الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة بانورمية لخطة بيرس الجديدة....

يونس العموري

2007 / 8 / 10
القضية الفلسطينية



ما بين الحل و(الحل الخلاق..) تكمن مفصلية الأهداف الإسرائيلية الكبرى... وما بين الدعوة الى (الحل السلمي) والمخطط الإسرائيلي المنسجم مع تعزيز يهودية الدولة العبرية وتصفية الحقوق الكبرى للشعب الفلسطيني والمتمثلة بحق العودة وفقا لقرار الشرعية الدولية رقم 194 والذي يمثل جوهر القضية الفلسطينية والإلتفاف على حق تقرير المصير من خلال ما يمكننا ان نسميه تطويع الفهم القانوني والسياسي لمبدأ حق السيادة وتقرير المصير عبر ما يسمى بمبدأ التبادلية للأراضي مع اراضي من مناطق ال 48 بسكانها وهذا ما يمثل اخطر فعل ترانسفيري جديد لهوية الشعب الفلسطيني في مناطق ال 48 بعدما اصبحت المشكلة الديمغرافية واحدة من اكثر القضايا ازعاجا لمهندسي الإستراتجية السياسية الإسرائيلية... وتطويع الإرادة الدولية والشعبية الفلسطينية فيما يخص قضية القدس من خلال ادارتها من خلال ادارة ثلاثية مشتركة، وكأن مشكلة القدس فقط دينية روحانية ولاتخص الأرض والانسان فيها، وكونها جزء لا يمكن ان يتجزأ عن بأقي الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 67 وبالتالي يسري عليها ما يسري على الضفة الغربية وقطاع غزة وكونها تشكل مع هذه المناطق وحدة جغرافية واحدة وانسانية واحدة.... وانه لايمكن اختصار قضية القدس برفع العلم الفلسطيني كشكل من اشكال رموز السيادة على المسجد الأقصى مع افراغ هكذا سيادة من مضامينها ومعانيها الفعلية....
هذا ملخص ما كشفت عنه الصحافة العبرية قبل ايام عن الخطة التي اعدها الرئيس الإسرائيلي الجديد شمعون بيرس والذي يطرح من خلالها رؤيته للحل بما ينسجم والهدف الإسرائيلي الإستراتجي الكبير، حيث تسعى اسرائيل لأن تتحول الى الدولة الشرق اوسطة الكبرى في المنطقة وذلك من خلال بوابة العبور الإستراتيجية وذلك بإيجاد حلول ما للقضية الفلسطينية ليكون بالتالي المبرر القانوني والأخلاقي والسياسي لإنجاز ملف التطبيع والجهات العربية الرسمية..
وبالتفاصيل فقد ضجت الحلبة السياسية الإسرائيلية بالخطة السياسية التي وضعها الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز والتي تقضي بالانسحاب من الضفة الغربية إلى حدود الرابع من حزيران، مع تعديلات يتم التعويض عنها بأراضي (إسرائيلية) مع سكانها من فلسطينيي الـ48 مما يشكل تطبيقا لمبدأ (الترانسفير) الإسرائيلي.
كما تفضي هذه الخطة التي حاول مكتب اولمرت التبرأ منها بالظرف الراهن في محاولة لجس النبض الفلسطيني والعربي اولا عليها قبل ان يطرح موفقه منها لإستثمار ما يمكن استثماره في حالة كانت الردود الفلسطينية والعربية ايجابية الشكل والتوجه اتجاه المبادرة، وبهدف تخفيض سقف التوقعات وتحويل تلك الخطة الى مادة جديدة للتفاوض على مبادرة للتنفيذ، مما يعني الهبوط عن سقف مبادرة بيرس نفسها وخلق ما يسمى بالأجواء السلامية في المنطقة وهو ما تراهن عليه ادارة تل ابيب حاليا بشكل او بأخر.... وذلك لتحقيق العديد من الأهداف التي لا يمكن ان تتحقق وفقا للحسابات الإقليمية الجديدة الا من خلال العمل على ايجاد حلول ما للقضية الفلسطينية تتوافق والرؤية الإسرائيلية اولا والتي تقضي بمحاولة تعزيز المفهوم الديمغرافي اليهودي في الدولة العبرية على حساب سكان هذه الأرض الأصليين وهو ما بات يزعج صناع القرار الإستراتيجي الإسرائيلي كما اسلفنا الذكر .. ومحاولة حشد التأييد العربي والإقليمي والدولي لما يسمى (بالحل الخلاق لقضية اللاجئين) والتي تهدف اساسا لتصفية هذه القضية وتطويع حلولها وفقا لرغبات حكام تل ابيب وبما يتوافق ومصالح دول المنطقة، وهذا التطويع يصب بالنهاية في بوتقة التوطين والتهجير مع العلم ان ما يسمى بالعودة الى مناطق الدولة الفلسطينية العتيدة (الضفة الغربية وقطاع غزه) يعتبر ووفقا للمفاهيم القانونية الدولية ولقرار الشرعية الدولية توطين وتصفية لقضية وحقوق اللاجئين... الأمر الذي يعني التفاف على الحق التاريخي لأكثرية الشعب الفلسطيني ذاته بالعودة وتقرير المصير على الصعيد الفردي والشخصي... وهو الأمر الذي يتناقض وجوهرية القضية الفلسطينية ونضالات الشعب الفلسطيني منذ بدايات الغزوة الإحتلالية الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية التي خلفت أكبر تجمع بشري للجوء والتشتت....
مسألة اخرى تحملها هذه المباردة وتشكل خرقا للسيادة الوطنية على الأراضي الفلسطينية (الإقليم المُحتل عام 67) حيث ان ما يسمى بمبدأ تبادل الأراضي والكتل الإستيطانية يحمل في طياته الكثير من الدلالات لعل ابرزها ان هذه التكتلات الإستيطانية التي يدور الحديث عنها هي تكتلات واقعة على اراضي ذات صفة استراتيجية بالمعنى الجغرافي كما انها تقع على اكبر الأحواض المائية المخزونة في الأراضي الفلسطينية مما يعني ان الأمر له علاقة بالتخطيط الإستراتيجي على المدى البعيد ولإبقاء السيطرة الإسرائيلية على هكذا تجمعات بشكل مطلق....
ان هذه المباردة وطرحها من قبل الرئيس الإسرائيلي وبهذا التوقيت بالذات اعتقد ان لها الكثير من المغازي اذ انها تأتي اولا في ظل الخلاف الفلسطيني الفلسطيني المحتدم ويُشتم من خلال هذا التوقيت محاولة اسرائيلية للعمل على حبل التناقضات الفلسطينية الداخلية في ظل ضعف القيادة الفلسطينية وعدم امساكها بزمام الأمور وسيطرتها على الأوضاع الداخلية مما يعني انها تأتي في سياق التدخل بالشؤون الفلسطينية الداخلية في محاولة تأثيرية على زيادة حجم الهوة والشقاق الداخلي وهو ما بات واضحا من خلال السياسات المتبعة من قبل الجانب الإسرائيلي بالظرف الراهن.. كما انها تأتي في ظل اعلان الرئيس الأمريكي عن مبادرته السلامية فيما يخص الدعوة لعقد المؤتمر الدولي للسلام وكأن هذه المبادرة تندرج في سياق الأسلوب الإسرائيلي القديم الجديد والقاضي بإشغال الرأي العام المحلي والإقليمي وحتى الدولي بفعل العلاقات العامة من خلال طرح المبادرات التي ستوفر الهوامش المطلوبة للقيادات الإسرائيلية لممارسة فعل العلاقات العامة ودول الجوار وتحقيق ما يمكن تحقيقه من خلال ممارسة هذا النوع من دبلوماسية الأطروحات السياسية المبادراتية... كما انها تأتي برايي كخيار اعلامي مسبوق ما قبل عقد مؤتمر بوش للسلام في محاولة لطرح الخطة الإسرائيلية السلامية التي يراد من خلالها التوجه الى الرأي العام العربي ايضا وان اسرائيل لديها الجهوزية المطلوبة لصناعة ما يسمى بالسلام وان لأسرائيل رغبة لتحقيق هذا السلام... كما ان هناك سبب اخر له علاقة بالوضع الإسرائيلي الداخلي، فبعد فشل القيادة الإسرائيلية الحالية في عدوانها العسكري على لبنان وعجزها عن دحر المقاومة وايقاف الصواريخ المنطلقة من غزه وفشلها في شطب معادلة نهج المقاومة، وهو الأمر الذي تراهن عليه الإدارات الإسرائيلية المتعاقبة لتعزيز نفوذها الداخلي لدى المجتمع الإسرائيلي، وحيث ان هذا الفشل ما زال يهدد اركان حكومة اولمرت ومن خلفها الأحزاب المؤتلفة في الحكومة مما يعني انها باتت مهددة بفعل هذا الفشل وبحاجة لطرح مادة جديدة تضعها على الخارطة السياسية الإسرائيلية وهذا ما أتت به تلك المبادرة التي تعد المجتمع الإسرائيلي بتحقيق ما عجز عن تحقيقه جيشهم.... ويبقى ان نقول ان هذه المباردة انما تصب بالأساس في خدمة مشروع شمعون بيرس الأكبر والمتثل بتحقيق دولة اسرائيل العظمى في المنطقة بعد انجاز التطبيع الكامل مع الدول والأقطار العربية وتحقيق المصالحات التي تتوخاها اسرائيل ليكون لها بالتالي السيطرة الإقتصادية على المنطقة وليكون لها كلمة الفصل الأساسية بكل ما يتعلق بالشؤون الشرق اوسطية كونها ستشكل حجر الزاوية آنذاك بسياسات المتطة برمتها............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله