الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيرة بن سباهي ...الجزء الثاني

عبد الرزاق حرج

2007 / 8 / 9
سيرة ذاتية


طالما أن تحلم بتغير العالم فأنك كاذب ...!! روائي فرنسي

مات تحت سقف المكائد والخذلان حين عطر وجه التراب ..أنتفت رؤياه وأحاسيسه ومات كجريح حرب في أرض الحرام ...
كانت السماء رماديه تتلوى بالبرق كأفاعي هاربه..عندما ألتقيت ب( فاضل والرسام) في أزقة شارع الرشيد ..كانوا متلازمين ومتفاهمين ومتفقين كحجر متداخل ..ظلت نظرات الرسام مابين الآرض ولي في دقائق اللقاء .. كعيون سمكه ميته بعدما عرف الكل أن الرسام أحرق جميع كتبه !!!..وجهه الوردي والطويل حزين وشعر رأسه غير منتظم على قامته الضعيفه الدافئه بستره غامضة اللون ويديه داخل جيوب الستره وقدميه التي تلبس حذاء طويل بدون جوراب تطلب النجده من كراسي المقهى التي كانت قريبه من لقائنا ..كان يتحدث بلكنه وسطيه تميل الى البغداديه في حالة الثقافة والتنظير التشكيلي وبرطنات نساء متبرجزات لكن عندما يعلوغضبه تتقافز عباراته الى أصله الجنوبي .. دائما تخرج أصواته ناعمه ودفاعاته تذكرك بالتمرد الذي غرس به منذ الطفوله .. القسوه والعاطفه لايلتقيان في حياة السوق الآباحي في تسعينات القرن الماضي الذي يهوى التسلط وأكداس المال وحكايات الغزوات والسرقه والمجد,,, والناس تزحف الى السوق كفئران بلون التراب بوجوه هزيله وشاحبه ومزمومة الشفاة وعيون يتوارى منها النوم ..كانت أضرار الله لدى الناس كبيره وأصبحت لغتهم لغة لعق المؤخرات !!..كانت هيئة الناس غارقه بالمشاكسه ونظراتهم تبحر بالعدم .. خلفت لنا الحروب أعظم الشرور ...ظل (الرسام وبن سباهي) يبحثان عن فرص العمل الخائبه والضائعه بين زحمت السوق,, سارق المستقبل ..أصحابنا ومعارفنا وأصدقائنا عملوا بأعمال دون المستوى !!!..بياعي شاي وسكائر وأحذية نساء وحقائب نسائيه وحمالون ويدفعون عربات بيع الباقلاء والحمص المسلوق ودلالون في الآسواق ووووو..والى أسوء الآعمال الحقيره!!!..في منشأك الآول تتعلم الصح والكذب من مصادر مختلفه ..والسوق يسرقها منك ويبضعك عالم الجريمه !!..حياة (الرسام) أصبحت جليديه مما عجل بحصوله على جواز سفر بطريقه فنيه ومغامره وولى هاربا بدون مال كثير وحله من الملابس القليله الى بلدان الجوار لكي يعثر على حظه بطريقه سليمه ...بقى (بن سباهي )يتخبط مع نفسه كعقرب وسط النار ويسير بالطرقات الملتويه كقروي جنوبي لايقيم وزنا الى الدروب ..عمل (بن سباهي) بأعمال حين تبدأ تنتهي ..زحلق لي خبر عن طريق طيب الذكر( محمد رضا) بعدما ألتقيت به في مطعمه في الشورجه القديمه ..أن( بن سباهي) في الآسبوع القادم سوف يركب الى كردستان ومحطته الآولى هي أربيل ..لهذا يتنظرك هناك في كردستان .. الوضع يسوء من سيء الى أسوء بعد مقتل أحد شيوخ الدين في المذهب الشيعي ..(محمد الصدر وأولاده) ..في عام 99 من القرن المنصرم ..أخبرني مسؤول المنطقه حزبيا للسلطه السابقه وقال لي بصريح العباره ..بعدما كان بيتي الفقير عرضه للتفتيش بأي وقت يحلوا لهم ..أنك معرض للخطر ..أذا بقيت هنا ..قلت له مالعمل ..قال لي ..لا أعرف ..لكن أمورك يهددها الخطر ..وهو ينظر بعيونه اللامعه الى سيارة المرسيديس المركونه السوداء ويجلس فيها رجال غلاظ بأثواب مدنيه وأبوابها مفتوحه بجانب الجامع الذي يقابل شقتي ومحل لبيع الآنتيكات للمسؤول الحزبي..بعد التأمل والملاحظه والآستناتج جاء القرار .. حدس الخطر هي ومضه الشئ ..ودعت ذكرياتي ومدن الطفوله وعشيقاتي وأهلي وأصحابي ..ركبت فجرا الى الموصل ومعي جوازي بين أوراقه فيزا تركيا وكيس نايلون يحتوي على قميص وبجامة نوم ..يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 200 يوم على حرب غزة.. ماذا جرى في «مفاوضات الهدنة»؟| #الظهير


.. مخاوف من اتساع الحرب.. تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل| #




.. في غضون أسبوع.. نتنياهو يخشى -أمر- الجنائية الدولية باعتقاله


.. هل تشعل فرنسا حربا نووية لمواجهة موسكو؟ | #الظهيرة




.. متحدث الخارجية القطرية لهآرتس: الاتفاق بحاجة لمزيد من التناز