الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحزم حقائبنا ونرحل من وطن ضاق بنا .......... رسالة مفتوحة الى مسيحيي العراق

كوهر يوحنان عوديش

2007 / 8 / 8
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


بعد كل الذي قيل وكل الذي كتب وكل الجهود المبذولة من قبل بعض المخلصين لمساعدة شعبنا على اجتياز هذه المحنة التي يمر بها، ظل بعض المسؤولين وقادة الاحزاب ورجال الدين متخبطين بافكارهم الانتهازية يخططون بكيفية انتهاز هذه الفرص لزيادة ثرواتهم وايداعها في البنوك الامنة التي لا تطالها ايادي الارهابيين ولا يعرف بها الاقرباء والاتباع، فالقضية اصبحت تجارة كلما كبرت المعاناة ازدادت الايرادات وثبتت الكراسي وتدلت الكروش وكثرت التصريحات ...........
مآسي ابناء شعبنا ليست مخفية وليست بحاجة للتوضيح، فالذي كتب يكفي والذي قيل يكفي والذي سمع يكفي، لكن المخفي والمحتاج للتوضيح اكثر من أي شيء اخر هو :- ماذا فعل ويفعل وسيفعل كل شخص اعتبر نفسه مخلصا لقضية شعبنا وممثله الشرعي في الاجتماعات والندوات ( طبعا يجب ان لا ننسى العزائم وجلسات السهر والشرب وال ........ ) ماذا سيفعلون لانهاء هذه المحنة ؟؟؟
مأساة المسيحيين العراقيين لا تنتهي بهروبهم الى كردستان ودول الجوار لان المعاناة تسكن معهم، ( تفطر وتتغدى وتتعشى معهم وتنام أيضا معهم )، الايجارات الخيالية وصعوبة ايجاد عمل لتغطية المصاريف ومشقة توفير لقمة شريفة، بالاضافة الى مشاكل النقل الدراسي، ( لقد ترك الكثير من طلاب المعاهد والكليات دراستهم لعدم تمكنهم من الالتحاق بالجامعات الاخرى)، والمستقبل المجهول، اضف اليها الغربة ومعاناتها، كلها مشاكل وهموم يعيشونها كل لحظة... فالمواطن الذين هُجِّر من منطقته أو ترك مسكنه خوفا على حياته وحياة عائلته لن يعيش بالهواء حين يلتجئ الى مكان اكثر امناً.
لقد اصبح العراق بعد السقوط وبفضل سياسة المحتل دولة الميليشيات الدينية، التي تقتل على الهوية، وكان المسيحيون اول المستهدفين وذلك لعدم امتلاكهم لميليشيا خاصة بهم وقلة عددهم، حيث اصبحوا فريسة سهلة للوحوش الانسانية ( المحتمية بعباءة رجال الدين ورؤساء العصابات التي لا تعد ولا تحصى)، والتي كشرت عن انيابها لتنهش اللحوم البريئة وتغتصب شرف النساء وتغتال احلام الاطفال وتفجر اماكن عبادتهم .....
كل هذا يحدث لمواطنين عراقيين مسالمين اصحاب اقدم الحضارات ليس لسبب سوى ايمانهم بالمسيحية !! وايمانهم بعراق واحد يعيشون تحت ظل نخيله مع الاخرين دون تعصب, ايمانهم بعراق لا يفرق بين المسيحي والمسلم، أوبين العربي والكردي أو بين السني والشيعي.
احصائيات كثيرة ومقالات اكثر وصراخ وقصص محزنة تروى هنا وهناك ونداءات وبيانات و ..و .. و.. كلها تدل على شيء واحد وهو ان المسيحيين في العراق مهددين بالانقراض ( كما حصل للديناصورات في غابر ألازمان مع فارق وحيد وهو اننا على حافة الانقراض في القرن الواحد والعشرين زمن الحريات والديمقراطيات وحقوق الانسان في ظل حكومة ديمقراطية منتخبة !! ) قلتها واقولها ثانية ان النداءات والتصريحات النارية لن تجدي نفعاً ( حتى النداءت التي اطلقها كل من عمانوئيل دلي بطريرك الكلدان ومار دنخا الرابع بطريرك الكنيسة الشرقية الاشورية كان مجرد نداءات استغاثة واستعطاف وليس دعوة لاتخاذ موقف او اجراء ما من قبل ابناء طائفتهم، اضافة الى انها جاءت متأخرة كثيراً )، اما تصريحات ممثلينا في البرلمان والمحسوبين علينا من المسؤولين والمتنفذين الحكوميين فهي غريبة وعجيبة وشيء فريد من نوعه، لانها وبكل صراحة لا تتعدى كونها فقاعات هوائية تنفجر بعد ثواني من انطلاقها لتختفي والى الابد، فكل الذي قيل وصُرح به من قبل هؤلاء السادة كان تصريحات استرضائية كي لا يثيروا غضب اسيادهم وفي نفس الوقت كلمات مجاملة لتخدير عواطف اتباعهم.
بحكم عملي واحتكاكي اليومي بالكثيرين، سمعت ما يكفي من المآسي والمعاناة التي تعرض ويتعرض لها المسيحيين في المدن الجنوبية، اخوتنا الذين اصبحوا ضحية الزمن الرديء والفاسد، سمعت قصصهم المبكية وظروف عيشهم التي لا تطاق و .. و.. و.. لكنني لم اسمع يوما بان المسؤول الفلاني او ........ ( عذرا لكنني اتمنى ان يملأ هذا الفراغ من قبل القاريء الكريم بالكلمة التي تناسبها ) ساعد احدهم او حاول تخفيف معاناته ولو قليلا، ( يستثنى من هذا السيد سركيس اغاجان الذي حاول ويحاول مساعدة الجميع دون تفرقة او استثناءات)، حتى لو كان هذا القليل بالكلمات وليس بالدولارات التي تسير عقولهم ورجولتهم ومبادئهم وضميرهم وسياسيتهم، لم اسمع يوما، ان المليادير الفلاني من ابناء شعبنا تبرع بالمبلغ الفلاني للفقراء والمحتاجين من المهجرين من اخواننا، بالعكس كل ما اسمعه هو تكوين الملايين على حساب معاناتنا وصرف المساعدات على الاقرباء والحاشية وافراد العصابة، فهم اولى بها من مستحقيها من الفقراء والمحتاجين.
لست بصدد فضح المسؤولين او دعوتهم للاعتزال، فهذه الاشياء عرفناها وقلناها ونسيناها او بالاحرى يئسنا من تكرارها، اليوم ادعو كل المسيحيين العراقيين المشتتين والمتفرقين بفضل سياسييهم ورجال دينهم ان يحزموا حقائبهم ويرحلوا والى الابد من هذا الوطن، ومن ثم يدعو المنظمات الانسانية والامم المتحدة والدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية لايجاد منطقة امنة لهم في مثلث برمودا او جزر الواق واق واذا عجزوا لتكن هذه المنطقة في كوكب المريخ !!الذي لم يدنس بعد.
ربما هي دعوة غريبة من نوعها لكن ماذا نفعل بعد ان اصبحنا وحيدين، لا حكومة ولا وطن ولا مرجعية، نصرخ فيعود الصدى، نصرخ ويعود ثانية، ونصرخ فيموت الصدى في الاعماق، وهكذا نفقد الامل في الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل.. تداعيات انسحاب غانتس من حكومة الحرب | #الظهيرة


.. انهيار منزل تحت الإنشاء بسبب عاصفة قوية ضربت ولاية #تكساس ال




.. تصعيد المحور الإيراني.. هل يخدم إسرائيل أم المنطقة؟ | #ملف_ا


.. عبر الخريطة التفاعلية.. معارك ضارية بين الجيش والمقاومة الفل




.. كتائب القسام: قصفنا مدينة سديروت وتحشدات للجيش الإسرائيلي