف الزمان والاوان البدوي لتقرير مصير البشرية وهي على اعتاب الانتقال بحضارتها من الارض الى الفضاء الواسع الفسيح سوف تتلاشى مثل اية زوبعة سوداء.
اما اهم ماثرة لاسود الرافدين فهي انهم انجزوا فعلا جماهيريا معارضا لما ارادته الكثير من المرجعيات الطائفية المتخلفة، بل انهم قد عروا رؤوس تلك الطائفيات من الاف الكيلومترات من عمائمها السود والبيض التي ماانفكت تلوح بفتاواها السوداء المخزية عن تحريم كرة القدم والملابس الرياضية مستغلة ايمان البسطاء من الناس وطيبتهم وارهاقهم وثقتهم الفطرية بالله كرمزللعدالة والحق والانصاف ، وبرهنوا بالدليل القاطع على الافلاس التام لنظريات الحق الالهي ،وسوق الناس الى مصائر مجهولة والانعزال عن مسيرة الحضارة العالمية بذريعة الدين المهدد والقيم المستهدفة .

انزوت العمائم المنادية بالفصل الجنسي بين الطماطة والخيار اتقاء فضيحة حمل الطماطة خارج اطار الشرعية! وضاعت في بحر الفرحين المتلاطم مناشيرها الفريدة عالميا من نوعها ، القاضية بابعاد الكراسي عن الطاولات، والعباءة عن العقال كي لاتغوي اناث الطاولات الكراسي الشبقة فيدب الفساد في اوصال مجتمعنا الاسلامي الخالي من الفساد بحمد الله ، وكي لا تتجرأ عباءة ما، على استغلال غفلة صاحبها فتتبادل نظرات وعبارات الغزل مع العقال العربي المحافظ ، لقد افلت المارد العراقي ، وطار الزمن الى المستقبل الذي يخشاه الظلاميون حيث استفاقت الكرة الارضية فجأة على نهار عراقي فريد لايشبه نهارات اللطم والنحيب وتواصل النهار بالليل وبالنهار الذي يليه بصور لم يألفها الناس حول العالم لعراقيات جذلات لاينزوين تحت الاسود القاتم ، ومشاهد اختلط فيها البنين بالبنات فجأة يرقصون ويدبكون، ويبكون فرحا، وكسرت الاوامر التي انهمك بصياغتها "جند السماء" سنين طوال، وارادوا باساليب الرعب والتهديد، فرضها قوانين لدولتهم الاسلاموية الموهومة محلين المراثي والنواح محل الموسيقى والغناء واهازيج الافراح ساعين الةى الغاء اية مساحة للفرح من الحياة.
.
لقد بان الصبح ، وسجلنا العالم في سجل المتحضرين الذين تجمعهم مع بعضهم كرة القدم والموسيقى وكشفت الايام وجهنا العراقي الناصع، الجميل ، الفرح، المبتسم بعد ان استمات المتخلفون والطائفيون من اجل حجبه بالبراقع والحجب والافعال الشنيعة التي احنت رؤوس العراقيين ووجهتها للارض، وبتقسيم ناس العراق ارادوا ذلك ام لم يريدوا، فهموا ذلك ام لم يفهموا، الى روافض ونواصب وقوارض وماشاكل من اوصاف تختنق بغبار التاريخ العتيق.
قولوا وداعا اذن لتسليم ست الاف سنة من الحضارة بايدي المتخلفين والمازوكيين والساديين من الساطين على تراثنا ، قولوا وداعا لهذه السلبية والخدر اللذين كانا ...قبل فوز اسود الرافدين على....الطائفيين المتخلفين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا