الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دموع فييرا التي صنعت التاريخ

وسام النجفي

2007 / 8 / 10
عالم الرياضة


لم أجد رجلاً لامست يداه أطراف السماء غير فييرا فاتح أبواب التاريخ للكرة العراقية والعراق بعد سنوات من الجدب والعزلة ، فالرجل الشاحب الوجه إستطاع وبكل حرص أن يجعل المنتخب العراقي سيداً على أسيا وعلى فرق البترول ، كنت أشك في هدوء الرجل و ان وراءه شيء كبير ، كنت ألمح في عينيه دموعاً لفرحة عراقية وإبتسامة لأطفال سئموا من مشاهد الدم والتفجير فالعبقرية قد تختفي لكنها تظهر في الرمق الأخير لتكون شدة ورد تنتشر على القارة الأسيوية بكل هدوء وغنج حتى باتت أفراح ومسرات في شوارع إحتضن الموت أرصفتها ، لا أدري كيف أخرج فييرا هذه الجماهير من كهوفها محلقةً في سماء الوطن رغم الرصاص وأدخنة القتال ، ولا أ دري كيف جعل فييرا الكتيبة العراقية الخضراء ان تتبرزل على النرجسية الإسترالية والتقنية الكورية والنفط السعودي ، فلم يعد ذلك السائح في الملاعب العربية كما هو بعد أن وجد ضالته في أفياء النخيل العراقي هكذا أضاف الى تاريخنا الكروي تاريخاً والى مجدنا مجداً جاء مصطحباً الكأس من بطون أسيا المتخمة بالكؤوس ليعلنها ليلة عراقية رغم المحاولات الرخيصة للنيل من سمعة الكرة العراقية ، فثقته بنفسه أكدت على علو كعبه في التعامل مع مباريات ذات العيار الثقيل بكل حنكة وجرءة فلم نرى مدرباً عراقياً كان أم غير عراقي يدخل النهائي بخطة هجومية غير آبه بالخوف من الخسارة ليؤكد قاعدة ( خير وسيلة للدفاع الهجوم ) إنه يخرج من الخط العام في مفهومنا الكروي لكنه أثبت صحة رأيه رغم توجسنا وأضطراب أعصابنا العراقية ذات الدم الحار ليُسقط كل بالونات الأخرين ويكشر عن انياب أسود الرافدين في المستطيل الأخضر حالة من الفروسية تستمر لتسعون دقيقة متواصلة في الكر والطرق على الحديد حتى يلين ظاهرة لم تألفها الفرق الأسيوية والعربية ليجعل من خصومه مدافعين دون اية فرصة لإلتقاط الأنفاس حتى جاء الخلاص لتستدير الكاميرا على فييرا وهو يلوح لفرسانه بمواصلة الإنقضاض وعدم الإكتفاء بالهدف فهو يريد مركز البطل ولكي يكون بطلاً لابد من تجسيد دور البطولة بأكمله لتنطبق الصفة على الموصوف وتكون الصورة عراقية لا غير وهذا ما حصل لتتساقط من عينيه دمعة ابكتنا نحن العراقيين ليفتح فييرا لاسود الرافدين أبواب التاريخ مشيراً بمنصة التتويج التي حلمنا دهراً بإعتلائها ليجعل من ليلتنا كرنفالاً بالفرح والأهازيج والرقص ونشر الحلوى وبعد كل هذا أمسى معيباً أن أشكر أبناء بلدي فهذا واجبهم وأكتفي بتحيتهم من صميم معاناتنا ولكن عليّ أن أتوجه بالشكر لشريكنا في الإنجاز والعمل والفرحة والدمعة ونقول له بكل إمتنان وتبجيل ...
شكراً فييرا
شكراً فييرا
شكراً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نوران جوهر: سعيدة بالتتويج بلقب الجونة ومستعدة لبطولة العالم


.. علي فرج: سعيد بالتتويج ببطولة الجونة وأشكر الجماهير على الدع




.. تحدي الأبطال - نهائي Legends of Runeterra


.. بعد حصولها على لقب بطولة الجونة للاسكواش سيدات ..نوران جوهر




.. من داخل ممرات ستاد القاهرة جماهير الأهلى تتوعد الترجى التونس