الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيت الطين بين المسرح والتلفزيون

يحيى الشيخ زامل

2007 / 8 / 7
الادب والفن



كنت قد كتبت في موضوع سابق عن المسلسلات العراقية التي فقدت بريقها وانسلخت من هويتها التي أتسمت بها وصارت سمة بارزة انطبعت في ذاكرة العراقيين برغم مرور الأيام والسنين .
واليوم يذكرنا مسلسل بيت الطين بتلك الأيام الخوالي التي تركت مسلسلاتها بصمة واضحة في ذاكرتهم وحياتهم وجلوسهم حول ذلك الجهاز الصديق ( التلفزيون ) ليشاهدوا الدراما العراقية بلذة عجيبة منقطعة النظير ، ويذكرنا ( بيت الطين ) بمسلسل ( جرف الملح ) وشخصية ( عذافه ) ومسلسل( الدواسر ) وشخصية ( أبو حالوب ) ومسلسل( تحت موسى الحلاق ) وشخصية ( عبوسي ) ......وغيرها كثير ممن شكلت تاريخاً مهماً في أعمال التلفزيون الدرامية .
ومن الجير بالذكر أن مسلسل بين الطين كان عملاً مسرحياً عرض على خشبة المسرح في شارع الرشيد في الثمانينات من القرن الماضي ،وتناوب على بطولته الفنان الكوميدي الكبير وصاحب المواهب المتعددة ( جاسم شرف ) والفنان الموهوب القادم من محافظة الديوانية ( لؤي احمد ) والذي يتوقع له مستقبلاً زاهراً في أعمال المسرح والتلفزيون ، وكلاهما برعا في إجادة دور (عليوي ) الشاب العازب والفلاح البسيط الوحيد لأمه ( صينية ) مع العلم أنها الوحيدة التي مثلت دور ( صينية ) في المسرحية والمسلسل ذاتها ، وتناوبت معها في المسرحية أيضاً الفنانة القديرة ( سليمة خضير ) ، فيما تغير أكثر الممثلين أو كلهم تقريباً ، كما أن من قام بدور ( عليوي ) في المسلسل وهو الفنان القدير ( حافظ العيبي ) لم يقل موهبة وجدارة عن زملائه من بطلي المسرحية السابقة .
وكاتب النص وهو المسرحي عمران التميمي ومخرجه في نفس الوقت ،والذي علا نجمه في عقد الثمانينات في الكثير من الأعمال المسرحية ، قام حاليا بإعداد هذا المسلسل تلفزيونيا وأخرجه في تجربة أولى ، ويشاركه في عمله الأخير العديد من الفنانين ومنهم ساهرة عويد ومحمد مجيد وسون شكري وفوزية حسن وصلاح مونيكا وثامر الشطري ...... وآخرون .
ومما يشار إليه في حق هذا المسلسل أنه شد انتباه العائلة العراقية وأثار إعجابهم وجمعهم حول شاشة التلفزيون السومرية التي أنتجت هذا المسلسل وغيره ممن الأعمال التلفزيونية .
وقد يعد المسلسل الوحيد في هذه الأيام الذي أخلى الشارع من السابلة وصار حديث المجتمع بكل فئاته وصارت كلمة المجنون شلش ( عبن عليوي حلو ) يتناقلها الناس بينهم في ابتسامة عريضة ،وأن كان بعضهم أطلق على المسلسل كله مسلسل ( عليوي ) بدل بيت الطين ، ومع طرحه لمشكلات الفلاحين في مجتمعاتهم المحصورة إلا أنه لم يفت الكاتب أن يربط قضية المجتمع بقضية البلاد بصورة عامة والاحتلال الإنكليزي للعراق بكونها قضية وطنية تهم شريحة واسعة من الناس المخلصين وكيف أن الناس وأن كانوا بسيطي التعليم وبعيدين عن العاصمة بغداد إلا أنهم ينصهرون بقضية بلادهم ويتعرضون للاضطهاد والتعذيب في سبيل تحريرها من سطوة المحتل .
مع أن بعضهم أعتبر أن أظهار المجتمع الريفي أو الجنوبي بهذه السذاجة والانقياد للعريف (شلتاغ ) حالة غير سليمة ولها أبعاد بعيدة قد يفهم منها الإساءة إلى فئة ما ، خاصة في هذا الوقت والبلاد تتعرض إلى أشرس هجمة طائفية وفئوية مقيتة .
كما أن المسلسل لم يخلوا من الملاحظات في الإخراج حيث يظهر المدرس ( أستاذ سهيل ) ووجهه مدمى من الضرب والتعذيب فيما شعر رأسه مصفف بشكل طبيعي ، ولعل الكثير أنتبه إلى بعض الخلل في النص كتسمية الجدة بـ ( بيبي ) ، وهناك عبارة تتكرر وهي ( ألزوم ) وهي غير مستخدمة عند أهل الجنوب أيضاً.
ولكن مع بعض هذه الملاحظات البسيطة يسجل لهذا العمل النجاح والإثارة والوقوف عند هذه النقطة المهمة والمفصل الفني الذي يشهد له المشاهد والمتابع فضلاً عن أهل الخبرة والاختصاص بأنها خطوة مهمة واستراتيجية في أعادة تاريخ الدراما العراقية إلى صدارتها المعهودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل