الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات المغربية- الشرق الأوسطية.. في خطاب الحركة الأمازيغية

أحمد الخنبوبي

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


لقد أدى طرح تأسيس لجنة تحضيرية لجمعية الصداقة بين اليهود الأمازيغ في مختلف بقاع العالم، لربط أواصر العلاقات بينهم و بين هويتهم الثقافية من جهة و بينهم و بين المغاربة من جهة أخرى, إلى ظهور مجموعة من ردود الأفعال المنوهة تارة و المنتقدة تارة أخرى .تنص وثائق اللجنة التحضيرية على أن أهداف الجمعية تتمثل في الحفاظ على المورث الثقافي اليهودي كمكون ديني ارتبط بالمكون الثقافي الأمازيغي كمعطى لغوي منذ الآلاف السنين بالمغرب, مما شكل تراثا إنسانيا وجب الحفاظ عليه و صيانته من الاندثار و من التفرقة التي تكرسها السياسة بين الشعوب.

لقد أظهرت ردود الأفعال المنتقدة للفكرة من أساسها أن المغرب في حقيقة الأمر, ما زال في حاجة ماسة إلى تعميق النقاش في مجموعة من القضايا و الإشكاليات و أن يتم حسمها وفق الطرح المنطقي و العقلاني, لا الطرح الإيديولوجية و العاطفي كإشكالية الهوية و الدين و الثقافة و التاريخ و العلاقات مع الشرق و اليهود المغاربة و غيرها من الأسئلة و الإشكاليات التي أفرزتها مبادرة تأسيس لجنة تحضيرية لجمعية الصداقة الأمازيغية اليهودية.

إن مبادرة تأسيس الجمعية المذكورة لم تكن وليدة اليوم فقد سبق و أن طرحت الفكرة قبل أشهر, لكن القاسم المشترك بين المبادرتين هو أنهما جاءتا من ناشطين داخل الحركة الأمازيغية بالمغرب هذه الأخيرة نجد في أدبيات تنظيماتها المختلفة منذ عقود التنصيص على عدم إقحام المغرب في مشاكل الدول العربية باعتبار الخصوصية الامازيغية للمغرب, و كذا على خلق علاقات متزنة مع دول الشرق الأوسط بما فيها دولة إسرائيل المعترف بها من كل المنظمات الدولية و على رأسها منظمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي إضافة إلى اعتراف الدول المحاذية لها من مصر و الأردن و فلسطين التي وقعت معها كلها اتفاقيات سلام, و كذا لبنان و سوريا هذه الأخيرة التي فقط تتموقف من دولة إسرائيل على احتلال أراضيها بالجولان و قد سبق أن دخلت معها في مفاوضات سلام. كما أن دولة إسرائيل تحظى باعتراف كل الدول الكبرى في العالم من الصين و الهند و روسيا و فرنسا و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية و بالتالي فإن المناوئين لفكرة تأسيس جمعية يهودية أو إسرائيلية -لأن المصطلح الأخير يحيل على اليهودية كما ورد في القرآن الكريم مصطلح بني إسرائيل - بالمغرب و المتمثلين أساسا في المتبقين من المنتمين لأفكار القومية العربية البعثية الصدامية حاولوا أن يربطوا بين فكرة تأسيس الجمعية و علاقات أصحابها مع دولة إسرائيل على حد زعمهم و ادعاء أن تأسيس الجمعية دعم لدولة إسرائل, و كأن هذه الأخيرة التي تعتبر قوة اقتصادية و عسكرية في العالم في حاجة إلى مجهودات نشطاء جمعويين بالمغرب للاعتراف بها مع العلم أن أصحاب الفكرة سيتعاملون حسب وثائقهم مع المجتمع المدني من داخل دولة إسرائيل و ليس بالضرورة مع حكومتها الرسمية التي يتهمها البعض بارتكاب جرائم و الدخول في حروب, و هذا على ما يبدو شأن كل دول العالم فمنطق العلاقات الدولية ينبني على القوة و على المصلحة و الدفاع الشرعي و غيرها من المفاهيم و المبادئ المنظمة لعلاقات الدول و التي تختلف بطبيعة الحال عن علاقات الأفراد فيما بينهم التي يحضر فيها المذهب الأخلاقي.

إن نشطاء الحركة الأمازيغية بالمغرب يتهمون بعض التنظيمات البعثية بالاصطياد في الماء العكر, و أن هذه التنظيمات ليس من مصلحتها أن تعيش شعوب الشرق الأوسط في أمن و سلام و وئام لأن الرأسمال الرمزي لهذه التنظيمات منبني بالأساس على تجييش عواطف الناس و على الحرب بالشرق الأوسط و على جمع التبرعات المشكوك في مصيرها هل لدعم الشعوب أم لدعم المنظمات المسلحة و تجار الحروب بالشرق الأوسط.

إن المنطق السليم يفرض أن يتم دعم أي مبادرة تهدف إلى زرع قيم الصداقة و المحبة و الوئام بين شعوب العالم دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو اللغة أو الجنس أو اللون أو الأصل فنحن في المغرب في حاجة إلى تنظيمات للصداقة مع الشعوب الإسلامية و اليهودية و المسيحية و مع الشعوب العربية أو الانكلوسكسونية و الفرانكفونية و الاسبانية لا إلى تنظيمات لدعم المنظمات المسلحة في العالم و منظمات لزرع الفتنة و إشعال فتيل الحروب في العالم. إن دعوات كهاته تزرع معاداة السامية و الحقد الديني بين صفوف الشعب المغربي المتسم عبر تاريخه الطويل بالتسامح و التعايش وهو ما ينسجم مع تعاليم الديانات السماوية وكافة الشرائع الأرضية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت