الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخرجة الفلسطينية ايمان عون: شهد المسرح حركة كتابة نشطة مالت إلى الرمزية للتحايل على مقص الرقيب

امتياز المغربي

2007 / 8 / 8
الادب والفن


يعمل المسرح الفلسطيني على ترك بصمات ابداعية في كل العالم من خلال تجسيد اعماله على خشبات المسارح المحلية والدولية والعالمية ويعمل على حماية هوية المسرح الفلسطيني الذي يحملون افكار تطويرية من شأنها ان ترفع بالمستوى الفني لكي يرتقي المسرح الى المستوى المطلوب ،وقد تطور المسرح في فلسطين رغم كل التحديات والمعيقات المحيطة به ولكي نطلع بشكل افضل على كيفية بداية المسرح الفلسطيني وتطوره والمشاكل والصعوبات التي تعترض طريقه والتجارب المسرحية في المسرح الفلسطيني المعاصر اجرينا اللقاء التالي مع المخرجة ايمان عون والتي تعمل في الاخراج اضافة الى عملها في جانب التمثيل منذ سنوات عدة.

تحدثت مديرة مسرح عشتار المخرجة ايمان عون عن المسرح الفلسطيني في سنوات السبعينات فقال:"المسرح الفلسطيني الذي استعاد نشاطه وحيويته بعد النكبة والنكسة كان مع بداية السبعينات، ويعود المسرح الفلسطيني الحديث في جذوره إلى تلك الحقبة وقد امتاز المسرح في تلك الحقبة بكونه مسرح avant gard ولا زال وحمل هذا الشكل المسرحي الفرق المسرحية التي كان لها مشروعا ثقافيا واضحا وكان أفرادها من الذين درسوا المسرح والموسيقى والأدب إما في العالم العربي أو في أوروبا".

وعن اسماء تلك الفرق قالت:"ومن أوائل هذه الفرق فرقة بلالين التي تشكلت في رام الله واعتمدت العمل على نصوصها الذاتية المبنية على الارتجاليات. وقد طغى الشكل المسرحي البريختي على عمل هذه الفرق ،وكما نشطت فرق مسرحية تابعة للنقابات والأحزاب السياسية في تلك الفترة أيضا، وامتازت أعمالها بكونها مسرحيات خطابية ومباشرة Agit prop ".

وعن الطابع العام للمسرح الفلسطيني انذاك قالت:"أما الصبغة المسرحية العامة في فترة السبعينات فكانت صبغة المسرح السياسي، مسرح التحدي، وإن كان التحدي أحيانا يطال الظواهر الاجتماعية أيضا".

وحول المسارح التي تاثر بها المسرح الفلسطيني قالت عون:"وقد تأثر المسرح الفلسطيني بتجارب عديدة منها تجربة living theatre، ومسرح بريخت الملحمي".

وتحدثت ايمان عن المسرح في سنوات الثمانينات فقالت:"عنوان هذه الفترة الاحتراف والمأسسة حيث تأسس أول مسرح معد ومجهز لخدمة الحركة المسرحية وهو مسرح النزهة الحكواتي عام 1984 والذي أسسته فرقة الحكواتي ،حيث يعود لها الفضل في مأسسة المسرح الفلسطيني وقد امتازت هذه الفرقة بالأعمال السياسية الاجتماعية التي علا فيها صوت النقد الذاتي".

وعن نشاط الفرق المسرحية في تلك الفترة قال:"كثر ظهور الفرق المسرحية لوجود البناء المسرحي ونشط التجوال الداخلي خصوصا في المناطق الفلسطينية المحتلة في العام 1948 ".

واشارت ايمان عون الى الرقابة في تلك الفترة فقالت:"وكان لوجود الرقابة من الحكم العسكري الإسرائيلي على مدار السبعينات والثمانيات على الأعمال المسرحية الفلسطينية أثر سلبي في انتشار المسرح في الضفة الغربية بشكل واسع".

وعن استخدام الرمزية في المسرح تابعت تقول:"رغم ذلك شهد المسرح الفلسطيني حركة كتابة مسرحية نشطة مالت إلى الرمزية للتحايل على مقص الرقيب رغم أن هذه الكتابة كانت مرتبطة بالفرق المسرحية مباشرة".

ووصفت ايمان عون مسرح التسعينات فقالت:"هو زمن المهرجانات والمسرح ذو الصبغة الأكاديمية ،ومع بداية الانتفاضة الأولى توقف المسرح لمدة ثلاث إلى أربع سنوات حيث شلت الحياة العامة بشكل شبه كلي ،ولكن مع عودتها ظهر شكل جديد من العمل بين الفرق أو العاملين في المسرح آنذاك وهي كثرة الأعمال المسرحية الفردية المونودراما".

وتحدثت عون عن المسرح في ظل دخول السلطة الوطنية الفلسطينية فقالت:"ثم مع دخول السلطة الوطنية نشطت الحياة الثقافية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص، وكثرة المهرجانات المسرحية ومنها مهرجان مسرح الدمى في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ،مهرجان المونودراما في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس ،مهرجان المسرح المحلي في رابطة المسرحيين ،ومهرجان الطفل في وزارة الثقافة ،ومهرجان المسرح المدرسي – وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم ،وأسبوع المسرح العربي".

وعن اهتمامات المسرح في التسعينات قالت:" بدء مع بداية التسعينات الاهتمام بالتدريب المسرحي وخصوصا مع الطلبة وإدخال المسرح إلى المدارس، وكان لتأسيس مسرح عشتار دور هام في ذلك كونها المؤسسة الأولى التي أدخلت التدريب المسرحي إلى داخل المدارس بشكل ممنهج".

وحول تطور المسرح في تلك الفترة قالت عون:"كما أدى الانفتاح على العالمين العربي والغربي بعد دخول السلطة إلى ظهور مشاريع مسرحية جديدة واهتمامات وأشكال مسرحية لم تكن موجودة في السابق وكثرة الانتاجات المشتركة مع فرق عربية وأوروبية".

وعن الدور الذي لعبه مسرح عشتار قالت:"وفي العام 97 ادخل مسرح عشتار شكل جديد على المسرح الفلسطيني وهو مسرح المضطهدين، وكان لهذا الشكل أثر مجتمعي مهم".

واشارت عون الى ان الفرق المسرحية الفلسطينية في تلك الفترة فقالت:" اصبحت الفرق تتنافس بشكل قوي في المهرجانات العربية والدولية واستطاعت ان تحصد جوائز مهمة".

واوضحت عون شكل المسرح الفلسطيني في سنوات التسعين فقالت:"وفي سنوات التسعين كانت أغلب الأعمال المسرحية معتمدة على المسرح العالمي وعلى الإعداد لتعويض النقص في وجود كتاب مسرحيين".

وعن دور وزارة الثقافة الفلسطينية في المسرح الفلسطيني قالت:"كان لوزارة الثقافة دور هام في دعم الفرق المسرحية خصوصا في المناطق البعيدة من خلال تنشيط المسابقات في الكتابة المسرحية ودعم المهرجانات وبناء بعض المسارح وإن كانت قليلة وغير فاعلة لأنها لم تهتم بتدريب طواقم لإدارتها".

واشارت الى المسرح المدرسي فقالت:"نشط المسرح المدرسي بشكل خاص وكانت الأعمال الطلابية خصوصا تلك التي يقدمها مسرح عشتار في آخر السنة الدراسية تلقى رواجا جماهيريا كبيرا".

وعن مسرح الدمى قالت:"كما نشط مسرح الدمى بشكل ملحوظ وكثرة الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال".وتابعت تقول:"إضافة إلى نشاط التدريب على التقنيات في المسرح كالإضاءة والصوت والتصميم وغيرها".

وتحدثت عون بشكل مسهب عن المسرح في سنوات الألفين فقالت:"هي تعد سنوات المسرح التنموي بامتياز، وذلك لكثرة المشاريع التنموية المجتمعية التي تسلط الضوء على المشكلات البيئية والاجتماعية والنفسية وغيرها، ويعود ذلك إلى ارتباط وجود المسارح واستمراريتها بالدعم المادي، ولأن كافة المسارح معتمدة على الدعم المالي الخارجي فإنها تحاول التعويض بهذه الطريقة".

وتابعت عون تقول:"إضافة إلى أن عدم وجود مسارح يومية في المدن والقرى خارج منطقة الوسط فأنه كان لا بد من وجود مسرح قابل الوصول إلى جميع الناس ومخاطبتهم بما يهمهم، لذا فالمسرح التنموي يكاد يكون الوحيد الذي يصل إلى كافة الجماهير أينما وجودوا في فلسطين".

وعن تدريب الدراما قالت عون:"كما دخل تدريب الدراما على المناهج الفلسطينية بشكل رسمي، بحيث طلبت وزارة التربية والتعليم من مسرح عشتار إعداد المناهج لتدريب الدراما للصفوف الابتدائية وأخذت عشتار عل عاتقها تدريب المعلمين على تمرير المنهاج".

واشارت الى الحرفية في المسرح قالت:"على صعيد آخر فان مستوى الحرفية أصبح أعلى والاهتمام بالجماليات والتقنيات المسرحية techniques زاد في السنوات الأخيرة، وظهرت أعمال مسرحية مهمة كان لها أثر على المسارح العالمية".وتابعت عون تقول:"اذكر منها مسرحية من تراب وأرجوان لمسرح عشتار في العام 2000، قصص تحت الاحتلال لمسرح القصبة 2004، جدارية محمود درويش للمسرح الوطني الفلسطيني في العام 2006".

وتطرقت عون في حديثها الى الإعمال المسرحية المشتركة مع مسرحيين عرب وأجانب فقالت:"أن لها أهمية كبيرة على المسرح الفلسطيني، لأن هذا التفاعل يعد أحد أشكال تطوير المسرح المحلي وذلك لغياب أكاديمية مسرحية أو مدرسة مسرح منتظمة، ولكن الانكشاف على تجارب المسرح العالمي هام وضرورة ملحة ويكون عبر التبادل في الخبرات".

وعن التجارب الأخيرة والمهمة التي قام بها مسرح عشتار قالت عون:" كانت في مجال مسرح المكان location theatre مع مخرجة هولندية، وفي دعوة ممثلة فرنسية في عمل بلغات ثلاث عربية انجليزية وفرنسية في آن على المسرح في مسرحية "نساء تحت الضوء"".

سفيرة بيت الادب المغربي في فلسطين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب