الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي يحترف اللعب على التوازنات

جهاد الرنتيسي

2007 / 8 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


يكاد تداخل السياستين الخارجية والداخلية اللتين تتبعهما حكومة نوري المالكي ان يخفي مراهنات على توازنات اقليمية للبقاء على سدة الحكومة الايلة للسقوط .
ففي الاشهر الماضية ظهرت اكثر من محاولة لتحويل الحالة العراقية من بؤرة صراع بين " محور الشر " و" الشيطان الاكبر " الى استراحة محاربين وربما منصة انطلاق لمعالجة بؤر التوتر الاخرى وحل القضايا العالقة.
وبعد اتصالات وزيارات تخللتها مناورات سياسية ووعود واستعدادات لتقديم خدمات نجحت مساعي المالكي في عقد ثلاثة اجتماعات في بغداد تنازل خلالها رئيس الوزراء العراقي عن صفته التمثيلية ليتحول الى شاهد زور .
ورغم الضجة المثارة حول هذه اللقاءات ، ومحاولة الايحاء بجدوى اللجنة الامنية الثلاثية لم يخرج مسار الاحداث عن سياق لقاء " المازومين " الباحثين عن قشة تنقذهم من غرق محقق .
فمن ناحيته يحاول الرئيس الاميركي جورج بوش جاهدا الابقاء على المالكي في سدة الحكم اطول فترة ممكنة ، واظهارالحكومة العراقية بتركيبتها الحالية في صورة الطرف القادر على اعادة الهدوء والاستقرار ، وبالتالي تنفيذ الاجندة الاميركية المعلنة في العراق .
ولا يعبر موقف بوش عن قناعة بامكانية نجاح حكومة المالكي في مهمتها بقدر ما يظهر خشية سيد البيت الابيض من اثر الاعتراف بفشل الحكومة العراقية على معركة كسر العظم التي يخوضها مع خصومه الجمهوريين .
والواضح من خلال تصريحات المسؤولين الاميركيين ان النتائج التي حققتها محاولة تركيب اقدام خشبية لحكومة المالكي العرجاء مازالت محدودة .
فالمؤشرات التي يمكن التقاطها تقود الى ان سياسة " الرتق " التي يتبعها الرئيس بوش لم تعد مقنعة حتى لاقطاب الحزب الجمهوري اللذين تتوالى اعترافاتهم بخطا السياسات الاميركية المتبعة في العراق .
وفي المقابل تتعامل ايران مع العراق وكانه " طائرة مختطفة " يمكن المساومة على ركابها حتى اللحظة الاخيرة من عملية الاختطاف .
ونتيجة لحساسية الحالة العراقية ، وحضورها في الحسابات الاستراتيجية ترسخت لدى الجانب الايراني قناعة بان الورقة العراقية الاكثر اهمية بين الاوراق العربية المستخدمة في الضغط على الجانب الاميركي ، وتوسيع دور ايران الاقليمي ، وتكريسها شريكا في عملية صنع القرار .
وبانغماسها في " المقامرة " تتجاهل طهران ابعادا اخرى للمعادلة من بينها قابلية العراق للتحول الى "مصيدة" للمسكونين باحلام التوسع والهيمنة الاقليمية .
ولا يلوح في الافق ما يوحي بتغيير السياسة الايرانية في العراق الامر الذي يقلل من احتمالات التهدئة ـ القليلة اصلا ـ على المدى القريب .
ولا شك في ان رئيس الوزراء العراقي يدرك هذه الحقائق جيدا وهو يدفع باتجاه ادامة الحوار الاميركي ـ الايراني في العراق ووضع اليات لماسسته من خلال تشكيل اللجنة الامنية .
ولكنه يرى في الحوار الاميركي ـ الايراني المأزوم فرصة للالتفاف على الاخفاقات الناجمة عن تركيبة حكومته القائمة على المحاصصة الطائفية .
وفي محاولات ادامة حوار الغارقين في الدوامة العراقية يدير المالكي ظهره لمتطلبات المصالحة الوطنية بدءا من تجيير هيئة اجتثاث البعث لطهران ، ومرورا بغض الطرف عن الممارسات اليومية لاجهزة الامن الايرانية في العراق ، والدفاع عن عملية سياسية هشة لا تمتلك مقومات الاستمرار ، وانتهاء بعدم اكتراث بمشاعر قطاعات واسعة من الشارع ، وصل حد زيارة ايران في ذكرى اطلاق الخميني مقولته الشهيرة بـ " تجرع السم " مع انتهاء حرب الخليج الاولى التي اعتاد العراقيون على الاحتفال بها باعتبارها يوم نصر عظيم .
وبالتقاء عوامل بحجم استمرار سياسة حافة الهاوية التي تتبعها طهران في العراق ، ومناورات شراء الوقت التي تقوم بها الادارة الاميركية بين الحين والاخر ، ودفاع الائتلاف الداعم للمالكي عن افرازات المحاصصة الطائفية ، وممارسته سياسة اللعب على التوازنات الخارجية لاقصاء قوى سياسية واجتماعية رئيسية في المجتمع العراقي تتجه الاوضاع نحو مزيد من التازيم والابتعاد عن فرص الحل التي تتضاءل يوما بعد يوم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل توسع عمليات هدم منازل الفلسطينيين غير المرخصة في الق


.. عقب انتحار طالبة في المغرب مخاوف من تحول الأمر إلى ظاهرة بين




.. #فائق_الشيخ_علي: #صدام_حسين مجرم وسفاح ولكنه أشرف منهم كلهم.


.. نتنياهو يتوعد بضرب -الأعداء- وتحقيق النصر الشامل.. ويحشد على




.. في ظل دعوات دولية لإصلاح السلطة الفلسطينية.. أوروبا تربط مسا