الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشامل في هولندا أسوة بكتاب كفاحي لأدولف هتلر

طه معروف

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



في 13 فبراير من العام الحالي في لقاء صحفي و في إطار معاداته للحركات الإسلامية، قال زعيم حزب من أجل الحرية الليبرالي خيرت فيلد رز
أن على المسلمين أن يمزقوا نصف القرآن إذا كانوا راغبين ويريدون البقاء والاندماج في المجتمع الهولندي.فرغم الانتقادات الحكومية والحزبية وخصوصا من جانب حزب العمل pvdAوالحزب الاشتراكي sp و إضافة إلى عدة تحذيرات تلقتها من أجهزة الاستخبارات الهولندية حول خطورة مثل تلك التصريحات التي يمكن أن تؤدي إلى ازدياد احتمال وقوع عمل إرهابي في هولندا ،إلا أن خيلدرز لم يتوقف من انتقاداته الشديدة للإسلام ولم يكتف إلى هذا الحد بل ذهب أبعد من ذلك. وقد نشرت أمس الأربعاء جريدة (فولكس كرانت)تصريحاته الجديدة التي يشن فيها حملة شديدة ونادرة في تأريخ هولندا على الإسلاميين حيث يحث الحكومة بحظر شامل للقرآن في هولندا أسوة بكتاب كفاحي لأدولف هتلر المحظور في هولندا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وذلك في أعقاب قيام ثلاثة شباب، مغربيين وصومالي ،بالاعتداء الجسدي العنيف على شاب، إحسان جامي إيراني الأصل ،ورئيس جمعية (المسلمون السابقون) في هولندا. أي الجمعية الذي ينتمي إليها هؤلاء الذين تركوا الدين الإسلامي.
لم يكن الاعتداء على الشاب إحسان جامي وليد الصدفة أو حادثة عابرة بل هناك مناخ متنام في هولندا جراء تكثيف نشاط الإسلاميين لممارسة الإرهاب في صفوف الجاليات الشرق الأوسطية والشمال الأفريقية الذين يريدون الاندماج مع المجتمع ويفضلون الثقافة الهولندية المدنية السائدة على التعاليم الإسلامية. وهذا يعتبر لدى الإسلاميين تهديدا خطيرا لمكانة الإسلام ومصيره السياسي وسط تلك الجاليات .وهناك أشخاص آخرين من الجاليات العربية تعرضوا لتهديدات مماثلة في هولندا رغم إنهم لم يتركوا الدين الإسلامي بل مجرد يطالبون بالمعايشة السلمية مثل وزير الدولة احمد أبو طالب الذي ينتمي إلى الجاليات العربية المغربية.وحدثت اعتداءات جسدية و إلقاء وتوجيه الكلمات البذيئة بصورة يومية على المثليين في هولندا على نطاق واسع ،منذ أن أصدر أحد أئمة المساجد قبل سنوات في مدينة روتردام فتوى ضد المثليين والزواج المثلي في هولندا في عهد رئيس الوزراء كوك.
إن التهديدات والاعتداءات من قبل الإسلاميين في قلب أوروبا وفي ظل قانون ودستور علماني منذ عشرات السنين على أفراد الجاليات لإجبارهم على التمسك بالتعاليم الإسلامية، سببها الرئيسي هو فرض سياسة التعددية الثقافية السيئة السمعة التي تطبقها الدول الأوروبية على اللاجئين القادمين إلى أوروبا بغير رغبتهم وإرادتهم.والمستفيد الأول والوحيد من هذه السياسة هو دول الإسلامية مثل السعودية وإيران والتنظيمات الإسلامية في الخارج الذين يتابعون هؤلاء الذين فروا من الاستبداد والتخلف الناجم من القوانين والشريعة الإسلامية في تلك الدول ويتطلعون إلى حياة أفضل من التي أمضاها في بلدانها .
إن تصريحات وزيرة الإسكان والاندماج الهولندي (إيلا فوخلار) من حزب العمل الهولندي التابع لمدرسة الاشتراكية الديمقراطية حول التعددية الثقافية، قد تكون بمثابة إشعال الضوء الأخضر لافتعال وتقوية دور الأديان في المجتمع رغم إن معظم الهولنديين غير معتقدين بأي الأديان. حيث قال قبل شهر في حوار مع صحيفة (تراو)اليومية :أن هولندا سيصبح بلدا ذا التقاليد يهودية ومسيحية وإسلامية .وهذا يعني إضفاء الطابع المذهبي على الدولة الهولندية ونقض القيم المدنية والعلمانية ومساواة بين المرأة والرجل.أو موقف حزب الاشتراكيsp من اللباس الإسلامي وخصوصا المحجبة الذي هو تعبير عن ذروة اضطهاد للمرأة. حيث لن يفوت على هذا الحزب فرصة وإلا يستثمرها لإظهار المظاهر الإسلامية برفع صورا للمرأة المحجبة في مقدمة مناسباته و مسيراته بحجة الاندماج والعيش معا.
وفي غياب موقف سياسي بناء من قبل قوى الإشتراكية العلمية أو الشيوعية الماركسية الذي لا يرى من الدين سوى أفيونا مركزا للشعوب،تظهر الليبرالية اليمينية المعادية لوجود الأجانب ويستغل هذه الأحداث في صالحها لبث وزرع التعصب القومي في المجتمع. حيث كانوا يصنفون عمدا جميع المدنيين من اللاجئين في سلة واحدة مع الإسلاميين ناهيك عن تقديسهم للديانات الأخرى كالمسيحية واليهودية بغية إظهار الصراعات السياسية والاجتماعية في إطاللمجتمع.ت.إن تمثيل المدنية والعلمانية ومواجهة الإسلام السياسي من قبل أشد تيارات اليمينية الأوروبية دون دور فعال للجبهة اليسارية والإنسانية المدنية سوف يكون كارثة وتهديد لمستقبل السياسي للمجتمع.
إن اللغة الوحيدة للإسلاميين هي لغة السيوف.فجميع المناسبات الدينية و الخطب و التجمعات اليومية في المساجد وكل هذه الإمكانات المالية الضخمة التي تتدفق عليهم وتوفر لهم جهاز إعلامي عالمي ،لن يتأثر ذرة على أساليبهم في التهديد والقتل بل تزيدهم تعنتا و إصرارا وتصميما لإدامة بنهجها في الترهيب والقتل.
فالمهددين من الكتاب والمفكرين والنشطاء السياسيين وخصوصا النشطاء من النساء اللواتي ترفضن العبودية الإسلامية لا يحصى ولا يعد وفي ازدياد مستمر لكون الإسلاميين يعلمون علم اليقين بأن مبادئهم الدينية لن تجدوا آذانا صاغيا دون إستراتيجية التهديد والترهيب والقتل أي الإرهاب.إن استمرار الإسلاميين في أسلوب العقاب والتهديد في قلب أوروبا إن دل على شئ إنما يدل على مدى وحشية هذه الحركات الإسلامية من جهة وضعف الحركات والجبهة الإنسانية الذي ليس لها الحضور أو وزن تذكر في الساحة السياسية من جهة أخرى.
فكيف يجرؤ الإسلاميين أن ينفذوا تهديداتهم في دول لجئوا إليها بحجة حمايتهم لو لم يكن النظام السياسي الغربي متواطأ معهم في جميع الميادين بدءا بفتح المدارس الإسلامية والجامعات وانتهاء برخصة فتح المساجد أينما شاءوا ووقتما أرادوا تحت يافطة احترام التعددية الثقافية الرجعية.

فالشاب إحسان جامي ضاق صدره ويئس من النظام و القوانين والشريعة الإسلامية الإيرانية. لقد فر من إيران إلى هولندا لبدأ حياة جديدة خالية من التعصب والضغط الديني. أختار أن يترك الدين الإسلامي لأنه يكبل حياته وحرياته الشخصية. وهي حق بدائي من حقوق الإنسان في المعايير الإنسانية. فمن ينتهك ويتجاوز على هذا الحق فهو ينتمي إما إلى حرس القمعي للنظام الملالي الإيراني أو شرطة اللاشرف السعودي أو العصابات القتل والذبح في العراق وأفغانستان وجزائر.
طه معروف
2007 / 8 / 10









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف نجا القيادي في حزب الله وفيق صفا من محاولة اغتيال إسرائي


.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في وقت ذروة الحركة فيها




.. مراسل الجزيرة يرصد حالة الزميل فادي الوحيدي في مستشفى الخدمة


.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبايدن حققا تقدما بالتوصل إلى تفاهم




.. مناشدات لإجلاء مصور قناة الجزيرة علي العطار خارج قطاع غزة لت