الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطة (ب ) وبداية اللعب على الكشوف

هرمز كوهاري

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


بتاريخ 5/7/2007 كتبت مقالا بعنوان " قادة الشيعة والمزمار السحري "! وقلت فيه أن الساحر العم سام قد يزمر لحن العودة أي عودة جرذان الصداميين والقوميين الشوفينين بعد طردتهم عندما زمّر لحن الطائرات والصواريخ إلا أن قادة الشيعة لم يلبوا مطالب العم سام : العلمانية والديمقراطية وحقوق المرأة والإستعجال بحل مشكلة النفط ... النفط ويكرر ويقول لاتنسوا النفط ... النفط ..انفط !! وقد نسمع الساحر يزمّر لحن العودة عودة جرذان الصداميين والقوميين الشوفينيين ، نراهم ثانية ولكن بأسماء مختلفة قد يتصورون يخدعون الشعب " بمكياجاتهم" الجديدة ، ولكن مهما كانت هذه "المكياجات" فنية فأعمالهم ووجوههم تفضحهم .وليس كل العتب على الساحر العم سام بل كل العتب من أوصل الوضع العراق وهم الأحزاب الدينية وتدخل إيران

وأعتقد أن كل سياسي يعرف أن الأحزاب الطائفية و الدينية وخاصة الشيعية في العراق وغير العراق مثل حزب الله في لبنان وغيرها ، لا يمكنها أن تؤسس أو تقيم نظاما مدنيا علمانية ديمقراطيا كما يدعون ، لأنها أصلا أحزاب دينية طائفية فكيف تناقض ذاتها وأهدافها التي تأسست لتحقيقها هذا أولا ، وثانيا أن أجندتهم وبرامجهم دينية وطائفية ومعلنة على الملأ بكل صراحة ووضوح ، وكما قال الديمقراطي إياد جمال الدين " .. لم يرفعوا شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وتوفير الخدمات ...الخ بل رفعوا صور الملالي في حملتهم الإنتخابية .." إذا ليسوا مدينين للشعب بتوفير الخدمات بقدر ما يهدفون الى ضمان سلامة حرية اللطم والبكاء على الأولياء ..!

ولهذا مهما إدعوا ومهما صرحوا وخطبوا وأعلنوا ونشروا بإنهم يهدفون إلى إقامة نظاما مدنيا علمانيا ديمقراطيا متعددا فيدراليا ، فهو ليس إلا خدعة لضمان بقاءهم أطول مدة ممكنة في السلطة متصورين أنهم يخدعو ن الكل الى أن يثبتوا أقدامهم في الحكم ثم يلتفتون على أصداقاء اليوم أو أصدقائهم ظاهريا وأعداء الغد والمبدأ ، ولم يتأخروا يوما واحدة في لعب لعبتهم القذرة بإغتيالات تلك العناصر أي العناصر الوطنية والديمقراطية وكل من يعارض تشيعهم بطريقة غير مكشوفة و غير شريفة ولا نظيفة ، بل بدأوا منذ اليوم الأول من سقوط الطاغية ، فعلتها عصابات المليشيات ملقين التهمة على غيرهم أو مدعين أنها من قبل عناصر مندسة في صفوفهم كما تفعلها الآن عصابات جيش المهدي وغيرها من عصابات المليشيات ، والنتيجة واحدة لا تختلف أي التخلص أو إضعاف أعدائهم الإستراتيجين وأصديقائهم الوقتيين أو المرحليين !! فقد إغتالوا و هجروا العناصر الوطنية الديمقراطية الى أن أضعفوا قوى المجتمع المدني والوطنين والمثقفين ، وبدعم ومساندة من راعية الإرهاب الطائفي الشيعي الأولى إيران الإسلامية الشيعية ..

إن هذا المبدأ وهذه اللعبة لا يمكن أن تنطلئ على أحد ،وهذا ما يجب أن يدركه أو لا يتأخر في إدراكها كل تعاون معهم ولكن ربما يقولون " من قلة الخيل...... " ! كما يقال ، أي كان تحالف الضرورة ولم يكونوا مقتنعين بهم ، فقد علمتنا الوقائع ألا نحسن الظن بالطائفيين دينيين كانوا أو قوميين ، ولا أشك لحظة بأن الأمريكان والإنكليز وكذلك الأكراد الحليف الإستراتيجي لهم غافلون عن ذلك منذ اليوم الأول بل من يوم خططوا لتحرير العراق سنة1998 ( قانون تحرير العراق ) ،وكل الأطراف المتعاونة المؤتلفة كان تعاونها موقتا والى حين ...، وأعتقد أن هذا الحين قد جاء !! ومرت هذه الفترة العسيرة على الشعب العراقي و اليسيرة للمسؤولين ومليشياتهم بإخفاء الخلافات بالمجاملات، كمن يطمر النفايات بالثلج ، فيذوب الثلج وتظهر الجيفة ! وكل طرف يعرف نوايا الطرف ضده ويؤجلها الى حين ، هذا هو طريق أصدقاء الطريق القصير ,ثم يبدأون بالتصفية من الأبعد الى الأقرب ، ، ولكن الظروف فرضت هذا الواقع وهذا اللف والدوران في نفس المكان ، ومارسوا لعبة الكراسي والشعب يقاسي ، وكل منهم يحاول أن يكشف أوراق المقابل من النظرات وقسمات الوجوه مثل لاعبي البوكر . وكل لاعب يتصيد اللحظة المناسبة لكشف الأوراق لتقرير مصير الأرزاق والكل مقتنع بأن المقابل ليس حسن النية الآخر وهي المشكلة الأساسية في التعاون السياسي أو أي تعاون !! .

هذا طريق ومصير كل الجبهات السياسية التي تقام بين لأطراف المتناقضة في المبادئ و يجمعها عدو مشترك ، وعندما يزول هذا العدو المشترك يسلك كل حزب وفئة مختلف الطرق للوصول الى السلطة وحده أوبالإشتراك مع أقرب حزب لمبادئه بدءاً من أبعد حزب له وإنتهاءا بأقرب فئة أو حزب تتفق مع مبادئهم وتتخذ طرقا مختلفة بدءا من الدعاية والإعلان الى التهميش الى العنف كالإغتيالات والتي يتنصل منها !!

حدث هذا في جبهة الإتحاد الوطني في سنة1957 وما آلت اليه بعد ثورة 14/تموز ، والجبهة غير المقدسة بين البعثيين والكرد ضد عبد الكريم قاسم في الإنقلاب شباط الأسود1963 ، وإنتهت بشن حربا على الأكراد ، والجبهة " الوطنية والقومية الديمقراطية "!! سيئة الصيت ، بين البعث والحزب الشيوعي العراقي سنة 1975 ، وإنتهت بحملة ظالمة شرسة ضد الحزب الشيوعي وكل من تعاون معهم من الديمقراطيين واليساريين .

ولا غرابة أن نرى الآن التصفيات بين أطراف الجبهة ، والتي بدأت منذ اليوم الأول من سقوط الصنم ، بدأت بالإغتيالات والتكفير والتهجيرمن قبل "" المجهولين ""!! وبدت مكشوفة في الإنتخابات الأولى والثانية ضد الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين بدعم ومساعدة الإيرانيين ثم بين الطائفيين أنفسهم ثم بين الإئتلافيين فيما بينهم ، والحبل على الجرار. !!

وقد تكون خطة (ب ) سحب الأمريكان البساط من تحت أقدام قادة الشيعة وإعطاء الدور الى قادة السنة أي البعثيين والقوميين وتشجيعهم بلجم الشيعة الذين ساهموا في تغلغل النفوذ الإيراني في العراق وقد يكون بديل صدام العليان !! حيث تمادى قادة الشيعة في إصرارهم في إنعاش الطائفية وسماحهم للإيرانيين الدخول الى صدر البيت العراقي !! متناسين طلبات الأمريكان الذين أنقذوهم من حكم صدام ، ولا يستبعد ، وقوع حرب جديدة في المنطقة وعلى الأرض العراقية و بدماء عراقية وسلاح أمريكي وأموال وتحريض خليجي !!، وتصريحات بوش الأخيرة ليست بعيدة عن هذه التوقعات .

أما تأييد بوش المستمر للمالكي، برأي ، كان لسببين أولهما لأنضاج الطبخة أي طبخة إزا حة النلالي أعداء العلمانية والديمقراطية من الحكم ، بعد مسكهم ، أي شيعة العراق ، بالجرم المشهود !! برأي أمريكا ، وثانيهما ، للمحاولة في إيجاد شرخ بين شيعة العراق وشيعة إيران وخاصة بين الملالي المتنازعين على قيادة الإسلام الشيعي ، لا سيما وأن الخلافات قائمة منذ قرون ، فالعراقييون يدعون أن النجف هي مركز الشيعة وليست قم ، وإن الأولياء المعصومين من آل البيت هم عرب قريش وليسوا فرس عجم ، وقد تأكد لبوش أخيرا الحالة الأولى أي تعلق شيعة العراق بشيعة إيران بالرغم من أن الأخيرة هي من دول محور الشر بالنسبة لأمريكا ، ولم ينجح بوش بالخطة الثانية أي بإحداث شرخ بين الشيعتين .

إذا لم يبق أمام بوش إلا تحذير المالكي أخيرا من التمادي والتغافل عن تدخل إيران وتغلغها في العراق مما يفسد المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط ، وقد نسى بوش أو تناسى مبدأ الخميني والذي يسير عليه خلفاءه ، وكما أكده رفسنجاني في مقابلته الأخيرة " بصراحة " ، وهو أن الإسلام أمة واحدة لاحدود بين دولها ، وإن هذه الحدود ليست إلا تجزأة لللأمة الإسلامية ، وإن تدخل إيران في أي دولة إسلامية هو ضمن واجباتهم الدينية المكلفين بها من الله !! لاسيما وإنهم آيات الله !!

ولا يستبعد ، لاسمح الله ،قيام حرب تشبه الحرب العراقية الإيرانية بتحريض والمال الخليجي وخاصة السعودية والسلاح الأمريكي والدم العراقي والأرض العراقية ، كما ذكرنا أعلاه ، ولسان حال الأمريكان يقول : ليكن في المنطقة الطوفان ولا فشل الأمريكان !! كما أن ملالي وأشباه الملالي في العراق لا يهمهم ما زال مكان لجوؤهم قد هيؤه في قم أو طهران !! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتصام لطلاب جامعة غنت غربي بلجيكا لمطالبة إدارة الجامعة بقط


.. كسيوس عن مصدرين: الجيش الإسرائيلي يعتزم السيطرة على معبر رفح




.. أهالي غزة ومسلسل النزوح المستمر


.. كاملا هاريس تتجاهل أسئلة الصحفيين حول قبول حماس لاتفاق وقف إ




.. قاض في نيويورك يحذر ترمب بحبسه إذا كرر انتقاداته العلنية للش