الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى د.أحمد يوسف .... (كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)

أسامة كنعان

2007 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


نشرت القدس الفلسطينية الصادرة في مدينة القدس في عدد 8/8/2007 – 13641 مقالا للدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية بعنوان "من أراد أن يتعلم السياسة فليقرأ التاريخ ... نماذج إسلامية فيها الكثير من العبر" ، ولقد أدهشني المقال إذ قرأته ، وقد تحدث فيه عن رموز الحركة الإسلامية في تركيا أمثال نجم الدين أربكان ورجب طيب أردوغان وكيف يجب أن يستقى من قصتهم ومشوار حياتهم الذي قضوه في ترسيخ الإسلام في أرض جرداء بالعلمانية كتركيا ، وكيف استطاعوا بالصبر وبعد النظر تحييد الجيش والسيطرة على زمام الأمور.

ووجدت مفارقة عجيبة إن دلت تدل على انتهاج الصحيفة المذكورة لمنهج الرأي والرأي الآخر ، إذ نشرت أيضا مقالا للدكتور حمزة مصطفى عضو المجلس الوطني الفلسطيني مقالا بعنوان "يجب أن يعود الوضع الفلسطيني إلى سابق عهده من وحدة الوطن في خطوة سريعة" وأقوم قبل أن أبدأ بإيصال فكرتي باستعراض شيء من المقالين
فقد ورد في مقال الدكتور حمزة مصطفى : "لتأخذ حركة حماس العبرة والتسديد في النهج والتسلح بسلاح الصبر والحنكة من الأخوة الفضلاء في تركيا حيث بعد النظر لدى الأستاذ الحكيم رجب طيب أردوغان وحزبه عامة الذي يحتضن المتناقضات إذ يحمل الإسلام في اليمنى والعلمانية في اليسرى إلى أجل وحين وحيث هذا هو النهج الموصل وغير المثير والمهيج"
وأستشهد أيضا بشيء من مقال الدكتور أحمد يوسف إذ يقول : " إن ميزة أردوغان أنه رجل هادئ قادر على استيعاب خصومه دون أن يخسر من شعبيته أو مصداقيته في الشراع التركي ، إن تجربته مع الدولة العلمانية في تركيا علمته ألا يبدأها بصراع وأن يتحرك في الهوامش المسموح بها لبلوغ هدفه دون أن يثير ضخة ودون أن يلجأ إلى الصخب الإعلامي والمواجهة المباشرة.

بصراحة لقد وصلت دهشتي إلى ذروتها وأنا أقرأ ، فلم أكن أتصور أن الدكتور أحمد يوسف القيادي البارز في حماس قد يصل به الأمر إلى هذا الحد ، فهل تجاهل قول الله تعالى [يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أ، تقولوا ما لا تفعلون] ، وبعيدا عن الموضوع فاختيار الدكتور يوسف للحركة الإسلامية في تركيا كنموذج للحركات الإسلامية المعتدلة أمر وفق فيه الدكتور يوسف ، ولكن للأسف الشديد فقد تجاهل أن هذا النموذج يتعارض كليا مع الفكر الحمساوي الإخواني ، إذا ما أردنا التشبيه ، وأن حماس وقسامها هم من أول الناس الذين يجب أن توجه إليهم مثل هذه النصائح.

فالانقلاب العسكري على السلطة وفتح في غزة وما صاحبه من دموية واستعمال مفرط للسلاح وتدمير للمقرات الأمنية ومقر إقامة أبو عمار والمنتدى ودوس القسام بالنعال على صورة كل من أبو عمار وأبو مازن لا يمكن أن يسمى اعتدالا ، وما أذاعه راديو صوت الأقصى أثناء تنفيذ عمليات الانقلاب العسكري من فتاوى متلاحقة متتالية ليونس الأسطل ونزار ريان وأخرى صادرة عن القيادة العسكرية في حماس كانت تدل على حقد دفين وتعصب لا يوصف إلا بالعمى ، وقد كان نزار ريان عالم الحديث بالجامعة الإسلامية يصيح عبر الإذاعة محفزا: "إنها معركة إسلام وردة ... والله لا أجد لا مسوغا غير ذلك" و لربما وجدنا أنه أخطأ في استخدامه لكلمة "مسوغ" وقد بينت لنا الوجه الحقيقي لاستخدامه دينه وتدينه فقد كان كالذي يقول لكتائب القسام: "لم استطع أن أجد لكم يا أبناء القسام مبررا لما تفعلونه من أعمال وحشية من قتل وتدمير سوى أن أقول أنها صادرة من مسلمين بحق أناس مرتدين عن دين الفطرة"
فأين الاعتدال يا دكتور أحمد ...
سيدي الكريم : إنما مقالك لهو بعيد كل البعد عن التطبيق العملي من قبل حماس ، ومن قبل ما ينتظر من حركتك التي تمثلها فحماس لا تمثل اعتدالا ولا وسطية ، وكان يجب عليكم أن تتسلحوا بنفس سلاح أردوغان قبل أن تطالبوا الناس بالتسلح به ، الصبر والهدوء ، لقد تجاوزتم المعقول في عنفكم إلى حد لا يمكن وصفه ، ولم تلجئوا إلى أن تفوتوا الفرصة على فتح ومضايقاتها المتكررة ، لقد خسرتم الكثير بتسرعكم ، واستخدامكم للسلاح ، وكان بإمكانكم بالصبر والهدوء المحافظة على ود الشارع الذي كسبتموه بواسطة فتح ، وتكسبوا ود الجميع حتى عناصر الأجهزة الأمنية نفسها ، إلا أنهم فضلوا (عناصر الأمن الفلسطيني) المكوث حيث هم على الرغم من تاريخكم النضالي ، وشعاراتكم الإسلامية لأسباب كثيرة الكل يعلمها.

وختاما أقول أن مقالك غريب كل الغرابة وبعدي كل البعد عن موقفك السياسي الممثل بموقف حركتك ، وأنا لا استطيع أن أحلل كتاباتك هذه إلا بتحليل من ثلاث:
* إما أنك قد أردت أن تبرز لنا قدراتك في الكتابة
* أو أنك قد تحاول أن توجه رسالة خفية إلى تنظيمك وتعطينا رسالة كقراء بوجود شقاق في الحركة
* أن شخصا ما قد اتهمك زورا بكتابتك لهذا المقال ، مستغلا معرفتك بأبناء الحركة الإسلامية في تركيا.

وأيا كان السبب فلي رجاء أن تقبل مني نصيحة أوجهها لك ولجميع قيادي حماس وأن تقوم بمعاودة قراءة مقال الدكتور حمزة ذيب مصطفى عضو المجلس الوطني الفلسطيني المنشور في نفس العدد وتضع خطوطا حمراء على ما ورد فيه من كلمات ذهبية وما أكثرها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار


.. حزب الله يعلن تنفيذ 13 هجوما ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. الباحث السياسي سعيد زياد: توسيع نطاق الحرب خارج فلسطين لا يخ