الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنجعل من يوم الفوز ، يوما للرياضة والشباب

هرمز كوهاري

2007 / 8 / 6
عالم الرياضة


إحتفل الشعب العراق يوم 29/ تموز يوم الفوز العظيم ، إختفل بجميع قومياته وطوائفه وأديانه ، شبابا وشيابا نساءاً ورجالا صبايا وصبيان في الشوارع والساحات العامة أينما وجدوا وتواجدوا في جميع أصقاع الدنيا ، إحتفلوا وغنوا وزغردوا ورقصوا ولا زالوا بالرغم من مرور أسبوع على الحارث السار ! وقد يستمرون لعدة أسابيع ، ومما يميز هذه الإحتفالات عن غيرها ، أنها كانت بعيدة عن كل تعصب ديني أو قومي أو طائفي بدلالة أن جميع طوائف ومكونات الشعب فرحت أو إشتركت فيه وكأن هذا الحادث مسح وأزال كل الضغائن والخلافات بين تلك المكونات السياسية والقومية والدينية والطائفية ، وبعد كل هذا ، وكأن الشعب وخاصة المحتفلون قد نسوأ أو أنساهم الفوز الكوارث والمآسي التي مرت وتمر على هذا الشعب الصامد ، تلك الكوارث التي بدأت منذ شباط الأسود 63 ولا زالت ، هذا الشعب الذي تكالب عليه المتكالبون فاقدي الضمير والإنسانية ، بدءاً من فئة ضالة مجرمة من أبنائه والوطن براء منهم ، مجرمون بإمتياز و بدعم ومساندة " الأشقاء " بل الأشثقياء على مبدأ مظالم قوم عند قوم فوائد ، و لا زالوا أولئك ينهشون ويمتصون الدماء من جروحه النازفة بل يوسعون تلك الجروح لإمتصاص مزيدا من تلك الدماء ، دماء الشهدا الأبرياء ، ولا أبالغ إذا أقول أن مثل هذه الكوارث والمآسي لم تمر على شعب كالتي مرت وتمر على الشعب العراقي لفترة تقارب نصف قرن ولا زالت !!.

وفي هذا اليوم بالذات وبالرغم بكل ما ذكر أعلاه وما لم يذكر ، إحتفل وفرح وزمر وزغرد وغنى وصفق الشعب العراقي الجريح كما مر أعلاه ، ولأول مرة يشترك كل الشعب في فرحة واحدة مشتركة ، ومسيرات من دون رياء ونفاق بل بنية صافية مخلصة ، حتى اللذين لايعطون أهمية للرياضة أصلا وأنها لا تستحق هذا الفرح وهذه الإحتفالات والإهتمام ! ولكن بدون شعورهم إنتابهم فرحا عارما ، كيف لا وهم بأمس الحاجة الى التنفيس أو التخفيف عن أحزانهم ومآسيهم ومشاكلهم المستعصية ،ومحاولة نسيانها ولو لفترة قصيرة ! هذه الجموع إنطلقت كشخص واحد أينما وجدوا وتواجدوا، في أوروبا أوأمريكا أوأستراليا أو آسيا ، بطريقة أدهشت مشاهديهم وجاها أو على شاشات الفضائيات، وأدركت تلك الشعوب بأن العراقيين مهما إبتعدوا أو أبعدوا يبقون متعلقين ببلادهم بلاد التهرين، بلاد الرافدين ، متعلقين بقلوبهم وفكرهم وإعتزازهم بالعراق ،دون أن يخلوا بإلتزاماتهم تجاه بلدانهم الثانية التي يقيمون فيها .

ومما زاد في أهمية الفرح أيضا في هذا الفوز ، أنه تحقق على أيدي أبطاله الشباب وهو فوز عراقي خالص بجهود خارقة لأولئك الشباب الأبطال ، أسود الرافدين مستعينين بمبدأ التعاون والتكاتف بين جميعهم بالرغم من إختلافهم في إنتمآتهم القومية والطائفية والدينية ، مما أعطوا درسا قاسيا لأقزام الطائفية ، وحقا قال أحدهم ليخجلوا قادة التفرقة والفرقة بأن شبابا بعمر أولادهم بل أعطوا لأولئك القادة درسا لا ينسى في الودة والإتحاد والتعاون والتكاتف ، أولئك الشباب الأبطال هم وحدهم ولأول مرة جعلوا العلم العراقي يرفرف في معظم بلدان العالم منتصر يعتز به العراقيون وأصدقائهم ، . وقد هنأ الشعب العراقي بهذا النصر من أبسط إنسان الى بابا الفاتكان حيث قرأ البابا التهنئة بنفسه وقلما يحدث هذا في إنتصار رياضي أو حتى سياسي !.

أبعد كل هذا ، ألا يستحق هذا اليوم أو هذه المناسبة أن نجعل منه يوما وطنيا للشباب والرياضة والوحدة الوطنية وليس من الضرورة أن يكون عطلة رسمية ، وإنما كيوم ألأم يحتفلون به الشباب وفي مقدمتهم الرياضيون ،ويوم رفض الطائفية والتفرقة العنصرية والدينية ..!.

إقتراح أرفعه الى المسؤولين ، وإذا لم يعجب كثيرا منهم لوقوعهم في مستنقع الطائفية والعنصرية والتفرقة الدينية ، فعلى شبيبة العراق الأبطال فرضه ، نعم فرضه !!بطريقة رياضية ( سبورت ) كما يقال ، كالفرحة التي فرضوها يوم الفوز على كل فئاته وطوائفه وعلى عناد الطائفيين ومفرقي الصفوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قمة تجمع باريس سان جيرمان بضيفه بوروسيا دورتموند في دوري أبط


.. مواجهة نارية بين -بي أس جي- و -دورتموند- في مبارة الصعود لنه




.. بعد تتويجه ببطولة الدوري الإسباني.. هل سينتزع ريال مدريد لقب


.. أخبار الرياضة في دقيقتين | سباق خيري يجمع بين يوسن بولت وكلي




.. الطبيب بطولة وإنسانية..لميس عن ذهاب د.أحمد عبد العزيز لغزة: