الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اقتراني بالكتابة من زواج سري إلى رباط لاانفصام له

محمد الإحسايني

2007 / 8 / 7
الادب والفن


1- البداية: يقحمون وحدتي بحتُاً عن سر الأسرار

سعى الشاعرأحمد المسيح في سيرة الكتابة أن يتواطأ مع فضول القراء في الاطلاع على بعض الزوايا الظليلة من عالم كتابنا، ومبدعينا المغاربة، ونسج علائق حميمية بين الكاتب والقارئ : خطوة أولى للبوح والمكاشفة . وقد وجه الشاعر أحمد لمسيح على صفحات جريدة الاتحاد الاشتراكي أسئلة للكتاب والشعراء في هذا الصدد. 1- لاعتناق الكتابة غواية سرية: قبل أن يصبح حضورك راسخاً ومتميزاً في حقل الكتابة: هل كنت تتطلع- تفكر في أن تصبح كاتباً ؟ 2- للا نتماء إلى الكتابة بداية الانتساب: كيف انكتب نصك الأول، ومَن أولئك المطلعون عليه سواء نشر أم لا ؟ ومن حفزك على النشر؟ كيف اقتبلت نشر أول نص لك؟ وما هي ردود أفعال الغير من عائلة، وأصدقاء...إلخ؟ 3-الاختيار هوة غامضة بين العفوية والوعي: في البدايات غالباً ما تتجاذب ميولات مبهمة للحقول المتنوعة للكتابة، وقد تظل كذلك أثناء الممارسة . كيف تفاعلت مع ذلك؟ هل احتكرك إبداعك في حقل معين ولماذا؟ 4- للكتابة طقوسها: كيف تنجز نصك من لحظة المخاض إلى الولادة، فالمراجعة وتجميل النص في جسده " النهائي "، وإرساله إلى القارئ ؟ أقصد لحظة الإبداع كيف " تهجم " عليك، كيف تتم عملية الخلق، وكيف تكون طقوس الكتابة عندك ؟ 5- من زواج المعرفة بالموهبة يولد النص الأصيل: لكل كاتب استراتيجيته ومرجعية معرفية، كيف توفق- تلائم بين تدفق العفوية وتلاطم الأمواج المعرفية والصندوق- الجسد الذي يحمل- يحمي النص- الجنين إلى مرفإ الورقة حيث يتدافآن بمتخيلك؟ 6- ليس الكاتب كاتباً فقط: غالباً ما يُتعامل مع الكاتب منفصلاً عن حياة البشر، وعندما" يحاسب " يطالـَب بان يكون أكثر من نبض داخل المجتمع ويحمل قلق الجميع... في هذا الإطار، ما هو الوجه الآخر لكاتبنا : رياضة، موسيقى، رسم، تمثيل،صيد، قنص، اهتمامات أخرى...إلخ، ما علاقة ذلك بتجربتك ؟
. وقد وجهت لي، ضمن من وجهت لهم، كتاباً وشعراء، أسئلة هذا الحوار فأجبت عنها في الا تحاد اشتراكي عدد 12مارس 1997 ص 12:

