الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لواعج الجواهري غبطت المرأة بمناسبة ذكرة رحيله

رحاب حسين الصائغ

2007 / 8 / 11
الادب والفن



ثمن الحرية الألم، وثيابها تسلل يناهض مستوى الفكر، ثمةُ رياح تعاند الوسائد والنوافذ، البحث عن الحرية استعداد لملاقات الصخور ومقاومتها. واكتشاف العادات بزي مهذب لا يقدمهُ إلاّ شاعر يستشعر الحالة ويلبسُها ثياب الكلمات، دائماً مغامرة الشعر تعمل على إزهاق الباطل.
والجواهري نحت لهُ تمثال في سُفُحِ جبال الشعر وجمال المرأة لما يملك من إحساس أملس مثلُ مِرآةٍ تعكسُ مشاهد الروح حين تعشق أشكالها من الجذور الأُولى وتتخطى الفضوليين وتتجاذب مسارب المشاعر متسارعة في نفثِ أعماقِها الإنسانية بتجلي يغذي الحدس ويُهيئ العالم لاستقبال الحاضر وبث المعاني في الأمل كالشمس ، لا تحدهُ الأمكنة يُعَرِفُّ الشيء بصورةْ جمالهِ وتفاعل قواعِدِهِ في الحياة. (فالمدن/ والحرب/ والمرأة / والسلام) أقطاب يُغَلِفُها الحدث الواقع من ذاتهِ على جوهرها، ونجدهُ يعكس طاقتهُ بالكلمة مستعملاً اللغة، واللغة هي أصل الحضارات عند الشعوب.
باريس/ قصيدة نظمت قطع عديدة منها في باريس عام 1948/في أول زيارة للشاعر.. وأكملها في بغداد/ نشرت كاملة في جريدة الثورة في العدد 1119في نيسان بعنوان خلجات.
إذنْ هيّ الأُمْ والرجوع بالحنين للوطن في أولِ القصيدة يردد: أُمُّ النضال/ أُمُّ الجمال/ أُمُّ النغم/، حرارة الحنان للأرض والحب النقي هذا كلُّ في وجود المرأة لم يجد غير المرأة ليعبر عن لواعجهُ فثارت الشجون: كم تلعبين/وكم تلهمين/ وكم تستلهمين/ وكم تؤثرين/ وكم تشتهين/، إنّهُ يخاطب أنثى الصبا ويشهد لُعْبها وإلهامها واستئثارها، جوع للحب وجنون العواطف ينصّبُّ هنا في المرأة، راجعاً إلى التباعد بين الشرق والغرب وتفاوت السنين، راجعاً إلى التشبيه بالأُنثى وجمال مفاتنها التي لا تخفى عن البشر خاصة الرجل، بالتشبيه يقرب الصورة الجمالية عند المرأة ويقدر أنَّه لا يضاهي ما تحمله تلك المخلوقة من ج حيثُ يقول:
(( تعاليتِ "باريس" إنَّ الجنون جنون العواطف ما تصنعين)).
(( وهدهدت الموج من ناهديك))
(( تعاليت " باريس" .. في وجنتيكِ صراع مرير فويقَ الثغور)).


الوصف والتشبيه بجمال الأنثى يعود به إلى جراحات المرأة المثخنة ويربطها بجراحات الشرق كأنَّ قولهُ يعجز عن الجود بغير ذكرِ المرأة وجمالها المدفون:
(( تخال نجواك خلف الستور)).
(( لفرط الجوى .. قصةً في سطور)).
ويعود في قصيدة "باريس" بين الفنية والفنية إلى الأخذ من الشفاه وجمرها والرضاب وبرودته والحسان وعبثهنّ .. إنه يشاهد الجمال في أي مكان لا يبتعد عن جمال الشرق والأرداف البضة وخصلة الشعر التي تشبه سباك الذهب يذكره بصباح بغداد ووجوه الفاتنات الغافية على صدر الشمس التي تشبه سبائك الذهب فيكتم لواعج نفسه ويبثها في بحر الأنوثة قائلاً:
بماذا يعوض هذّي الخدود
مزبرة كغصون الورود
ومثقلة بثمار النهود
بهذي الوجوه..بهذي العيون.
ونجد الشاعر محمد مهدي الجواهري قد وفق في هذا التناسق الجمالي عند المرأة وما تصنعه لواعج الإنسان حين تثار لحظة الصراع المرير. وكما معروف عن شعر الجواهري يغلب عليه الوصف ويعتمد الإيقاع في الشعر العربي بثقة عالية خالية من التعقيد حين يقدم تعليله للظواهر المحسوسة لهذه الدالة، فالمرأة تمثل عنده وحدة القياس للتوازن الطبيعي في رقي الطبيعة هو ليس قاسياً عليها بقدر ما مستقر عند نظام هذا الإعصار في التجلي الانثوي والراسخ في مكامن لواعجه بهذه القوة والمرأة ضوء الشاعر المتحلي بالرقى والمشاعر الفياضة يستلهم ثورته الإنفعالية بهدوء ويطابق عليها بالإلمام المناسب ، متحركاً بين ظاهرتي واحدة من صنع الخالق وأخرى من صنع الإنسان مقرباً التشابه بالوصف، واجداً أنهُ ما زال بعيداً عن تحديد هذا التقارب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاظم الساهر: العاصمة الإدارية الجديدة مبهرة ويسعدنى إقامة حف


.. صعوبات واجهت الفنان أيمن عبد السلام في تجسيد أدواره




.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث لصباح العربية عن فن الدوبلاج


.. الفنان أيمن عبد السلام يتحدث عن أسباب نجاح شخصية دانيال في ل




.. فيلم ولاد رزق 3 بطولة أحمد عز يقفز لـ 193 مليون جنيه منذ طرح