الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوامش على مقال الدكتور سيار الجميل (المؤرخ محترف سياسة!)

خيزران عثمان

2007 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية



تحت العنوان التالي كتب الأستاذ المؤرخ والسياسي المعروف الدكتور سيار الجميل مقالا مرموقا عن واقع الأدب التاريخي وما هو مطروح من فكر ومنهج في الساحتين الثقافية والسياسية
ولأهميّة معظم ما يكتبه الدكتور المذكور ولاعتقادي بوجود ما يمكن التعقيب عليه أو طرح هوامش بصدده معتذرة عن الجرأة في ذلك .أرجو أن يتقبل مقامه الرفيع مثل ملاحظاتي التالية وليس لي مقصد سوى الحقائق والأهداف النبيلة

(المُؤرّخُ محترفََ سياسة ! رؤيةٌ مِهََنيِّةٌ لواقعِ الكتاباتِ التاريخية -1-)
د. سيّار الجَميل
(مقدمة " كتابة التاريخ
مهنة شاقة)
التاريخ يكتبه من يصنعه..من يصنع المنجزات والإخفاقات و يُدوّن بالأفعال والدماء والعرق والدموع والجهودوالمواقف الشخصيّة والجماعيّة
(قبل ايام كتبت مقالة...إلى..من هب ودب)
ليس لأحد أن يدخل التاريخ ليكتبه ومؤسف فعلا أن نرى سواء من هب ودب أو غيره يدخل الساحة الثقافية ليكتب التاريخ .أما أن يدون ما يلاحظ أو ينتقد أو يسجّل هوامش أو تعليقات أو يحلل أو يستنتج فتلك مهمة مسموح بها لأي إنسان ومهمة المؤرخين أن يردّوا على أولئك بما عندهم من علم ومقدرة على التحليل واستقراء الأحداث والخلوص إلى الحقائق
( ليكتب التاريخ حسب مزاجه او ...إلى.. وليس في ذلك اي عيب او جناية )
إن لم يكن في ذلك عيب أو جناية فمالذي إذا يكون دافع المقال؟
(.. فالانسان كتلة من الاعصاب...إلى ..
الذي يقبل كل ما تكشفه الايام )
إن القبول بشرعيّة الإجماع أمرٌ فكري وفلسفي يمكن أن يطول الشرح فيه وهناك من يعتقد به وبمشروعيّته كما أن هناك من لا يؤمن بذلك أيضا كما طرحه أحد مفكري المغرب من أننا يجب أن ندع الإسناد والترجيع لنستطيع أن نتحول إلى الأمام . ولذلك فهذه ليست بديهيات أو حقائق مسلّم بها تماما ويمكن أن تكون من الأمور الخلافيّة في المنهج .
.( فليس من حق كائن من كان ان يفرض)
إن فرض مجرد فرض وجهة النظر أو الرأي ليس مما يمكن اعتباره منهجا علميا يستحق أن نقيم له الإعتبار بل هو منهج ما قبل الحقب الحضاريّة
( وجهة نظره او رأيه بمعزل)
أما كلمة بمعزل فهذا أمر ربما ينطوي على جدال فليس في السعي للحقيقة إبداء المجاملات والأتكيتات بل المهم أن نجمع الحقائق والوقائع ونستعمل منهجا علميا سليما للتحليل والتفكير وأن نقيم الوقائع تقييما صادقا ونبدأ بالبحث عن الحقائق ولا يهمنا أن يكون هذا مع المجتمع الدراسي أو بمعزل عنه .إن المجتمع التاريخي أو الذي يبدي اهتماما بالتاريخ كثيرا ما يكون حافلا ببعض من حاشية لا تخلو نواياها من نزعة إرضاء الحكام أو أصحاب النفوذ أو الكتاب أو الأساتذة الذين يهمهم الحفاظ على ما بنوا لأنفسهم من (مجد)
(عن كل الاراء .. وبمعزل عن ارادة كل المؤرخين)
لو كان كل المؤرخين قد فاتهم شيء من الوقائع أو غفلوا عن أمور مهمة فيها فهل ننتظر حتى تصدر منهم مراسيم الموافقة أم نطرح ما إكتشفناه وعلى باقي الدارسين أن يردّوا ويتفاعلوا؟
..
(ان عملية كتابة التاريخ احتراف علمي بالدرجة الاساس)
إن عملية كتابة التاريخ ليست مهمة المؤرخ بل مهمته أن يدرس كيف حصلت الوقائع ومالعبرة منهاأما من يكتب التاريخ فكما ذكرنا هم صانعوه وبذلك فهي ليست حرفة بل عملية مستمرة مثلها كمثل الحياة نفسها والمؤرخ فيها قد لا تكون له يد في صناعة الأحداث التاريخيّة مطلقامع أنه يدرسها ويُحللها
(، وان من يسمّي نفسه مؤرخا...إلى .... الفلسفة والمعرفة)
هذا صحيح ولكن هذا كله من مستلزمات عمل دارس التاريخ وليس كاتبه ,من مهمات ومستلزمات محللي التاريخ والأحداث .. (كي يكون مؤرخا بحق وحقيق . انها كما وصفت في اغلب المدارس بـ " مهنة شاقة ")
هي كذلك ولكنها لا تعدو عن مهمة تشبه كل المهام الأخرى وكثير منها يحتاج إلى المشقّة أيضا ولا تتفوّق على غيرها وفي كل الأحوال أو أقلها تكون مجرد وجهة نظر وليست حقيقة مطلقة أو قانون يحكم مسيرة الوقائع والأحداث
(لا يجيد صنعتها الا من اكتسب...إلى .. يؤخذ كلامه على محمل الجد)
هذا صحيح جدا ولا نقر بغيره ولكن لا نرجو أن يكون من ورائه ماهو مقصود بالشهادات الدراسيّة فقد ابتلينا أيضا وفي نفس الوقت بعدد من حملة الشهادات الدراسيّة أو العلميّة وهم كمن يحمل شهادة التطعيم ضد الأمراض السارية
مجرد ورقة وما أكثر من يحمل الأوراق هذه الأيام ..ولا نهزأ بأحد ولكن سوق مريدي مليء بمختلف الشهادات ..ولم يعد بعد التهافت على اقتناء شهادات وحسب من سبيل للركون إلى قيمة أية شهادة وأن التحصيل العلمي حتى في البلدان التي كانت تتمتع بالرصانة الأكاديميّة أصبحت تثير التندّر ببعض ما تُخرّج من الطلاب
( .. اما من يريد ان يقتحم هذا " الميدان " بلا اية اسلحة
...إلى .. في التاريخ بعيدا عن اي عواطف سياسية او وطنية او حزبية )
ليس هناك شك في أن ما يقوله الدكتور صحيحا بل صحيحٌ جدا وأن ما ذكر أنه مطلوب قد يتوفر لحملة الشهادات وغير حملة الشهادات إن ما نعتقد أنه أمر بعيد عن الصواب تماما هو حصر هذه المعارف بجملة من الأكاديميين أو ما نسمّيهم حملة الشهادات (العلميّة) والتي أصبحت في بعض الأحيان لا تساوي الورق الذي تُكتب عليه ودليلنا في هذا ما نراه من جدب وهبوط فائق في المستوى العلمي لعدد من حملة الشهادات العليا وقد اتخذ عدد منهم تلك الشهادات سببا للوجاهه واكتساب موقع اجتماعي ليس إلاّ
في يوم من الأيام كنت في دار لبيع الكتب القديمة وسمعت رجلا يسأل صاحب الدار عن كتاب النحو الواضح لعلي الجارم وعندما قال له البائع لم أسمع به حفّزني الحديث للتدخل وقلت أليس هو الكتاب الذي كان يُتّخذ منهجا لطلاب المدارس المتوسّطة وهو في ثلاثة أجزاء؟ أجاب ـ وبصوت عالٍ ـ ذلك الزائر أو الزبون : أي متوسطة تتحدث عنها ؟ أنا أستاذ قانون وخرّيج السوربون وأقوم بتدريس مختلف المواد بكلية القانون وأجد أن مستوى الكتاب هذا يتجاوز مستوى خرّيجي الجامعة الآن بل يتجاوز مستوى بعض مدرّسي الكليات الأدبية حاليا.
ويستطيع سواي أن يتحدّث عن الشهادات وحملة الشهادات بما يعود بالنفع على القاريء أكثر مما أفعل
إنني حصل وأن تعرّفت في أنحاء من العالم وربما في المملكة المتحدة على ظاهرة الحياء من حمل الألقاب الجامعيّة وأن هناك من لم يعد يذكر ما يحمله من ألقاب علميّة بعد ذكر اسمه حياءً مما يحصل من قبل أولئك الذين يتاجرون بها في سوق الوجاهه
والحديث ما أطوله لو اتسع الوقت
(.. الخ ان ما نشهده اليوم من نشر اكاذيب واختلاقات ومشعوذات...إلى .. ليس من التاريخ بشيئ من الاشياء !)
هو فعلا ولكن متى استطاع المؤرخون أو كتاب التاريخ كما يسمّيهم الدكتور الفاضل مع تحفظنا على التسمية كما أسلفنا متى استطاعوا أن يتخلصوا من هذا الأسلوب؟ والتاريخ مليء بالمدح والثناء على الرؤساء والملوك وقد يبرره إنفاق المسؤولين على دارسي التاريخ وإعالتهم على تغرغهم له؟

(الدور الارتكازي للمؤرخ
اعجبني جدا ما كتبه المؤرخ الفرنسي «اوليفييه دومولان» ...إلى ..، بل عن مرحلة صعبة من المعايشة بكل جوارحه مستدعيا ذاكرته الحادة ليقارن بين الاحداث والشخوص والعناصر والمديات والاعتبارات ..)
استميح الدكتور الفاضل عذرا في أن أطلب بعض التوضيحات..التاريخ هو أساس السياسة وقديما قيل هو علم الملوك ..هذا مما أتقبّله على اعتقادي بحاجته إلى إعادة النظر ولكن لنقل حسنا ..هنا يُصبح دارس التاريخ سياسيا ويساهم في صنع الأحداث بما يستخلص من مفاهيم تدخل في الفكر الفلسفي أيضا وهو أمر مقبول أيضا ولكنه يخرج تماما عن مهمة دارس التاريخ ومحلله لأن التاريخ يبحث في كيفيّة حصول الأحداث الماضية أكثر من سبل تحقيق نفس النتائج والمفاهيم في المستقبل ..في القسم الأول هو من دارسي التاريخ ولا شك ..ولكن في القسسم الثاني هو مفكر فلسفي يعتمد توظيف النظريات والمفاهيم والعبر التاريخيّة على الواقع بهدف تحقيق واقع آخر أي أنه يساهم في تصميم الواقع وليس العناية بالأحداث الماضية وتحليلها بعد تدقيقها ولا أقول أن بأسا في ذلك ولكن هذا ينطوي على أمر مريب يُراد من وراءه أن نحصر السياسة بالمتخصصين بالتاريخ في نهاية المطاف وأنهم هم وحدهم الذين يتمتعون بالتسلح بالمعرفة المتعلقة بالتاريخ والسياسة وهم المؤهلون الوحيدون! ..وهذا لا نسلّم به بهذه السهولة ..ولو فعلنا لوجب علينا أن نزيح كل طواقم الحكم والسياسة من على كراسيهم ونأتي بطواقم تتحلّى وتتزيّن بجملة من الألقاب والشهادات العلميّة وهذا لن يمكن أن يتم بسبب من أن ممارسي السياسة هم من اختيار الجمهور والإختيار الحر والديمقراطي لا يتيح لنا مثل ذلك.
(هكذا يمكنني ان اذكر في هذا المجال المؤرخ الاميركي «روبرت باكستون...إلى ... بمعزل عن فهم الظروف في الماضي وعوامل البناء والهدم التاريخية التي سببت تلك الفجوات ؟)
يسرني أن أوجه عناية الدكتور الفاضل إلى عدم الخلط بين من تم ذكرهم من المشتغلين بالتاريخ حاليا وآنيا من الإعلاميين وغير ذلك وبين المؤرخين الحقيقيين الذين شهد لهم مختلف المفكرين على طول الحقب؛ ألم تخرّج منطقتنا مؤرخا فذّا مثل الطبري وليس هنا مجال للإسترسال في ذكر أعلام التاريخ حيث أن المؤرخين أنفسهم جدير بهم أن يبحثوا في تراث هذه المنطقة قبل إطلاق الأحكام المتعجّلة والتي لطالما عادت على شعوب هذه المنطثقة بالمشاكل ..إن أمم أوربا والعالم يقدمون يوميا زادا ثقافيا وتاريخبا دسما ولكن ليس كله مما يسوغ هضمه ..أو مذاقه ..ولا يؤمن جانبه إن الفكر والثقافة في كل العالم هذا اليوم كما أعتقد أن الدكتور الفاضل يؤيّده يمران في انحـسار وجدب ولا نرى على سبيل المثال أي حراك فعّال في الفكر الفلسفي مثلا، وكل ما نعلم أنه موجود هو بعض اجترار أو خوض في تفاصيل في الجزئيات وهذا هو أحد أسباب اندلاع موجات الفكر الديني السياسي حيث يحاول أن يسد الفراغ.
إن انقراض الفلاسفة الكبار أدّى إلى ظهور قوارض الفكر ونسانيسه

(المسؤولية التاريخية
اتذكر انني كتبت مقالا قبل اكثر من 35 عاما ...إلى ...وانقسامية وتهميشا من كل العالم المعاصر)
للمقال صلة
www.sayyaraljamil.com
الزمان ، 30 يوليو / تموز 2007
على العكس ..فأنا أعتقد أن كثرة الكتاب والدارسين وسواهم ستتيح الفرصة للمتخصصين بعرض بضاعتهم الأصيلة وبيان قوة ما يحملونه من سلاح أركانه المنهج السليم والقواعد المسلّم بها للبحث والتفكير ..وقد قرأت يوما بعد الضجة التي دارت حول ظاهرة الشعر الحر أن الناقد نجيب المانع كتب يوما أن الشعر الرديء هو سماد الشعر الجيد ورغم قساوة التعبير كما وصفه بعض الأصدقاء فإنه تعبير يفيدنا هنا اليوم ..فليكتب من يكتب وعلينا أن نردّ ونحلل ونصوّب بكل جد ومثابرة وسيكون المؤرخون الرديئون كما قال المانع سمادا للمؤرخين الجيدين
وإذ اعبّر عن خالص تقديري لما يكتبه الدكتور الجميل وعن إعجابي بموقعه المميّز وكل ما يكتبه وأنا من متابعي كتاباته لأرجو أن يغفر لي جرأتي ولكن العلم والفكر يتيح لمثلي أن تسأل وتُعقّب ولمثله التسامح والتواضع
أرجو أن يتقبّل الدكتور وافر تحياتي واحترامي بكل رحابة صدر وأريحيّة


خيزران عثمان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع