الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي بين زيارة تركيا و زيارة ايران

محمد العبدلي

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



المطلعون على الأدب العربي يعرفون التراشق و التهاجي بين الشاعرين العربيين جرير و الفرزدق . و قد قال جرير يوم سمع خبرا أن الفرزدق يهدد رجلا اسمه مربع بالقتل قال :
زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا أبشر بطول سلامة يا مربع
ليس بمستطاع الشعر اليوم ان يصل الى هذا المستوى من السخرية . فبما أن الفرزدق هدد مربعا ، و أن جريرا يرى في الفرزدق جبانا رعديدا غير قادر على تنفيذ تهديده ، قال لمربع ابشر بطول السلامة و نم قرير العين .
و لكن لا الدكتور محمود عثمان النائب المستقل عن القائمة الكردستانية و لا حزب العمال الكردستاني طبعا قد سمعوا ببيت الشعر هذا ما جعل ردود فعلهم مبالغ فيها ازاء الانباء التي قالت ان السيد رئيس الوزراء المالكي قد اتفق مع الاتراك على اجراءات لتصفية حزب العمال الكردستاني و المسلحين الأكراد . أما حكومة اقليم كردستان و السيد رئيس الجمهورية فلم يكلفوا انفسهم عناء الرد على ذلك لانهم يعرفون الحقيقة أن المالكي لم يفعل ذلك و ليس بمستطاعه ان يفعله و لو ان الامر لو كان يتعلق بالمالكي لقلنا لجميع المسلحين الأكراد العاملين ضد الحكومة التركية : ابشروا بطول السلامة .
نعرف جميعا و يعرف جميع مراقب للاحداث ان زيارة المالكي الى تركيا لا معنى لها اطلاقا و ليس لها محتوى و ليس لها علاقة بالعلاقات الثنائية بين تركيا و العراق رغم ان مصالحنا معها اكبر بكثير من مصالحنا مع ايران التي نهيم حبا بها ليس اقلها قضية المياه التي هي قضيتنا الأولى .
فلماذا الزيارة اذن ؟
انها بصراحة للاستهلاك الداخلي ليقول للناس انني رجل متوازن لا أهرع الى ايران في كل صغيرة و كبيرة كسلفي الجعفري و أفضل علاجي من امراض السرطان على علاج الغرب على غرار السيد الحكيم و اتحمل مشاق السفر من اجل جلب هدية عبارة عن مسدس بلاستيكي لإبني بمناسبة عيد ميلاده كسيدنا القادم عمار الحكيم .
فما كان من رئيس وزرائنا المحترم الا ان عرج على تركيا في زيارة بروتوكولية لا تغني و لا تسمن من جوع و من هناك طار الى ايران التي تولهنا بها حد الجنون و هناك قابل رئيس الجمهورية و نائبه و المرشد الأعلى للثورة . و لكن السؤال الموجه الى السيد المالكي ماذا تعني مقابلتكم يا سيدي مع آية الله العظمى خامنئي بروتوكوليا ، انت رئيس وزراء و هو مرشد الثورة ؟ هل هو مرشدكم ايضا ؟ وهل انتم من مقلديه ؟
هل قبلتم يده يا سيادة الرئيس كما جرت العادة ؟
و ماذا يعني ان يقبل رئيس وزاء دولة العراق يد رجل دين من دولة اخرى بالعرف البروتوكولي ؟
محمد العبدلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران