الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فساد المؤسسة العسكرية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عن فساد المؤسسة المدنية..رسالة إلى الرئيس محمود عباس ؟!

عبد الكريم عليان
(Abdelkarim Elyan)

2007 / 8 / 7
القضية الفلسطينية




تقرير لجنة التحقيق في أحداث غزة لم ينشر بعد ، غير تصريحات قليلة من أشخاص عاملين في اللجنة المكلفة من قبل الرئيس محمود عباس .. ما كشف عنه حتى الآن لم يكن غريبا ، فقد نادى الكثيرون ومنذ زمن طويل بوقف الفساد ومحاسبة الفاسدين .. الأجهزة لم تعمل على أسس مهنية ، الأجهزة وأقسامها كانت لحسابات أفرادا صنعوا منها مؤسسات إقطاعية لهم .. تكلس وركود في حركة الضباط لسنوات طويلة .. الانتماء أصبح لأشخاص وليس للوطن ، امتيازات لا تعد ولا تحصى ، نثريات ، سفريات ، مهمات ، رشاوي ، محسوبيات ، العبث بالممتلكات العامة ، العبث بمصالح المواطنين ، كانوا لا يملكون شيء غير سلاح الثورة .. أصبحوا يملكون أبراجا من زجاج ، وأصبحوا يملكون أراض وعقارات ومؤسسات اقتصادية ضخمة ، كان منهم المجرمين والعملاء والفاشلين فأصبحوا يقودون العلماء والشرفاء وأصحاب الانتماء الحقيقي للوطن والمواطنين .. منهم من ترك عائلته خارج الوطن وقدم هو فقط ! من أجل المال .. منهم من تزوج الثانية هنا ! ومنهم من بغى في أعراض الناس في ظرف الحاجة أو ظرف الضغط والخوف .! تركوا أبناءهم وزوجاتهم يعيشون في رفاه عال وسط شعوب فقيرة تعطف علينا ..! مارسوا الفساد هنا ، وأبناؤهم يمارسون الفساد في الخارج أيضا ..! تفردوا في فسادهم وعزلوا أنفسهم عن مجتمعاتهم .. بنو لأنفسهم أحياء معزولة عن شعبهم .. في غزة يمكنك أن ترى أحياء البؤس والفقر ويمكنك أن تشاهد أحياء الثراء الفاحش .. يمكنك أن تلاحظ الناس يركبون الحمير وناس يركبون السيارات الفارهة والتي لا يركبها الملوك ؟! هذا لم يحصل في ستوكهولم أو باريس .. ما تستهلكه سياراتهم من وقود يمكن أن تغني الكثير من عوائلنا الحاجة والعوز ...
وآسفاه ! وطن يتسول ويعيش حياة الثراء ..
بنينا وطنا لا ينتج شيء .. ودخلنا العولمة !؟
البطالة هنا تغير من إنسانيتنا ، وفتحنا أسواقنا للنظام الحرّ ..
يا الله !
طلبوا منا أن نكون أقوياء بعد أن أسقونا السم الزعاف ..
طلبوا منا أن نكون متحدين وكل يوم يزرعون بيننا الشقاق ..
صنعنا جيشا ، وألحقناه مؤسسات مخابراتية وعسكرية ، ولم نصنع وطنا ..؟ لا نعرف ما جدوى ذلك ؟! ولماذا كل هذه العسكرة التي لم تستطع حماية حتى نفسها ..؟ لا نعرف يا سيادة الرئيس .. لماذا كل هذه الجيوش والمؤسسات ؟ هل هي للحرب ؟ من سنحارب ؟ هل هي للدفاع عن الوطن أو الدولة ؟ فأين هي الدولة والوطن وحدوده ؟ ربما يقولون في تقريرهم : إنها جيوشا بدلا من البطالة .. ربما يكون ذلك ، وإذا كان كذلك لماذا نحمل أنفسنا هذا الوهم الكبير ، ربما نصنع مؤسسات تحفظ للناس كرامتها ، بدلا من أن نوهم أنفسنا بعَظَمَة فارغة .. أو سلطة كرتونية كما قالوا ..
سيادة الرئيس .. كان ذلك عن المؤسسة العسكرية ، لكن لم يقل أحد أن المؤسسة المدنية من الوزارات والمؤسسات العامة وما يتبع لها تخلوا من الفساد .. وهل هناك علاقة بين فساد المؤسسة العسكرية والمدنية ؟؟ أم أن الفساد هناك معزول عن فساد المؤسسة المدنية .. يكفي أن يقوم المرء بتفحص موظفي مؤسسة أو وزارة فسوف يجد القبلية فيها واضحة ، وسوف يجد أكثر من موظف من عائلة واحدة .. كم موظفا من أصحاب الدرجات العليا يحمل شهادة جامعية ؟؟ وكم من هؤلاء لديه شهادة مزورة ؟ إنهم يحملون ألقابا ليست في مستواهم .. هؤلاء سوف يضعفون المؤسسة ويعيقون تقدمها ومدى فعاليتها لأنهم لن يسمحوا لذوي الخبرة والكفاءة أن يتفوقوا عليهم .. في إحدى الوزارات وكليل ( أمي ـ كما أسموه مرة في كشف الراتب ) كان لا يعمل على ترقية من يحملون الشهادات ؛ أما غيرهم فأصبحوا مدراء ومدراء عامون وأصحاب الشهادات في أدنى السلم يرقدون .. لماذا يزيد راتب المدير بأضعاف عن ما قبله ؟؟ أين يتساوى حامل شهادة الدكتوراة مع حامل شهادة الثانوية ؟ لا يحتاج المرء كثيرا حتى يعرف ذلك ، فيكفي أن ينظر في جدول مواصفات الوظيفة الذي يعمل به ديوان الموظفين سيكتشف على الفور أن خبرة لأربعة سنوات لحامل الثانوية يساوي الدكتوراة ... لماذا لا يستطيع المريض دخول المستشفى إلا بعد زيارة الطبيب في عيادته الخارجية ؟؟ لماذا تمنح العلاجات في الخارج لأشباه المرضى ، والمرضى الذين يحتاجون للعلاج الحقيقي إن لم يجدون الواسطة المناسبة سيموتون ؟؟ لماذا لم نجد العلاج بعد أسبوع أو اقل من أول كل شهر ؟؟ لماذا ترتفع أسعار المواد الاستهلاكية الأساسية أضعافا عند كل إغلاق للمعابر ، ولماذا يوجد لدينا شركات احتكارية خاصة شركة الاتصالات والجوال .. أليس في ذلك استغلال الناس؟؟ لماذا وزارة الأوقاف تصرف الكثير من الأموال على المساجد ومن يعمل فيها كي يحرضون الناس على النظام والحكومة ؟؟ لماذا ...؟؟ إذا كنا ظلمنا كثر في المؤسسة العسكرية ؛ فكم ظلمنا من المؤسسة المدنية ؟ وإذا كنا فشلنا في الحفاظ على الأمن فهل نجحنا في رقي مجتمعنا ومؤسساتنا ..؟؟
سيدي الرئيس ، لا ينتهي الحديث هنا .. فما تقدم شواهد عامة يعرفها كل عاقل ولا يحتاج إلى التدقيق فيها ، كم سنحتاج لتغيير ذلك ؟ وما هي الأداة ؟ إذا نجحت القوة في الانقلاب العسكري .. فما الذي سينجح في تغيير المجتمع إلى الأفضل ..؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات