الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نزاهة منتخب .. نزاهة حكومة

وسام النجفي

2007 / 8 / 6
كتابات ساخرة



لم يكن فوز المنتخب العراقي وتربعه على عرش اسيا بكل إستحقاق مجرد فوز بل هي نتيجة لعدة أسباب ، ولعل المنتخب العراقي صاحب الخصوصية المفرطة في هذا المجال فلايوجد بلد يمر بهكذا ظروف ونجد من أبنائه لايسعون للمشاركة فقط بل يطمحون للمنافسة بالإستحواذ على قمة الهرم الرياضي في قارة كاملة وهذا كله لم يأتي بمحظ الصدفة أو بمجرد ضربة حظ بل هي جهود وجباه صبت عرقاً لتصل هذه المرحلة وكما يقول الفقهاء ( إن النتائج دائماً توافق المقدمات ) فالفريق العراقي ماذا قدم لكي يحصل على هكذا نتيجة ؟ وللجواب على ذلك وببساطة نستطيع ان نعرف الجواب من خلال كبر حجم الإنجاز فبلاشك كانت المقدمات بقدره إن لم تكن أكبر منه وهنا أرى الفجوة بين نزاهة فريق كروي جعل أجساد مواطنيه تهزج بالفرح وبين نزاهة حكومة جعلت من أجساد مواطنيها فريسة للإرهاب أو أجساد تلهث من شدة الحر وشحة المياه في حين دجلة مازال يشق صدر بغداد بكل عنفوان ، وحتى نكون قريبين من الواقع لنرى مقدمات الحكومة للوصول الى الرفاهية التي لاتوجد حكومة في العالم لاتبغيها لشعبها طبعاً بإستثناء كومة!!! البعث التي أوصلت العراق الى هذا الحال لنرى ماذا فعل سياسي العراق الجدد لأجل ان يجعلوا شعبهم يلهج بحبهم مثلما فعلها قبل أيام لتكون شوارع بغداد والعراق مملوءة بالرقص والحلوى ودموع الفرح ، كيف يمكن ان يحقق البرلمانيون ورجالات الحكومة كل هذا ، على هذا الوضع الذي نعيشه أجزم إن العراق سينتهي قبل قيام الساعة فلايمكن ان تكون ناجح إن لم تضع نصب عينيك مصلحة شعبك ، فالفريق العراقي لم يفكر بشيء في هذه البطولة سوى في شعبه الذي يغفوا على صوت الرصاص ويصبح على جثث يكتب عليها مجهولة الهوية في حين ان الكل يعرف إن صاحب الجثة عراقي .
كيف تكون نتائج حكومتنا جيدة ومقدماتها لاشيء ، كيف نصل للرفاهية ولم ننجز لليوم مشروعاً واحداً يعالج أزمة من أزماتنا الكثيرة ، اذن الفرق واضح بين المنتخب الوطني والحكومة فمنتخبنا عمل مع الواقع بكل نزاهة وإيثار وحكومتنا غارقة في الفساد حد النخاع والضحية هو العراق وشعبه .
عزف أسود الرافدين اجمل قطعة كروية أجبرت الكثير من خلع القبعة إجلالاً للعراق في حين عزف قيادي السياسة أخطر لحن جاعلين من كل شيء أجزاء ومن كل سعفة هشيم ومن كل صديق عدو لتكون لوحة العراق مزركشة بالدم والدموع على حدٍ سواء ، فكؤوس منتخبنا جاءت مترعة بالفرح وكؤوس السياسة جاءت بوحل الطائفية ونظريات الإنقسام والموت المجاني .

وسام النجفي
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى