الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجالس اللوردات العرب

حسن جميل الحريس

2007 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


منذ قرن مضى وافق السير مكماهون بمراسلاته المشهورة على تولي الشريف حسين بن علي منصب خليفة المسلمين على أرض سوريا والعراق وبلاد نجد والحجاز عدا منطقتين أصرّ على استثنائهما من حكم العرب وهما :
1 - منطقة أولى : وهي المنطقة الواقعة غرب دمشق وحمص وحماة وكانت تعرف بلواء بيروت وهي في وقتنا الحاضر معروفة / بجمهورية لبنان / بذريعة أنها منطقة ليست من أصول عربية وأن جذورها من صنع الغرب وهي تابعة للوصاية الأجنبية منذ خلق الله الإنسان .
2 - ومنطقة ثانية : وتضم لواء بصرة وبغداد معاً , والحجة التي أعلنها مكماهون حينها أن بهذا اللواء مصالح هامة خاصة لبريطانيا لا يمكن التنازل عنها أوالتفريط بها , وقد وافق الشريف حسين على ذلك وانتزع بنفسه موافقة أصحاب أراضي اللواء بقوة السلاح والخداع .
وقد عادت رواية المصالح الأجنبية ذاتها وبالذرائع نفسها , فما احتلال العراق ولبنان سوى مرحلة استكمال لتلك الأحداث بظل مخطط صهيوني مطروح بأفكار (معلنة ) روجّوا لها , وأخرى ( سرية باطنة ) يملك إقرارها أطراف عدة يحملون عقيدة واحدة وأهدافاً مشتركة تصب مصالحهم كلهم بخدمة / إسرائيل أولاً – ثم بخدمة شركات رأسمالية عملاقة أدرجت في منهاجها سياسة القوة والفتك بأيً كان في سبيل تحقيق مآربها متذرعة بحجج واهية ( كنشر الديمقراطية وتحرير شعوبنا وتحقيق حرية إنساننا ) , وعبثاً من يبحث عن وجود صراط مستقيم على وجه كرتنا الأرضية فهو غائب كلياً في وقتنا الحاضر, وربما صادف أحدهم تيارات عقائدية أو أنظمة عالمية حاكمة ظن بأنها على صراط مستقيم إنما هي في واقع حالها طرق مضللة لها بوابات دخول مشابهة تماماً لباب دخول الصراط المستقيم المنشود دائما , وكوثر الاستعمار المطروح للبيع لا زال قائماً بيننا فما هو معلن في شربةٍ منه لا خوف عليه إنما خوفنا مما في زلاله من أسرار مبطنّة لا تشفي ظمأ آمالنا ولا تبرأها من شر وباء , ولذلك نبين بعضاً من الأهداف السرية لغزو العراق ويمكن إدراج بندين منها :
1 - زعزعة استقرار دول منطقتنا عموماً وهدم هياكل أنظمتها السياسية ذاتياً عبر تفعيل صراع داخلها بين طرفين أساسيين يشكلان أهم ركائزها , وهو تصارع سلطتها السياسية المتمثلة بالفئة الحاكمة مع سلطتها التنفيذية المتمثلة بمجلس وزرائها , وإن تشتيت موقع رئاسة جمهورية ما في ظل أوضاع احتلال غاصب هو في حد ذاته خطر عليها سيؤدي إلى انحلالها ذاتيا وتفتيتها مرحلياً , وما هو معمول عليه الآن نذير شؤم على منطقتنا إذ بدأت تظهر عليها ملامح مخطط جديد يهدف إلى تقليص صلاحيات رئيس الدولة ونقلها لتصبح من ضمن صلاحيات رئيس وزراء الدولة عينها مما سيمهد لخلق صراع داخلي يقوضّ أركان الدولة كلها , وهذا النموذج وارد تنفيذه بالعراق ولبنان حالياً إذ ذهب موقع رئاسة الجمهورية فيهما إلى مكان محصور محدود الصلاحية ويمكن تشبيهه بالإقامة الجبرية وناب عنه في حكم الدولة سلطته التنفيذية وهذا هو أهم أسباب الفوضى العارمة فيهما وهو هدف مبّيت تعمل عليه الصهيونية حالياً , إنه مبدأ اقتناص الفرص الناتجة عن تشتيت القرار السياسي الحاسم لأية دولة يستهدفونها , وسيتحقق هذا على يد تيارات عقائدية عدة تتولى السلطة التنفيذية لتلك الدولة وتعمل بخفاء أو جهالة لصالح جهات استعمارية دون أن تنظر إلى مصلحتها الوطنية أولاً , وهذا النموذج المأمول عقده علينا معمول به حالياً ضمن أغلب دول العالم , ففي اسرائيل مثلاً نجد أن رئيس وزرائها هو صاحب السلطة الفعلية فيها وكذلك في بريطانيا وأغلب الدول الأوربية , وهو ما تسعى إليه دوائر الصهيونية باستنساخنا نسخ مماثلة لها ذات توجهات الدول الغربية , ولإكمال سيناريو استنساخنا كما يريدون يجب أن يخلقوا ضمن دولنا مجالس شيوخ أو مجالس عموم شبيهة بمجالسهم النيابية على أن يكون نوابها من نخبة مختارة تميل لهم وتكون أدنى مراتبهم من درجة لوردات عرب أو من أصحاب شركات عملاقة , وهذا متوفر حاليا بكثرة في معظم دولنا العربية ولم يبق على استحقاقه سوى صدور قرار جديد من هيئة الأمم الملتحدة التي تزّعم مضاربها خليفة المسلحين / الشيخ بوش بن اليان الثاني / الذي سيعيد للعرب مكانتهم وحقوقهم بتشكيل مجالس لوردات عربية تدعم فكرة تشتيت قرارها السياسي الحاسم وتعطي سلطاتها التنفيذية دور سلطاتها السياسية العليا وبهذا يصبح موقع رئاسة الجمهورية مجرد لقب دبلوماسي متعارف عليه لا أكثر , وتكون مهمته مقتصرة كليا على بعض الإجراءات البروتوكولية الشكلية غير النافعة وسيعتاد على وجودها حتماً جمهور أمتنا العربية , وبهذا تتحقق الديمقراطية الروتينية .
2 – المياه هو الهدف السري الثاني من غزو العراق , فما يحيط بإسرائيل من مصادر مياه قليل لا يوفر لها حاجتها المستقبلية سوى من مصدرين هما / بحيرة طبريا وغور الأردن / وبعض المياه الجوفية الداخلية التي لن تفي حاجتها إزاء موجات الهجرة اليهودية المستمرة , مما دفع دوائر الصهيونية للبحث عن مصادر مياه قوية تشفي مطالبها , فعقدت اتفاقات فشلت برمتها وكانت آخرها مع جارتنا تركيا , إذ أعلنت تركيا منذ عام مضى عن نيتها عدم التزامها بنقل المياه من أراضيها إلى اسرائيل نظرا لعدم تناسب حجم المياه المنقولة مع حجم تكاليف نقلها الباهظ جداً , فما كان يقلق إسرائيل عاد ليدّك مضجعها , وليس بعيداً إن سمعنا يوماً ما أن إسرائيل تقوم باستجرار مياه شط العرب إلى داخل أراضيها عبر أراضي دولة عربية هي الأخرى بحاجة ماسة لمياه أخذت تنضب من خوابيها , وبهذا / تكون إسرائيل قد بلغت مأمنها ( من المياه ) الذي سيصبح في مستقبلنا القريب جوهر صراعنا مع شيوخ مضارب الدولة العبرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