**** **** ****

البداية: يقحمون وحدتي

• أن يفكر الإنسان منذ البداية في أن يصبح كاتباً مرموقاً هو أن يسقط في نوع من " القصدية " ماذا يحدث بعدئذ ؟ أن ينتهي كل شيء نهايات معروفة ومرعبة. تأبى الكتابة كـ " غواية سرية " أن تدع مَن ألقت عليه بأجنحتها، أن يتراجع عن ضلالاته، أو تترك من تستحوذ عليه أن ينصرف عن غيه المارق،وقتَ تظل الكتابة- مطلق الكتابة- زقاً رخيصاً يُشحن بهواء وغازات، يحبل بوظائف تجزية الكلام ، بغير عدّ، ولا حصر، وفي أحسن الأحوال: تسطيح العالم الخارجي بامتياز. لولا إحساس دفين بأهمية تأسيس عوالم جديدة، ماسعى قلم إلى تفكيك ميكانيزمات لغة الكليشيهات، إلى لغة موحية، تحريراً للعبارة من أسر ابتذال قرون وقرون. " الغواية " إذن، تلتبس بعدد لايحصى من رذائل لاحصر لها. أول هذه الرذائل سلوك يتطلب " اختلاسة نظر "، بداية تعلن انكسار الحياء بشيء من وقاحة التأمل عندالاختلاء بالكتابة في مأمن من الأعين. الاقتران كان مبكراً جداً، عبارة عن زواج سري آثم، مليء بالشبهات: غواية سرية نتيجة ارتباط بسيدة حسنة السمعة ذات ميول أورستقراطية، عبر القرون حتى اليوم. لستُ الأول ولا الآخر.ثم يتحول الارتباط بحكم العادة، إلى زواج كاثوليكي لا تنفصم عراه. وتتشكل عملية الارتباط بمرجعيات معرفية مكونة لمناخ الكتابة، وطقوس الزواج. مرجعيات لامفر منها؛ ولو فر إنسان بئيس مثلي إلى " عين الدياب "، وغابة " سيدي عبد الرحمن " [ يوم كانت غابة لم تكتسحها البنايات، ولا مر فيها عسس، و تشبه إلى حدما، قريتي]. انتابني عشق، جرى في سرية تامة في الخلوة المشبوهة[ بلغة عصرنا المنهوكة] – المشبوه فيها- بلغة مستقيمة، حيث يتعذر فعل الكتابة أوضده . كيف دفعه بحجة ما ؟ كل شيء ممكن وقتَ تُتلى فيه صكوك الإهانة والإدانة معاً؛ ومن يدري ؟ كثيراً ماضبط صاحبكم متلبساً، أ ُقحمت عليه الخلوة غير ما مرة إقحاماً. كان الفضول البشري ينتشر حواليه باحثاً عن سر الأسرار، عن الجوهرة الثمينة. ماذا كانت النتيجة ؟ في كل مرة أعجز عن نفي فعل القراءة - الكتابة ، لأن نفيه عقوق حنث للأقسام. تركت التحدي انقياداً لزمام الكتابة العصيّ... لم أكن أحلم أن أكون كاتباً أو حتى مجرد صحافي؛ فهذه المهنة أوتلك تثير المتاعب، والمنافسات، والاستصغار. كنت أنظر إلى ذلك بشيء من السخرية كرد فعل؛ وأنا ماض في ممارساتي السرية للكتابة. استجمعت قواي لأدخل الميدان، ميدان الكتابة الذي غادرته بداية الستينات عن طواعية واختيار، دون إجبار من أحد، في رحلة خاصة، كأنما يتعلق الأمر بالمكاشفة، وبجملة من تأملات أخرى. وأدركتني حرفة الأدب برواية المغتربون... هذه الرواية شكلت لي بوابة للإ طلال على العالم الخارجي. كانت ردود الفعل مختلفة، بعضها ينصب ضمن الصراعات الثقافية التي كانت قائمة. ردود الفعل الأخرى جاءت مما كـُتب عن الرواية في بعض الجرائد الوطنية، وفي مقابلة تليفيزيونية، ليست مبادرة مني على كل حال ، بل فاجأتني شخصياً؛[ وأنا صحافي في أكبر جريدة معارضة في البلاد،وهذا مالم يصدقه بعض الزملاء في الجريدة. ] بوابة البوح إذن، مفتوحة، ومشرعة على الآخر لتحقيق بعض شروط الكتابة عبر مسارات نحو الصحافة في رحلة غرائبية، حياة أشبه بحياة أبطال الفيلم الأمريكي " الدار الصغيرة ".
• محمد الإحسايني لجريدة الا تحاد الاشتراكي: حول سيرة الكتابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية