الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة لزيارة المالكي لأنقرة وما تمخض عنها؟؟؟

شيار محمد صالح

2007 / 8 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم مما يعيشه العراق من مشادات وصراعات بين مختلف مكونات الحكومة العراقية من كتل وطوائف دينية الممثلة للحكومة العراقية، وإعلان انسحاب عدد من الوزراء من الحكومة العراقية بسبب عدم التزام المالكي للعهود التي قطعها لتلك الكتل وخاصة جبهة التوافق وقائمة علاوي، وظهور حالة التصدع والانشقاق في هذه الحكومة التي باتت تعيش حالة الترنح في حال استمرار انسحاب الوزراء من الحكومة وعدم تعليق انسحابهم، هذا معناه أن استمرار هذه الحكومة لم يعد طويلاً خاصة لما تشهده الساحة الميدانية من ازدياد في عمليات القتل والتفجير والاختطاف بالرغم من العمليات المشتركة الوقائية التي يقوم بها أفراد من الجيش العراقي وقوات من الجيش الامريكي.
بالرغم من تصريح السيد مراد قرة يلان رئيس اللجنة التنفيذية في العمال الكردستاني الذي حذَّر فيه السيد المالكي قبل يوم من ذهابه لأنقرة وذلك خلال تصريح له لوكالة فرات للأنباء في 6 – 8 – 2007 حيث قال:"إننا نحذر السيد المالكي من الاتفاق مع الاتراك للقيام بعمليات عسكرية مشتركة ضدنا". مع العلم أن العمال الكردستاني أعلن ومن جانب واحد عن وقف إطلاق النار منذ الاول من تشرين الاول من العام المنصرم وأنه ملتزم بذلك حتى راهننا.
زيارة المالكي الأخيرة إلى أنقرة في 7 – 8 – 2007 وما تمخض عنها من لقاءات وجلسات مغلقة وإبرام صفقات تجارية واقتصادية والاهم هو التوقيع على مذكرة التفاهم بين الحكومة العراقية والتركية فيما يخص العمال الكردستاني وتواجده على على الشريط الحدودي العراقي – التركي – الايراني، وكذلك المؤتمر الصحفي الذي تمخض عنه تصريحات أطلقها المالكي وهو في حالة تردد في إمكانية تنفيذها على أرض الواقع وهل بمقدورها رؤية النور أم لا؟
هذه الزيارة وما تقطَّر وتسرّب منها من معلومات أولية حول اعتراف الحكومة المالكية باسم جمهورية العراق ولأول مرة بإرهابية العمال الكردستاني وأنهم سوف ينسقون مع الأتراك للقيام ببعض الخطوات العملية للقضاء على تواجد الكردستاني في كردستان الجنوبية أو كما سماها المالكي شمال العراق. كل ذلك ربما سيكون له تداعيات سلبية على مستقبل الامن في العراق بشكل عام ومستقبل الاستقرار النسبي الذي تعيشه كردستان الجنوبية (شمال العراق) بشكل خاص. خاصة أن الجيش الأمريكي يعتبر أقليم كردستان الجنة الخضراء بالنسبة له في جحيم العراق، لما يلاقيه من ضربات موجعة يومياً على أيدي الجماعات الارهابية المسلحة المنتشرة على كافة مساحة العراق.
من جهة ثانية هل ستكون حكومة اقليم كردستان ملزمة على تنفيذ تلك التفاهمات والاتفاقيات التي وقعها المالكي مع الحكومة التركية في محاربة الكردستاني مع العلم أنه وقبل فترة أعلنت كافة الاحزاب الكردستانية في الاقليم أنها لا تعتبر العمال الكردستاني حزب إرهابي، بل هو حركة تحرر وطني. هذا التناقض الذي تعيشه حكومة المالكي وحكومة اقليم كردستان في التقرب من المسالة الكردية في كردستان الشمالية (كردستان تركيا) سيزيد حالة الارتباك وعدم الثقة بين الحكومتين بسبب التناقض في تقربهما من مسألة العمال الكردستاني. بين هذا وذاك تقف الولايات المتحدة الامريكية متفرجة لما سيتمخض عن هذا التناقض، ولكن في المحصلة ستكون الولايات المتحدة الامريكية هي المستفيد الأول من هذا التناقض لإملاء الشروط على كِلا الطرفين لقبول أو تنفيذ بعض الخطوات العملية ضد الكردستاني إرضاءاً لحليفتها الأطلسية التي بات صبرها ينفذ وخشية الولايات المتحدة بأن يقوم الجيش التركي بغزو كردستان الجنوبية ليس فقط لملاحقة العمال الكردستاني، بل الوصول حتى الموصل وكركوك، حينها ستتحول الجنة (المنطقة) الخضراء (شمال العراق) إلى جهنم بالنسبة لها وهذا مالا ترضاه وتخشى منه.
وبنفس الوقت هناك سؤال يطرح نفسه بنفسه وهو هل ستتخلى الولايات المتحدة الامريكية عن حليفها الوفي الكردي الوحيد في العراق إرضاءاً لنزعات الحكومة التركية وتوجيه ضربة ثانية للعمال الكردستاني بعد الضربة الأولى الموجعة له باختطاف زعيمهم السيد أوجلان وتسليمه لتركيا في 15 – 2 – 1999. ولكن هذه المرة بأيدي كردية؟؟؟. حينها ماذا سيكون مصير العلاقة الكردية الكردية؟ وبنفس الوقت هل ستكون البداية لعرقنة تركيا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت