الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشأة اكرم ... وما سيقدمه العين الاماراتي غير النقود ؟

جميل محسن

2007 / 8 / 8
عالم الرياضة


نشأة أكرم ... و ماسيقدمه العين الإماراتي غير النقود؟
موسم الهجرة الى الأندية الخليجية الذي بدأ في عقد التسعينات وسحب المواهب الكروية العراقية الواعدة وقتها مثل احمد راضي وحبيب جعفر ولأسباب مادية قاهرة على الأغلب ليشتركوا في دوريات الملاعب الكبيرة الفارغة والجمهور القليل وتنافس فرقي لايرقى أبدا حتى الى مستويات الدوري العراقي في أحلك أيامه , واستمر الحال إلى مابعد العام 2000 وأجيال أخرى من اللاعبين تتزايد أعدادها وتقل أثمان انتقالاتها ضمن سوق العرض والطلب تتحول الى مستويات متأخرة عنا كرويا كمثال الدوري السوري والأردني واللبناني لتوفر متطلباتها المعيشية على حساب المهارة والتطور ناهيك عن الشهرة والطموح .
استمر الدوري العراقي رغم بؤسه وشحه الموارد المالية وقيود اللجنة الاولمبية تجاه عقود اللاعبين داخليا وخارجيا واشتراط موافقتها مع اقتطاع نسبة معينة كحصة ملزمة للموافقة على الانتقال , كل ماسبق وغيره ضيق على اللاعب العراقي فرصته وانعكس الأمر على أداء الأندية الجماهيرية ومن ثم على المنتخب الوطني رغم بقاء سمعته ولكنه كما بدا واضحا انه أصبح خارج نطاق المنافسة الفعلية سواء مع دول الخليج والمنطقة أو البطولات الأسيوية المتعددة .
ماذا حصل بعد السقوط 2003 والوضع الجديد الذي أصبح فيه اللاعب العراقي والكرة المحلية بلا قيود ولا تحديد مسارات تفرضها سلطة او جهة رسمية بل حرية إلى درجة الفوضى تبعها تعطل الدوري المحلي (العصب الحقيقي المحرك ومنبع المواهب )خاصة في أقسام الوسط والجنوب العراقي وتحركه الى الأمام في المنطقة الشمالية التي أصبحت الحاضن وقبلة اغلب الكوادر التدريبية واللاعبين البارزين , وتزداد الهجرة والتعاقدات الجديدة والمتنوعة ويفرض اللاعب العراقي اسمه وسمعته على نطاق واسع خاصة بعد ان ازدادت وتوسعت موارده المالية بغياب المحاسبة الرسمية وتحوله نحو الاحتراف الكامل الذي أعطى مردوده للمرة الأولى في دورة اثينا الاولمبية والشعور المتجدد للاعب العراقي ببذل أقصى جهوده من اجل مجده الشخصي وقيمته في سوق الاحتراف . ووطنيته وغيرته العراقية التي نفض عنها الغبار وهو يرى ويسمع صرخات وآلام أبناء شعبه الجريح , وكان المركز الرابع اولمبيا والسمعة الطيبة , الثمرة الأولى للانتفاضة الكروية العراقية التي أصبح الشتات فيها والغربة هي القاعدة والارتباط بالوطن وعلمه وأهله هو الهدف .
في المجال السياسي تختلف وتتصارع الكتل والتيارات العراقية وكل يدعي المحبة الكاملة وامتلاك الطريقة والدواء الشافي لأمراض الوطن ماليس للآخرين مثله . وهو أي الحزب او الفئة المنقذ وأحيانا الوحيد الذي يستطيع إيصال البلد إلى شاطئ الأمان , ولا يجد مثل هذا الكلام صدى او مستمعين في مجال الرياضة والألعاب الجماعية وخاصة كرة القدم , حيث لايستطيع الفرد إلا أن يستلم كرة زميله او يرسلها لآخر وهكذا إذا رغب الوصول نحو الهدف .
نعود الى مابدأنا به , القدير المثابر نشأة أكرم نجم خط الوسط واحد الكبار في بطولة آسيا الأخيرة ورحلة الإلف ميل التي قطعها ويقطعها كغيره من أساطير الكرة العراقية متغربا عن ارض الوطن متنقلا بين نوادي يقدم لها المستوى الراقي والجهد والعطاء ولا تستطيع هي ان تعطيه تطوير القدرات والطموح المشروع بالارتقاء نحو العالمية لمحدودية أوضاعها ومكانتها على الخارطة الكروية رغم ماتوفره من احتضان ومادة واستقرار قد لا يجدها في بلده وهي المشكلة الرئيسية للاعب العراقي حيث تتوزع كفاءاته كما هو الحال في اغلب المهن الأخرى في بلدان الغربة الموحشة طلبا للامان والحياة الطبيعية
ولكن الحلم والطموح يجب أن لا ينتهيا مادام المستجد من الأحداث تضهر معدن اللاعب والإنسان العراقي وما تجلى في المباريات الأخيرة وفي ملاعب 4 بلدان آسيوية ومقابل دول حكمت ظروفنا ان تسبقنا في التصنيف العالمي الكروي ولا أريد الإطالة في إعادة صورة ماشاهده الجميع ولكن يجب الإشارة ومحاولة استيعاب بعض الاضاءات التي لابد لها ان تكون المحرك لنقلة نوعية في المسيرة الكروية العراقية أفرادا وفرق وأندية في مبارياتها المقبلة وخاصة للأندية من حيث تثبيت الثقة بقدرة اللاعب المحتاج للإدارة الجيدة والمدرب القدير , وما تحدث عنه السيد فييرا المدرب البرازيلي وما احتك به وصقله لينتصر , من القدرة الفطرية للاعب العراقي , وليس ذلك بغريب لو قارناه بتجارب بعض الدول الأفريقية مثل الكامرون والسنغال وغيرها ومستواهم كفرق ولاعبين أفراد لايقلون شأنا عن أرقى المواهب الفردية والفرقية للبرازيليين او الأوربيين .
فما بال المحترف العراقي الموهوب بعد بطولة آسيا الأسطورية يعود إلى نقطة الصفر ؟
والعودة ثانية للعزيز نشأة أكرم الذي صرح حتى قبل انتهاء البطولة أن وجهته المقبلة ستكون أما الى نادي الزمالك المصري صاحب الأمجاد او نادي سندرلا ند الانكليزي الصاعد حديثا الى الدرجة الأولى حيث المدرب روي كين الايرلندي نجم خط وسط مانشستر يونايتد سابقا الذي يشابه لعبه طريقة أداء نشأة في منطقة الوسط مع اختلاف الظروف والشهرة والمسافات , ونتساءل هل يستطيع احدهم وحتى الحاقد اتهام لاعبنا بالمبالغة او الحلم المستحيل ؟ ونحيل الجواب الى القراء .
نقطة الصفر هي مايتردد حاليا من أن مبدعنا وبطلنا سيوقع ويلعب لنادي العين الإماراتي ! أي العودة الى دوريات الملاعب الكبيرة والجمهور القليل , حيث لا شهرة ولا تطوير مطلوب للقدرات الذاتية ولا حتى تلامس مع رصيد العالمية الذي سيحققه لو وقع اللاعب للزمالك أو سندرلا ند وأمثالهما حيث الاحتكاك المتواصل بالفرق الكبيرة , ولتكون مبادرة استحقاق وتقدم إلى الأمام يستحقها ويستفيد منها الجيل الكروي العراقي الحالي وفي مستقبل الأيام .
قد يكون عقد العين قد وقع وانتهى الأمر , حينها سنعتبر ماكتبناه همسة له وللمستويات المتقدمة من اللاعبين أن تكون طموحاتهم وأحلامهم اكبر من مجرد الانضمام إلى ناد لايقدم الشهرة وتطوير الأداء بل المال فقط .

جميل محسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دوري أبطال أوروبا.. داني كارفاخال يحقق لقبه السادس مع ريال م


.. محمود البزاوي يسخر من نهائي دوري أبطال أوروبا على طريقته الخ




.. مودريتش يوافق على التجديد لريال مدريد حتى 2026


.. بعد انتهاء الموسم الأوروبي.. إليك ترتيب الأندية أبطال الدوري




.. نجوم عرب يقيمون مباراة خيرية لكرة القدم في لندن دعما لأطفال