الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تسيّس النصرالكروي

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في غمرة الانتصار الكبير الذي حققه المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم على نظيره السعودي في المباراة النهائية لكاس آسيا ، والتي انتهت بهزيمة كبيرة للمنتخب السعودي الذي اخذه الغرور اكثر مما ينبغي ، الامر الذي جعله ان يفشل فشلا كبيرا بهذه المباراة فعلى الرغم من الخسارة القاسية التي منيه بها ، فقد سيطر المنتخب العراقي سيطرة تامة على سير المباراة بطريقة اذهلت السعوديين ، وعاد شباب العراق بالكأس مدخلين البهجة في نفوس العراقيين الذين لم يتذوقوا طعم النصر الحقيقي او الفرحة الحقيقية منذ ما يقارب الاربعة عقود من الزمان ، وعلى الرغم من هذا الانتصار الكبير والذي جعل من الشعب العراقي شعب واحد لا تفرقه طائفية ولا عرقية ، فقد فشلت الحكومة العراقية واحزابها باستغلال هذا النصر الذي حققه المنتخب في تلاحم الاحزاب والكتل السياسية ، وانشغلوا بخلافاتهم الداخلية التي تتمحور في اتخاذ القرارات والمناصب السيادية وغيرها من الامور التي من شأنها ان تفرق العراقيين لا ان توحدهم كما فعل الشباب العراقي في جاكارتا ..

لقد أقيمت العديد من الاحتفالات بالنصر الكروي العراقي في كافة اقطار العالم وعبر العراقيون عن فرحهم المكبوت وسعادتهم في كل مدن العالم بطريقة عفوية وجميلة ، الا ان الحفلة التي اقيمت داخل العاصمة الاردنية عمّان والتي احياها الفنان كاظم الساهر وقاسم السلطان والشاعر عباس جيجان ! كانت مسيسة بمجرد مشاركة هؤلاء الثلاثة هي حفلة مرتب لها مسبقاً ، فكل الحاضرين من الجالية العراقية في الاردن كما ادعت قناة عراقية قامت بنقل الحفل على الهواء هم ممن يمتلكون الاموال الطائلة جداً وكان ذلك واضحاً على هيئتهم وارتدائهم للبذلات الراقية رجالا ونساءً ، بينما المعروف عن الجالية العراقية في الاردن فان غالبيتهم من الفقراء والمظلومين الذين يفترشون الارصفة ، وبالكاد يتدبروا مصاريف المعيشة ، اما مثل هذه الحفلات في قاعات مغلقة ، فلا يمكن باي حال من الاحوال ان يصلها الانسان العراقي العادي ، ولعل الساهر والسلطان وشاعرهم جيجان ، هم ممن طبلوا كثيراً للنظام العراقي السابق ، ودافعوا عنه ومازالوا يدافعون !

ولم تكن صدفة ان يدعى مثل هؤلاء لاحياء هذه الحفلة الماجنة وفي عمّان تحديداً ، فعّمان يقطنها غالبية البعثيين والصداميين ورجالات البرلمان العراقي الهاربين من العراق ومازالوا يقبضون رواتبهم ورواتب حماياتهم بالدولار الامريكي !

بينما ابناء العراق في عمّان يعيشون حياة ملؤها الفقر والعوز والمطاردة من قبل السلطات الاردنية بسبب نفاذ اقاماتهم او جراء التمييز الطائفي والعرقي !

لقد استطاع السياسي العراقي الهارب من البرلمان وهم كثر ! ان يسيس الفوز الكروي الكبير الذي وحد العراقيين من الشمال وحتى الجنوب بطريقة اذهلت القوى الارهابية كما واذهلت اكثر الدول المجاورة التي تحاول جاهدة ان تحرق العراق ارضاً وشعباً !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق