الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمن يهمه الأمر..لا مكان لحزب البعث في عراق المستقبل !!

نجاح يوسف

2003 / 10 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


مسكين شعب العراق .. بالأمس فقط كان العالم كله يغض الطرف عن الجرائم التي ارتكبها نظام صدام المقبور وحزبه الفاشي  ضد الشعب العراقي بكافة قومياته وأديانه , لا بل كان هناك العديد من المرتزقة العرب والأجانب من كان يدافع عنها ولا زال..  واليوم , وبعد أن اكتحلت عيون العراقيين برؤية انهيار النظام القمعي  والتحرر من البعث البائد بعد عقود من القهر والقمع والحرمان والحروب العقيمة ,  يخرج علينا من كان بالأمس يدافع عن هذا النظام الفاشي , ليقدم النصائح للعراقيين ولهيئة الأمم المتحدة بإشراك بقايا البعث المنهار في مجلس الحكم !! إن هذه الأفكار السقيمة والآراء التي يراد من وراء بثها وطرحها , وفي هذا الظروف المعقدة بالذات , زعزعة ثقة العراقيين بإمكانية بناء وطنهم دون مشاركة جلاديهم القدامى ومخربي اقتصاده الحاليين, والإيحاء كذلك بأن زمر التخريب المجرمة من بقايا البعث ومخابراته وبعض المنتفعين من نظامه السابق , إلى جانب المرتزقة دعاة الإسلام , من وهابيين وبقايا فلول القاعدة , هم مقاومة وطنية هدفها طرد القوات المحتلة من العراق!! ويسعى هؤلاء من وراء ذلك , تشويه صورة وسمعة القوى المشاركة في مجلس الحكم , كونه (أي مجلس الحكم)  أولا  لا يمثل كافة فصائل الشعب العراقي , وثانيا قد تم تشكيله تحت حراب الاحتلال  ومن دون انتخابات حرة , وكأن اكثر من ثلاثة عقود عجاف عاشها الشعب العراقي تحت رحمة سيف الجلاد , لم تكن كافية لتبرهن بالملموس زيف ادعاءات هؤلاء المرتزقة ..

كما أن شعبنا العراقي يتذكر جيدا تجربتين مريرتين في تأريخه الحديث , حين جاء البعث إلى السلطة عن طريق انقلاب عسكري دموي عام 1963 وبمؤازرة ودعم ممن يدعون أنهم يحاربون اليوم , كما صرح بذلك قادتهم (جئنا إلى الحكم في قطار أمريكي) , ليطيح باول سلطة وطنية عرفها العراق ويرتكب الجرائم البشعة بحق عشرات الألوف من قادتها ومؤيديها, وبعدها عام 1968 حينما جاء حزب البعث ثانية بانقلاب مشبوه (أبيض) تحول بعد أيام إلى نظام دكتاتوري دموي لم يشهد له تأريخ العراق الحديث مثيلا , وتشهد على ذلك حلبجة والأنفال والمقابر الجماعية والمعتقلات والسجون وساحات الإعدام والحروب الدموية وكذلك الاحتلال !! إن نظام بهذه القسوة,  وحزب تلطخت سمعته وأياديه بجرائم داخلية وخارجية لا تحصى , وانتهج سياسة معادية لطموحات الشعب العراقي في العيش الحر الكريم , لا يمكن أن يكون حزبا سياسيا وطنيا على الإطلاق , ولا مكان له في الحياة السياسية الديمقراطية العراقية , لأنه أصلا لا يعترف بالديمقراطية وحقوق الإنسان..   

أما تعكز البعض على أن مجلس الحكم لم يأتي عن طريق الانتخاب , أو انه لا يمثل الشعب العراقي , فقد صرح اكثر من مرة, عدد غير قليل من رموزه  بأن مجلس الحكم هو سلطة انتقالية لها صلاحيات واسعة جاءت ضمن ظروف سياسية بالغة التعقيد ومن خلال العديد من الاجتماعات واللقاءات مع ممثل الإدارة المدنية السيد بريمر وكذلك مع مبعوث الأمم المتحدة المرحوم دي ميليو , ليتمخض منها هذا المجلس (المؤقت) الذي عين الوزراء,  وأصدر العديد من القرارات التي تخدم أبناء شعبنا, وبدأ يستعيد سلطات أمنية ويضعها بأيدي الشرطة العراقية التي استحدثت ودربت مؤخرا والتي تنشط بمكافحة الجريمة رغم الفترة الزمنية القصيرة, واستحداث فرص عمل للعاطلين وتوزيع الرواتب العالية نسبيا للعاملين في شتى الحقول , والعديد من المنجزات الأخرى وخاصة في مجال الكهرباء والماء والصرف الصحي وبناء وتصليح المدارس ..الخ. وعلى صعيد بناء مستقبل العراق السياسي , فإن مجلس الحكم  سيهيئ لسن دستور عام  للعراق , مما يمهد لإجراء انتخابات حرة وديمقراطية لاختيار ممثلي الشعب العراقي تحت إشراف دولي.. كما لم يدعي أحد أن هذا المجلس يمثل كافة أطياف المجتمع العراقي السياسية , ولكن لا يمكن الإنكار بأنه يمثل طيف واسع  من فسيفساء الشعب العراقي السياسية والقومية والطائفية والدينية, وليس هناك سابقة لأي مجلس حكم عراقي سابق يحمل هذه الصفة وهذا التنوع..

ولا بد من كلمة أخيرة أود أن يسمعها السيد غسان سلامة ممثل الأمم المتحدة في العراق حاليا ومن هم على شاكلته , أن شعبنا العراقي قد سئم لغة القتل والتضليل والاضطهاد والحروب .. وإن تجربة اكثر من أربعة عقود من ممارسات البعث الدموية في العراق , ونتائجها التي نعيشها اليوم , تبرهن بأن العديد من المنابر السياسية العربية والدولية تتحمل مسؤولية ما جرعه شعبنا العراقي من مآسي وويلات جراء دعمهم لنظام القتلة البائد , وصم آذانهم عن سماع آهات واستغاثات شعبنا .. وإني إذ استنكر التصريحات الغير مسؤولة للسيد غسان سلامة , أناشد كل الوطنيين العراقيين وأعضاء مجلس الحكم الانتقالي بإفشال محاولات البعض  إعادة تأهيل مجرمي البعث البائد , أو إعادتهم إلى مراكزهم السابقة, كما أرى ضرورة المضي قدما لاجتثاث حزب البعث الفاشي من حياة مجتمعنا العراقي .. وبهذا فقط نستطيع حماية ما تحقق وتطويره, وبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي , الخالي من العسف والاضطهاد والتمييز العرقي والديني والسياسي .. 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موريتانيا: ماذا وراء زيارة وزيريْ الدفاع والداخلية إلى الحدو


.. إسرائيل وحسابات ما بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة في غزة




.. دبابة السلحفاة الروسية العملاقة تواجه المسيرات الأوكرانية |


.. عالم مغربي يكشف عن اختراع جديد لتغيير مستقبل العرب والبشرية




.. الفرحة تعم قطاع غزة بعد موافقة حماس على وقف الحرب