الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محقة احلام منصور ام لا؟؟

علي بداي

2007 / 8 / 8
الادب والفن


احلام منصور كاتبة وروائية عراقية كردية مثقفة وحساسة ، حساسيتها العالية وخيبة املها بالمٍآل الذي آلت اليه تطورات الوضع العراقي اجبرتها على العزلة، والزحف الاسود للفكر المتخلف والتكفيري ، وانفلات ادواتة الارتزاقية المتمثلة بمليشيات الطوائف وطقوس الذبح اليومي كانت ممارسات فوق طاقتها للتحمل كانسان، فاختارت ان تروي رواياتها للجدران والفراشات والزهوروالسكائر.

حبالها الصوتية اثقلها تبغ لايكف عن الاحتراق فصارت تعزف ببحة مؤلمة، احلام منصور محتجة الى نهاية ايامها على الحرب، الحرب التي من امامنا والحرب التي من خلفنا والحرب التي من لم يمت بها مات بمثلها.
أمرأة نحتاج وجودها بيننا حاجتنا للهواء ...لكنها تصر على الابتعاد عن كل شئ.
احتراما للحقيقة التي لايمكن ان تقال، تلوذ احلام منصوربصمت، فالصمت برأيها أجدى طالما ان "لا احد يسمح لك ان تكتب ماتريد و كما تريد" وطالما كانت الحقيقة مهولة ..تخيف الجميع فهي كما تصف نفسها ميتة في بيتها "ساموت كأية شهيدة".
احلام منصوركما تصف نفسها باعتزاز.." ثائرة عراقية". حين كانت في بغداد كان قلبها مع الثوار طيلة ثلاثين سنة وهي الان في السليمانية وقلبها مع كل عراقي وما احوجنا للثائرات العراقيات الان؟ لكن احلام منصور لاتريد لانفاسها ان تتلوث بهواء الطائفية الذي يملأ اجواء العراق فتفضل الانزواء بين اوراقها ولفافاتها، ولا تريد ان تشارك في لعبة السياسة وان كانت قد لعبت سنين طوال فيما سبق لكنها تبررذلك ان لعب تلك الايام كان مختلفا "لنلعب ..ولكن ليس بالدم ...لنلعب ..ولكن ليس بالنفط".
محقة احلام منصور، فاللاعبون الان يلعبون بدم العراقيين وبنفطهم وبمستقبلهم دون ادنى اكتراث ولكن هل تراها محقة احلام منصورفي عزلتها ؟؟
احلام تسجن ذاتها، تكتب روايات ليست للنشر الان "كيف ساطلق صوتي ..ومن تراه يسمعني؟؟ " "رواياتي ستنشر بعد موتي" ورغم خضرة كردستان تجد ذاتها عائشة في مقبرة وادي السلام في النجف كمدا وحزنا على ما يجري في العراق "لدي قلب يتمزق كل يوم وحين اشيخ ساتكئ عليه ، سيتحول الى عكازة"
اتراها محقة هذه المرأة ؟؟؟
لعلها محقة في بلاد تقاسي من فوضى الامكنة؟ سياسيون ارهابيون يتجولون في فضاءات ليست لهم فالفضاء الوحيد الذي يليق بهم هو فضاء السجن، دجالون على منصات ومنابر الجمعة، عمائم على رؤؤس غير ملائمة لها، اساتذة لغة جامعيون لايعرفون ان المضاف اليه مجرور، مذيعات تلفزيون كبائعات اللبن يخاطبن المشاهد بلا ذوق ولا ادنى معرفة بما يتوجب ان يكون عليه المذيع ، نائبات ونواب برلمان لم ينطقن ولم ينطقوا مذ دخلن ودخلوا المنطقة الخضراء وكأن على رؤوسهن ورؤوسهم الطير، قنابل تسقط فوق اسرة النائمين على السطوح لان دين اللة يجب ان يستقيم، يبدو حقا ان لاشئ في العراق موجود في المكان الذي يليق به، كل شئ في العراق يعاني من فوضى الامكنة لكن ذلك يطال احلام منصورذاتها فهي موجودة في المكان الخطأ ايضا.

ليست جدران الغرفة، ولا الفراشات، ولا الاوراق، ولا الصحف القديمة هي المعنية بكلام احلام منصورالجرئ والشجاع بل ملايين الحيارى واليتامى والتائهين بين وعود الاحزاب المتنفذة وممارساتها المشينة، والهاربين من تهديد المليشيات، والاف المتجمعين كل صباح على قارعة الطريق بانتظار رزق اليوم او حزام ناسف يطيح بالامال والاحلام ويلقي بالعائلة الى لجة المجهول. بانتظاراحلام منصور ملايين اليافعين الذين تحرروا من شبح جيش صدام لتتلقاهم جيوش محمد والمهدي وعمر وكتائبهم التي لايعرف احد من يدفع المال لادامة افعالها الدموية.
لايحتاج العراق الان احدا كحاجته الى مثقف موضوعي شجاع، لايخاف عاقبة مايكتب ويقول ما يعتقده بحيادية وثقة ، نحن نحتاج المثقفين قبل البنك الدولي، والمقالات الجريئة قبل عطايا الدول المانحة، والحوارات العميقة التي توقظ الناس قبل مؤتمرات اعادة الاعمار فالنفس الخربة، والاعماق الفارغة، والعقول المتعصبة المنغلقة على ذواتها لاتبني وطنا والمثقفون في العراق كثر، والمثقفون الشجعان منهم الذين لايترددون في قول مايريدون ويصرون على قول مايريدون رغم التهديدات لاحصرلهم، لكنهم يتوارون يأسا وخيبة بعد ان فاجأتهم الاحداث بما لم يتوقعوه لهولها وابتعادها عن ادنى مستويات القيم والاخلاق واحلام ، لاشك واحدة من هؤلاء المثقفين.
اما وان احلام تصف نفسها "بالمرآة العاكسة التي تخاف منها الحقيقة"، فذلك يحرضني على ان اهيب بكل من يقرا مقالي هذا لان يقترح منبرا اعلاميا حرا او فضاءية لاتحصي انفاس كتابها ومحرريها لكي تستوعب المديات الرحبة التي تروم احلام منصورالركض فيها لكي لاتختنق هي ولانختنق نحن جميعا كمدا وخيبة وعزلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احلام منصور
زينب خانقين ( 2011 / 2 / 4 - 08:50 )
سمعت كثيرا عن الكاتبة الكبيرة احلام منصور ولكننى عندما رايتها عن قرب ادركت بانها انسانة اعطت الكثير وكتبت اروع ماكتبت انها رقيقة كالوردة تستحق ان نعطيها الكثير من الاحترام فهى تاريخ وكتاب نتمنى لها العمر الطويل والمزيد من الابداع والتواصل

اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان